دولة كيري ... بقلم : إياد القرا

الأربعاء 01 يناير 2014

دولة كيري

إياد القرا

الكيان الذي يعد له وزير الخارجية الأمريكية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية هو إجراء عملية تجميل لمجموع التكتلات السكانية الفلسطينية التي تم عزلها على مدار عشرين عاماً من المفاوضات, وأصبحت متقطعة الأوصال، وهو قائم على أساس سلطة يمكن السيطرة عليها عسكرياً ومدنياً لتبدو كياناً، إلا أنه لا يحمل من مكونات الكيان إلا اسمه.

المفاوضات السرية التي يقودها محمود عباس رئيس السلطة مع حكومة الاحتلال, ستقود إلى استخراج قواعد كيري ,بهدف معالجة ملف من أصعب الملفات, حيث لا زالت الولايات المتحدة ترى أن ملف التفاوض حول ذلك يجب أن ينتهي سريعاً ,وبما يحقق المصالح الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة من خلال وجود الرئيس محمود عباس ,الذي هو على استعداد أن يقدم كل ما يمكن من تنازلات قد يصعب أن يقدمها أي شخص يأتي بعده.

لذلك طرح الوزير الأمريكي بقوة ملف منطقة الأغوار بصفته الملف الأكثر صعوبة في التفاوض,باعتبار أن منطقة الأغوار على الحصن الشرقي لأي كيان يقع غربي النهر, لذلك تحرص الولايات المتحدة على توفير الأمان للاحتلال الإسرائيلي والضمانات لأمنه بسيطرة إسرائيلية بوجه أمريكي.

إشغال الولايات المتحدة المفاوض الفلسطيني بملف الأغوار في التفاوض هو عملية تضليل تمارسها الولايات المتحدة للتغطية على الملفات الأساسية,مثل القدس واللاجئين والحدود وغيرها من الملفات الأكثر صعوبة، لذلك سيظهر أي إنجاز يحققه عباس في ملف الأسرى وكأنه أكبر انتصار مقابل إهمال الملفات الأساسية والمهمة التي تؤثر على مصير القضية الفلسطينية وسط انشغال المحيط العربي بقضاياه.

دولة كيري الممسوخة منزوعة السلاح والسيادة تقطعها المستوطنات، بدون القدس وبدون حدود، وبدون إعادة اللاجئين ,وتتمثل فقط بوجود المقاطعة الرئاسية التي تضم قبر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات شاهداً على جريمة اغتياله,لرفض إقامة دولة ممسوخة ,كالتي يقيمها حالياً كيري في الضفة الغربية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية