مصطفى الصواف
عندما تُقلب الأحاديث والمواقف بين يديك وتنظر في أصحابها تتمنى أن لا يكون هذا حال بعضها خاصة من يحسب عليك ويحمل لقب فلسطيني لأن المأمول به أكبر، ولكن عندما ينسى هذا الذي يحمل لقب فلسطيني فلسطينيته في غمرة المناكفة السياسة والنكاية بالخصوم السياسيين دون أي اعتبار للآثار السيئة الناتجة عن هذه المواقف والأحداث أو التصريحات، تتمنى أن لا يكون قائلها فلسطينيا؛ فعندها سيكون وقعها أقل تأثيراً و إيلاماً.
وفي المقابل تسمع مواقف وترى تصريحات وأقوالا من غير الفلسطينيين تتحدث عن معاناة شعب يرزح تحت الاحتلال ويُحاصر من أطراف يحسبها عربية وجارة إلى جانب حصار عدو محتل، وتطالب هذه التصريحات برفع الحصار ووقف سياسة التجويع وفتح معبر رفح أمام حركة الفلسطينيين والإشادة بالمقاومة وفلسطين وبقطاع غزة رمز هذه الأمة ورأس حربتها في مواجهة المشروع الصهيوني، عندها تشعر أن أصحاب هذه المواقف أكثر فلسطينية من كثير ممن يحمل لقب فلسطيني.
عندما تستمع لمن يعتقد أنه رأس الهرم في الشعب الفلسطيني والعديد من أزلامه وكيف يتناولون التحريض الإعلامي المصري على غزة والمقاومة وحماس التي هي جزء أصيل من الشعب الفلسطيني وكيف يُحرضون على غزة؛ حتى وصف ممثل المنظمة في ممثلية فلسطين في الإسكندرية حركة حماس بأنها حركة إرهابية، وهو هنا لا يقدح في حماس بل يقدح في الشعب الفلسطيني الذي وثِق في حماس ومنحها صوته يوم أن أُجريت الانتخابات عام 2006، التي قد تتكرر نتائجها لو أجريت انتخابات بظروف وبيئة عام 2006، فماذا عندها سيكون الموقف؟ حتى وإن اختلفت النتائج وفازت حركة فتح، فهل ستعمل على اجتثاث الإرهاب؛ أي اجتثاث حركة حماس من صفوف الشعب الفلسطيني طالما أن حماس حركة إرهابية؟.
من يستمع إلى هؤلاء يصاب بحالة من الغثيان، ويشعر بقشعريرة ليست مرضاً بل تقززا من هذه المواقف التي لا تعبر عن موقف وطني، ويتمنى ألا يكون هؤلاء من المنتمين للشعب الفلسطيني لأنه عندها سيكون الأمر أهون بكثير من أن يُحسب هؤلاء على الشعب الفلسطيني الذي قدم الدم والروح والمال من أجل أرضه ومقدساته، ثم تأتي حفنة منه تكون هذه مواقفها المخزية والتي لو بال أحدهم - أعزكم الله- أفضل بكثير من أن ينطق بهذه العبارات الضارة بالشعب وبالقضية.
في المقابل تسمع تصريحات وأقوال المنصف المرزوقي الرئيس التونسي التي قالها في الأمم المتحدة في الشق الفلسطيني لتمنيت أن يكون هذا الرجل فلسطينيا رغم أننا لا نفرق بين الفلسطيني والتونسي، ولكن في ظل ما ترى وتسمع من مواقف فلسطينية تكون مضطرا لعقد مقارنة، عندها وفي نفس الوقت تخرج من هذه المقارنة بأن تتمنى أن يكون الرئيس التونسي رئيساً لفلسطين؛ لأن هذا الموقف الذي يجب أن يكون عليه كل فلسطيني اختلف أو اتفق مع أي طرف فلسطيني.
كنا نتمنى أن يرتقي بعض الفلسطينيين في مواقفهم إلى مستوى موقف بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي طالب برفع الحصار وفتح معبر رفح ولم يحرض كمن يعتقد أنه رئيس أو قائد أو مسئول في سلطة أو في تنظيم.
نعم رُب أخٍ لم تلده أمك، وبكل تأكيد ومن خلال أقوال وتصريحات المرزوقي الفارقة عن تصريحات عباس ومن حوله تتمنى أن يكون المرزوقي فلسطينيا قلبا وقالبا، وإن قلبا ووجدانا هو فلسطيني، وتتمنى أن يكون أخا وأبا وصديقا وجارا بل ورئيسا بدلاً من هذه الثلة المهزومة وجدانيا وفكريا وسياسيا والضارة بالشعب الفلسطيني والقضية
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية