دموع عالمية للقدس
خالد معالي
للقدس المحتلة، معانٍ ودلالات هامة مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني، وعقيدة دينية مؤثرة ومحركة لا يريد "نتنياهو" أن يعرفها أو يفهمها. فعاليات المسيرة العالمية نحو القدس؛ أظهرت أن مدينة القدس المحتلة ما زالت حية في نفوس المسلمين وأحرار العالم، برغم حالة المخاض العامة التي تضرب الأمة العربية والإسلامية.
ما أقوى وأعز تلك الدموع المؤثرة التي انهمرت من عيون الكثير من المشاركين في المسيرات العالمية التي اجتاحت دول العالم حزنا على مواصلة فراق القدس، ومواصلة وقوعها تحت أبغض وأجرم احتلال عرفه التاريخ، وما أجمل أن تتبدل تلك الدموع من حزن إلى فرح بالتحرير.
مع ذكرى الإسراء والمعراج، والذكرى ال 46 لاحتلال المدينة المقدسة في حرب حزيران ١٩٦٧؛ ملايين خرجوا لنصرة القدس المحتلة يوم الجمعة 76، في أكثر من خمسين دولة من كل أنحاء العالم من اندونيسيا إلى النرويج إلى الولايات المتحدة؛ تعبر كلها عن رفض الاحتلال والظلم المتواصل بحق المدينة المقدسة والشعب الفلسطيني.
تكرار المسيرات العالمية من مختلف الأعراق ودول العالم هام وضروري؛ للتذكير بأهمية مدينة القدس ورفض مظلوميتها، وتعبئة النفوس للتمسك بالحق ورفض الاستسلام أو القبول بالأمر الواقع الاحتلالي، بكل ممارساته ومساعيه ومخططاته لتهويد المدينة وتغيير طابعها وتزوير تاريخها وتهجير أبنائها؛ وهي خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز الخطوات القادمة والمنتظرة للتحرير، طال الزمن أم قصر.
المسيرات نحو القدس تعبير عن اتساع التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وهي كذلك جانب من المقاومة للاحتلال، وقادرة على لفت انتباه الرأي العام الدولي لمعاناة شعبنا، وانتهاك حقوقه في أرضه ووطنه ومحاولة قتل حاضره ومستقبله.
صحيح أن القدس تطلب أكثر من المسيرات على أهميتها، فهي تطلب أن يعمرها ويزورها المسلمون من كل أنحاء العالم مرفوعي الرأس تحت رايات الإسلام الخفاقة ترفرف فوق مآذنها، وليس تحت أعلام دولة الاحتلال. وهي بحاجة إلى الدعم المتواصل؛ فإن لم يكن بالسلاح لظروف قاهرة، فعلى الأقل بالأموال والدعوات كأضعف الإيمان.
القدس حية في نفوس المسلمين، والمطلوب كذلك أن تكون حية في قرارات الدعم من قبل رؤساء الدول الإسلامية والعربية.
ها هي القدس تحرك الأمة من جديد؛ مسيرات في القدس والضفة وغزة والأردن وسوريا واندونيسيا وتركيا ...، وإنقاذ بيت المقدس هو مهمة تاريخية جسيمة أضخم كثيرا من أن يحمل أعباءها الفلسطينيون وحدهم. فالدفاع عن القدس وعروبتها وهويتها ومقدساتها لا يخص الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من أمة المليار ونصف المليار.
يستبشر خيراً كل مسلم وعربي للمسيرات التي انطلقت ورددت "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، ويزيدها بركة وخيراً أن تتحول الهتافات لنصرة القدس إلى واقع عملي يومي؛ فالقدس تدفع يومياً ثمناً باهظاً بتهويد وهدم منازلها وطرد سكانها وتزوير آثارها، ومحاولة هدم المسجد الأقصى وتقسيمه على شاكلة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
كفلسطيني ومسلم وعربي؛ أرتاح عند رؤية المسيرات المليونية لنصرة القدس والسير نحوها بأمواج بشرية هادرة، والمطلوب أن تخترق هذه الحشود والأمواج البشرية الحدود المصطنعة وتدخل مدينة القدس رافعة الرايات والبيارق، ومحررة الأقصى من رجس الاحتلال.
القدس وعبر التاريخ كانت وما زالت المفتاح للحرب والسلام، وملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة، فدولة المشروع الصهيوني تطوق القدس بالمستوطنات كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهل الإمارات خلدت الاحتلال الصليبي المدعوم من دول أوروبا وقتها؟!.
ما يجري في القدس من تهويد ساعة بساعة؛ ليس مقتصراً على حي من أحيائها، بل يطال الاستهداف كل نقطة وحتى ذرة تراب في المدينة المقدسة ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، وذات رؤى وأبعاد استراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس.
تعتقد دولة الاحتلال أن من يسيطر على القدس يسيطر على فلسطين ويهيمن على محيطها الجغرافي – السياسي، ولذلك كانت القدس، وما زالت، هي رأس رمح الغزو الاستيطاني اليهودي لفلسطين التي لا تقوم قائمة لدولة المشروع الصهيوني بدونها، وكان واقع وجود الاحتلال وإن طال ظاهرياً في فلسطين هو كشوكة في حلق أمة المليار ونصف المليار سرعان ما تجد الأمة الإسلامية طريقة لإزالة الشوكة ولفظها.
الصمت المطبق من قبل أكثر الأنظمة العربية والإسلامية؛ يشجع اليهود المتطرفين ليكثفوا بالتالي من اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات الحرم الشريف كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم بعد هدم الأقصى بحسب مخططاتهم.
كل الجهود والطاقات يجب أن تتوحد وتتكاتف دون تلكؤ أو تقاعس، فالزمن يجري سريعاً، ضد التناقض الرئيس وهو الاحتلال الذي يستهدف الجميع. على كل فرد فلسطيني خاصة القيادات، أن يقف عند مسئولياته، فالمسير طويل والزاد قليل، ولا يوجد متسع لقصار النفس، الذين عليهم أن يتنحوا جانبا، لأن المجد والتاريخ يصنعه العظماء بإنجازاتهم الحقيقية والملموسة، وليست الوهمية.
خالد معالي
للقدس المحتلة، معانٍ ودلالات هامة مزروعة في قلب وعقل كل مسلم وعربي وفلسطيني، وعقيدة دينية مؤثرة ومحركة لا يريد "نتنياهو" أن يعرفها أو يفهمها. فعاليات المسيرة العالمية نحو القدس؛ أظهرت أن مدينة القدس المحتلة ما زالت حية في نفوس المسلمين وأحرار العالم، برغم حالة المخاض العامة التي تضرب الأمة العربية والإسلامية.
ما أقوى وأعز تلك الدموع المؤثرة التي انهمرت من عيون الكثير من المشاركين في المسيرات العالمية التي اجتاحت دول العالم حزنا على مواصلة فراق القدس، ومواصلة وقوعها تحت أبغض وأجرم احتلال عرفه التاريخ، وما أجمل أن تتبدل تلك الدموع من حزن إلى فرح بالتحرير.
مع ذكرى الإسراء والمعراج، والذكرى ال 46 لاحتلال المدينة المقدسة في حرب حزيران ١٩٦٧؛ ملايين خرجوا لنصرة القدس المحتلة يوم الجمعة 76، في أكثر من خمسين دولة من كل أنحاء العالم من اندونيسيا إلى النرويج إلى الولايات المتحدة؛ تعبر كلها عن رفض الاحتلال والظلم المتواصل بحق المدينة المقدسة والشعب الفلسطيني.
تكرار المسيرات العالمية من مختلف الأعراق ودول العالم هام وضروري؛ للتذكير بأهمية مدينة القدس ورفض مظلوميتها، وتعبئة النفوس للتمسك بالحق ورفض الاستسلام أو القبول بالأمر الواقع الاحتلالي، بكل ممارساته ومساعيه ومخططاته لتهويد المدينة وتغيير طابعها وتزوير تاريخها وتهجير أبنائها؛ وهي خطوة في الاتجاه الصحيح تعزز الخطوات القادمة والمنتظرة للتحرير، طال الزمن أم قصر.
المسيرات نحو القدس تعبير عن اتساع التأييد الشعبي للقضية الفلسطينية وهي كذلك جانب من المقاومة للاحتلال، وقادرة على لفت انتباه الرأي العام الدولي لمعاناة شعبنا، وانتهاك حقوقه في أرضه ووطنه ومحاولة قتل حاضره ومستقبله.
صحيح أن القدس تطلب أكثر من المسيرات على أهميتها، فهي تطلب أن يعمرها ويزورها المسلمون من كل أنحاء العالم مرفوعي الرأس تحت رايات الإسلام الخفاقة ترفرف فوق مآذنها، وليس تحت أعلام دولة الاحتلال. وهي بحاجة إلى الدعم المتواصل؛ فإن لم يكن بالسلاح لظروف قاهرة، فعلى الأقل بالأموال والدعوات كأضعف الإيمان.
القدس حية في نفوس المسلمين، والمطلوب كذلك أن تكون حية في قرارات الدعم من قبل رؤساء الدول الإسلامية والعربية.
ها هي القدس تحرك الأمة من جديد؛ مسيرات في القدس والضفة وغزة والأردن وسوريا واندونيسيا وتركيا ...، وإنقاذ بيت المقدس هو مهمة تاريخية جسيمة أضخم كثيرا من أن يحمل أعباءها الفلسطينيون وحدهم. فالدفاع عن القدس وعروبتها وهويتها ومقدساتها لا يخص الفلسطينيين وحدهم دون غيرهم من أمة المليار ونصف المليار.
يستبشر خيراً كل مسلم وعربي للمسيرات التي انطلقت ورددت "على القدس رايحين شهداء بالملايين"، ويزيدها بركة وخيراً أن تتحول الهتافات لنصرة القدس إلى واقع عملي يومي؛ فالقدس تدفع يومياً ثمناً باهظاً بتهويد وهدم منازلها وطرد سكانها وتزوير آثارها، ومحاولة هدم المسجد الأقصى وتقسيمه على شاكلة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.
كفلسطيني ومسلم وعربي؛ أرتاح عند رؤية المسيرات المليونية لنصرة القدس والسير نحوها بأمواج بشرية هادرة، والمطلوب أن تخترق هذه الحشود والأمواج البشرية الحدود المصطنعة وتدخل مدينة القدس رافعة الرايات والبيارق، ومحررة الأقصى من رجس الاحتلال.
القدس وعبر التاريخ كانت وما زالت المفتاح للحرب والسلام، وملازمة للوعي السياسي الجمعي للأمة، فدولة المشروع الصهيوني تطوق القدس بالمستوطنات كنسخة معاصرة للإمارات الصليبية التي أقامتها فتوحات الفرنجة في المنطقة قبل ألف عام، فهل الإمارات خلدت الاحتلال الصليبي المدعوم من دول أوروبا وقتها؟!.
ما يجري في القدس من تهويد ساعة بساعة؛ ليس مقتصراً على حي من أحيائها، بل يطال الاستهداف كل نقطة وحتى ذرة تراب في المدينة المقدسة ووفق خطة ممنهجة ومدروسة، وذات رؤى وأبعاد استراتيجية ما عادت تخفى على أي متابع ومهتم بشأن القدس.
تعتقد دولة الاحتلال أن من يسيطر على القدس يسيطر على فلسطين ويهيمن على محيطها الجغرافي – السياسي، ولذلك كانت القدس، وما زالت، هي رأس رمح الغزو الاستيطاني اليهودي لفلسطين التي لا تقوم قائمة لدولة المشروع الصهيوني بدونها، وكان واقع وجود الاحتلال وإن طال ظاهرياً في فلسطين هو كشوكة في حلق أمة المليار ونصف المليار سرعان ما تجد الأمة الإسلامية طريقة لإزالة الشوكة ولفظها.
الصمت المطبق من قبل أكثر الأنظمة العربية والإسلامية؛ يشجع اليهود المتطرفين ليكثفوا بالتالي من اعتداءاتهم واقتحاماتهم لباحات الحرم الشريف كمقدمة لبناء الهيكل المزعوم بعد هدم الأقصى بحسب مخططاتهم.
كل الجهود والطاقات يجب أن تتوحد وتتكاتف دون تلكؤ أو تقاعس، فالزمن يجري سريعاً، ضد التناقض الرئيس وهو الاحتلال الذي يستهدف الجميع. على كل فرد فلسطيني خاصة القيادات، أن يقف عند مسئولياته، فالمسير طويل والزاد قليل، ولا يوجد متسع لقصار النفس، الذين عليهم أن يتنحوا جانبا، لأن المجد والتاريخ يصنعه العظماء بإنجازاتهم الحقيقية والملموسة، وليست الوهمية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية