دماء شهداء مصر وفلسطين ... بقلم : د. طارق طهبوب

الثلاثاء 07 أغسطس 2012

دماء شهداء مصر وفلسطين

د. طارق طهبوب


نستمطر شآبيب الرحمة على شهدائنا الجنود المصريين الذين ارتقوا إلى العلا في سيناء بالقرب من معبر كرم أبو سالم ونرجو لهم القبول من الله عز وجل، وقد استشهدوا وهم صائمون في رمضان ونرجو استكمال التحقيقيات بأسرع وقت ممكن والقبض على الجناة وأسيادهم خدمة الاحتلال الصهيوني.

ولعل دماء هؤلاء الشهداء تكشف الأبعاد الحقيقية للاتفاقية المذلة التي وقعها بطل الفشر والكلام وليس بطل الحرب والسلام أنور السادات، تلك الاتفاقية التي أعطت إسرائيل سيادة شبه كاملة على سيناء بدون كلفة الاحتلال حيث منعت الجيش المصري من التواجد وسكت على ذلك المخلوع قرابة ثلاثين عاماً، وبالإضافة الى منعهم لمشروعات التنمية والاستثمار في سيناء مما أوجد بيئة خصبة للتطرف الناتج عن التهميش والأقصاء.

كلنا يذكر اعتراف بن يامين أليعازر رئيس أركان حرب الجيش الصهيوني سابقاً بقتله للأسرى المصريين العزل في حرب 1967 وذلك في البرنامج الوثائقي الشهير الذي أذاعته القناة العاشرة في تلفزيون العدو الصهيوني قبل عدة سنوات وبقي هذا العدو الغادر يستقبل من قبل صديقه المخلوع مبارك في قصور الرئاسة دون أن يحرك أحد ساكناً أو يجرؤ على رفع قضية والمطالبة بمحاكمته في مصر وهذا يتناقض تماماً مع مواقف الفلول التي كالت التهم جزافاً لفلسطين وأهلها المكلومين بشهدائهم المصريين وبتشديد ويلات الحصار مرة ثانية عليهم.

في عام 1947 وفي أول زيارة لمناحيم بيغين إلى بريطانيا لم ينس أحفاد الرقيبين في البوليس البريطاني السرجنت بيس وزميله السيرجنت مارتن والذين شنقهما الإرهابي مناحيم بيغين قائد عصابة الأرغون، قام أحفاد الرقيبين برفع قضية ضده في المحاكم البريطانية حيث رفضت بسبب الحصانة الدبلوماسية بينما كان بن إليعازر يسرح ويمرح في قصور الرئاسة خارج صفته الرسمية بعد خروجة من الوزارة كصديق شخصي للمخلوع مبارك ووفاءً لهذه الصداقة فقد لطم بن إليعازر الخدود وشق الجيوب مطالباً بالمحافظة على الكنز الاستراتيجي لإسرائيل.

وإلى الذين قد يصيبهم عمى الألوان المؤقت من شعب مصر الطيب فمجرد النظر إلى سرعة استجابة وتعامل العدو الصهيوني مع الحادث تبين ما كان بإمكان الجيش المصري البطل قاهر العدو الصهيوني أن يفعله لو كان متواجداً في سيناء.

إن العدو الحقيقي هو تلك الاتفاقية التي تمنع الجيش المصري من تحرير سيناء حق التحرير وقد آن الأوان لتمزيقها بالكامل وبسط السيادة المصرية على سيناء بكل معانيها العسكرية والاقتصادية والسياية وتنميتها بما يليق بمشروع نهضة مصر.

أما عكاشة والفلول فهم على طريق مبارك و أما المخدوعون بهم فنرجو لهم الهداية بإذن الله تعالى وأنا كطبيب لسان حالي قول المتنبي في التشخيص الصحيح للعدو:

إني أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

لشهداء مصر القبول والرحمة ولشعب مصر خصوصاً إخواني من أطبائهم الذين رافقوني إلى غزة عدة مرات خالص العزاء وإنا لله وإنا إليه راجعون.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية