ذهب أوباما وبقيت إملاءاته! ...بقلم : لمى خاطر

الإثنين 25 مارس 2013

ذهب أوباما وبقيت إملاءاته!

لمى خاطر

هل تملك قيادة السلطة الفلسطينية مصارحة شعبها بجدوى زيارة أوباما لرام الله؟ وهي الزيارة التي كانت مستحقة في عرف السلطة أن تجهض لأجلها بوادر الانتفاضة الشعبية، وأن تبذل الأجهزة الأمنية عشيّتها الكثير من بوادر الالتزام الأمني تمثّلت في اعتقال عدد كبير من الناشطين الفلسطينيين، وتحديداً من كانت لهم نشاطات مقاومة فيما مضى. فيما انشغلت وسائل الإعلام المقرّبة من السلطة قبل الزيارة بإطلاق فتاشات أو مسكّنات وهميّة حول وعود بإطلاق سراح عدد من الأسرى القدامى والمرضى، وهو يبدو أمراً مفهوم الدوافع حين تطلق مثل هذه الشائعات في ظلّ شارع كان متأهّباً للاشتعال انتصاراً للأسرى!

لم يعد من قبيل الذكاء اكتشاف أن الزيارة كانت في سياق تجديد العقد الأمني بين السلطة من جهة، وأمريكا وإسرائيل من جهة ثانية، مع محاولة جديدة لتشجيع الطرف الفلسطيني على النزول عن شجرة رفض استئناف المفاوضات في ظل الاستيطان، ولو من خلال خديعة سياسية تبدي عبرها حكومة الاحتلال بعض المرونة تجاه موضوع تجميد الاستيطان، لتعود جلسات التفاوض إلى سابق عهدها، أي إلى مرحلة اللاجدوى الرامية فقط إلى الإيحاء للشارع بأن هناك جهداً سياسياً تبذله قيادة السلطة للوصول إلى الدولة الحلم، ويستحقّ أن تجمّد لأجله جميع الخيارات المناوئة حتى لو كانت مقاومة شعبية، وأن تشتدّ القبضة على كل مشتبه فيه بحمل راية المقاومة المسلّحة حتى لو كان الاشتباه موهوما، المهم أن يظلّ هناك مؤشر بأن السلطة في الضفة مجتهدة في وظيفتها الأمنية!

أما إن كانت الخمسمئة مليون دولار التي ستحوّلها الإدارة الأمريكية إلى خزينة السلطة الفلسطينية هي الإنجاز الوحيد للزيارة، فهذه الملايين ليست دون مقابل بطبيعة الحال، لأن وصول أو إيصال السلطة إلى حالة الإفلاس، ثم عودة الأطراف المانحة لدعمها يحمل أيضاً رسالة للشعب الفلسطيني لن تكون قيادة السلطة مضطرة لتلاوتها على مسامعه صراحة وعلنا، لكنها ستعني أن الصمود والمقاومة سيقترنان بالإفلاس وبأزمة معيشية، وبمستقبل مجهول، وبمعاناة لا سبيل للخروج منها، وأن إغضاب الإدارة الأمريكية والخروج على خطوطها الحمراء ولو بطرق باب محكمة الجنايات الدولية لإدانة إسرائيل سيعقبه إفلاس وإنذار بالانهيار.. ولذلك فإن الإدارة الأمريكية والسلطة على حدّ سواء تأملان أنه سيكون مستوعباً لدى الشارع الفلسطيني عودة السلطة لتمارس خداع المفاوضات والحرب الدبلوماسية، وأن تقطع الطريق على جميع الخيارات الأخرى.

هي لعبة العصا والجزرة المستخدمة مع السلطة ومع الشعب الفلسطيني على حدّ سواء، وما دامت هناك قيادة فلسطينية تجعل من الجزرة نصراً مبينا، وتسارع بالركوع أمام إملاءات العصا، فلا يمكن توقّع ولا انتظار أن تغيّر الإدارة الأمريكية من سياستها في التعامل مع القضية الفلسطينية، سواء أكان الرئيس الأمريكي هو أوباما ذو الأصول الإفريقية، أم كان عربياً ومسلماً كابراً عن كابر!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية