رجلٌ يقص شعر بنت الغول
د. فايز أبو شمالة
هل يقبل أبناء عائلة الغول، وهي من العائلات الفلسطينية اللاجئة إلى قطاع غزة، ومن العائلات المعروفة بوطنيتها؛ فرجالها من المشهود لهم بحسن إسلامهم وآدابهم، وبأسهم شديد في مقاومة الصهاينة، وقدموا الشهداء والجرحى، وقدموا زهرات العمر في السجون الإسرائيلية، هل يقبل مثل هؤلاء الناس الشرفاء الأوفياء للوطن والدين أن تجلس ابنتهم على كرسي الحلاقة، بين يدي رجل غريب، ليداعب شعرها بأصابعه، ويُجَمّلُ تسريحتها وفق ذوقه؟
من المؤكد أن شباب عائلة الغول جميعهم سيثورون، وسيصرخون بالرفض المطلق، بل سيطلقون النار على رأس من تسول له نفسه أن يلامس خصلة شعر ابنتهم، أو من ترتضي لنفسها الجلوس على كرسي الحلاق الغريب لينظر في عينيها بإمعان، أو يرتب شعرها بإتقان.
فكيف ينادي السيد عمر حلمي الغول بذلك؟ وهل يقبل شخصياً ذلك لبناته؟ تابعوا معي ما كتبه السيد عمر حلمي الغول، في مقاله المنشور على صفحات الحياة الجديدة باسم عادل عبد الرحمن، وتحت عنوان "محجز يحاصر حماس"، فيقول:
" قبل ايام اصدر القائمون على النظام التربوي في سلطة الانقلاب الحمساوي فصل البنين عن البنات من سن التاسعة. ثم اتخذت خطوة بمنع الرجال من العمل في محلات بيع الملابس النسائية، ومنعت محال الألبسة عرض الملابس الداخلية. ثم لاحقت الشباب على حلق رؤوسهم بحجة انهم يتمثلون الغرب. وأيضا طاردت الشباب من الذكور على طريقة لبسهم للبنطلون، وكانت اغلقت محال الكوافير (حلاقة السيدات) التي يديرها الرجال. وكل يوم ترتكب حماقة تغيير الواقع والقانون الفلسطيني."
فهل إغلاق حماس محلات الكوافير (حلاقة السيدات) التي يديرها الرجال يخل بالشرف الفلسطيني؟ هل من الوطنية والحرية أن تسمح غزة للرجال بالعمل في محلات كوافير النسوة؟ وأين العيب والعار في الحفاظ على الشرف والأخلاق؟
ربما يكون للسيد عمر الغول اعتراض سياسي على حركة حماس، أو ربما يكون له موقف نقدي من إدارتها لشئون الحياة العامة، ولكن الاعتراض على نهج حركة حماس المحافظ على شرف العائلة فيه خدش للموروث الأخلاقي، وفيه تحطيم للمألوف، وفيه سقوط يشير إلى عدم موضوعية النقد، فلما تزل الآراء تتحكم فيها الأهواء وخصوصية الانتماء وأنواع الولاء.
قال حكيم عركته الأحداث: ما فسد قليله كان أكثره فاسد.
د. فايز أبو شمالة
هل يقبل أبناء عائلة الغول، وهي من العائلات الفلسطينية اللاجئة إلى قطاع غزة، ومن العائلات المعروفة بوطنيتها؛ فرجالها من المشهود لهم بحسن إسلامهم وآدابهم، وبأسهم شديد في مقاومة الصهاينة، وقدموا الشهداء والجرحى، وقدموا زهرات العمر في السجون الإسرائيلية، هل يقبل مثل هؤلاء الناس الشرفاء الأوفياء للوطن والدين أن تجلس ابنتهم على كرسي الحلاقة، بين يدي رجل غريب، ليداعب شعرها بأصابعه، ويُجَمّلُ تسريحتها وفق ذوقه؟
من المؤكد أن شباب عائلة الغول جميعهم سيثورون، وسيصرخون بالرفض المطلق، بل سيطلقون النار على رأس من تسول له نفسه أن يلامس خصلة شعر ابنتهم، أو من ترتضي لنفسها الجلوس على كرسي الحلاق الغريب لينظر في عينيها بإمعان، أو يرتب شعرها بإتقان.
فكيف ينادي السيد عمر حلمي الغول بذلك؟ وهل يقبل شخصياً ذلك لبناته؟ تابعوا معي ما كتبه السيد عمر حلمي الغول، في مقاله المنشور على صفحات الحياة الجديدة باسم عادل عبد الرحمن، وتحت عنوان "محجز يحاصر حماس"، فيقول:
" قبل ايام اصدر القائمون على النظام التربوي في سلطة الانقلاب الحمساوي فصل البنين عن البنات من سن التاسعة. ثم اتخذت خطوة بمنع الرجال من العمل في محلات بيع الملابس النسائية، ومنعت محال الألبسة عرض الملابس الداخلية. ثم لاحقت الشباب على حلق رؤوسهم بحجة انهم يتمثلون الغرب. وأيضا طاردت الشباب من الذكور على طريقة لبسهم للبنطلون، وكانت اغلقت محال الكوافير (حلاقة السيدات) التي يديرها الرجال. وكل يوم ترتكب حماقة تغيير الواقع والقانون الفلسطيني."
فهل إغلاق حماس محلات الكوافير (حلاقة السيدات) التي يديرها الرجال يخل بالشرف الفلسطيني؟ هل من الوطنية والحرية أن تسمح غزة للرجال بالعمل في محلات كوافير النسوة؟ وأين العيب والعار في الحفاظ على الشرف والأخلاق؟
ربما يكون للسيد عمر الغول اعتراض سياسي على حركة حماس، أو ربما يكون له موقف نقدي من إدارتها لشئون الحياة العامة، ولكن الاعتراض على نهج حركة حماس المحافظ على شرف العائلة فيه خدش للموروث الأخلاقي، وفيه تحطيم للمألوف، وفيه سقوط يشير إلى عدم موضوعية النقد، فلما تزل الآراء تتحكم فيها الأهواء وخصوصية الانتماء وأنواع الولاء.
قال حكيم عركته الأحداث: ما فسد قليله كان أكثره فاسد.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية