توقيع عباس لاتفاق إطار سيسقطه سياسياً من ضمير الشعب والأمة
رزقة: ملف موظفي غزة يُحل بالاتفاق بين فتح وحماس على طاولة مستديرة
في حوار خاص مع المستشار السياسي لرئيس الوزراء بغزة يوسف رزقة
المعيق أمام المصالحة هو الحالة الانتقائية التي تمارسها حركة فتح في الملفات الخمسة
مطلوب من عباس أن يصارح شعبه بما يجري في الغرف المغلقة مع كيري
صرح المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة د. يوسف رزقة بأن التوقعات بفشل المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بواسطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ناجمة عن كم المطالب "الإسرائيلية" الخطيرة التي لا يستطيع الرئيس محمود عباس أن يوقع عليها، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لو وقع عليها سيسقط سياسياً وسيسقط حركة فتح من ضمير الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وقال د. رزقة ان المتوقع لهذه المفاوضات هو الفشل ، لكن لا أحد يستطيع أن يُجزم يقينا أنها ستنجح أو تفشل، وسبب ذلك أن لا أحد يعرف ما يدور في الغرف المغلقة، وأن الرئيس عباس لا يطلع شعبه ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية على ما يجري مع كيري.
وأعرب عن تمنياته أن يرفض الرئيس عباس المطالب الخطيرة للجانب الصهيوني ويعود لشعبه.
وفي سياق آخر، عزا رزقة في حوار خاص معه الضائقة المالية التي تعيشها الحكومة إلى المتغيرات التي حدثت في المنطقة والإقليم، والجرح المفتوح في سوريا، وتناقص إيرادات الحكومة والمساعدات الخارجية وقلة الوفود التضامنية التي كانت ترفع عبئاً كبيراً بدعمها الانساني والاغاثي والدوائي. بسبب اغلاق معبر رفح البري مع مصر.
وأوضح أن الحكومة في غزة تسعى من خلال أنشطتها المختلفة لتوفير دعم مالي للاشهر القادمة بحيث تستطيع أن تمارس نشاطاتها.
وبشأن ملف المصالحة ، ردَّ المستشار السياسي لهنية على سؤال وجه له عن أهم المعيقات التي تواجه تنفيذ المصالحة على الأرض، قائلاً " في نظري المعيق الرئيسي هو الحالة الانتقائية التي تمارسها السلطة الفلسطينية وحركة فتح في تعاملها مع ملفات المصالحة الخمسة المتفق عليها.. وأنهم يركزون فقط على ملفي الحكومة والانتخابات ولا يريدون أن يتقدموا في الملفات الأخرى بشكل متوازي كما تم الاتفاق عليه في القاهرة. مستشهداً باستمرار حالة الاعتقالات في الضفة الغربية. إضافة لانخراط الرئيس محمود عباس والسلطة في مفاوضات مع جون كيري، في ظل إقرار حركة فتح بوجود فيتو أمريكي "إسرائيلي" على المصالحة.
وعن مطالب حركة حماس من وفد حركة فتح الذي زار غزة مؤخراً، أوضح رزقة أن السيد اسماعيل هنية طلب منهم ضمانات التي يمكن أن تهيأ الأجواء منها الإجابة على سؤال فيما يتعلق بالموظفين في غزة الذين التحقوا بالوظيفة العمومية بعد 2007، وما يتعلق بالاجهزة الامنية في غزة، وما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة. وأن ترفع الأجهزة الأمنية يدها الثقيلة عن حركة حماس والقيادات النشطة وهو ما سيساعد في تأييد أبناء الحركة للمصالحة ودعمها في الضفة.
وعن طلب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية موافقة خطية من حماس على المصالحة، أوضح رزقة بأن حماس وقعت على المصالحة وملفاتها الخمسة، متسائلاً عن المغزى من الموافقة الخطية وهل هي ستعيق المصالحة ام ستتقدم بها للأمام.
وحول إمكانية مساهمة حركة حماس في دعم السلطة مالياً في حال تم الاتفاق على استيعاب موظفيها في إطار المصالحة، قال رزقة :" المسالة تحتاج لجلسة على دائرة مستديرة بين الشخصيات ويدرسوها فنياً وكيف يمكن أن يتحمل كل إنسان في هذه المسألة. مؤكداً أن ما صدر عن نبيل شعت عضو اللجنة المركز لفتح في هذا الخصوص لا يمثل موقف حركة فتح الرسمي، وأن الذي يمثل الموقف هو التباحث بين الطرفين (فتح وحماس) بشكل رسمي وتوقيع اتفاق.
إليكم نص الحوار:
- الحكومة دعت إلى خصصة معبر رفح .. لماذا هذه الدعوة ؟ وهل تعتقد أن تجد لها قبول لدى الجانب المصري ؟
فكرة خصخصة عمل المعابر ليست جديدة فهي طرحت عام 2007 بعد حالة الانقسام وكان الهدف منها هو التغلب على مسألة الحصار وعلى الرفض الاسرائيلي لفتح المعابر من ناحية، ومن ناحية ثانية هو اشراك القطاع الخاص في ادارة شؤون المواطنين في غزة بتسهيل تواجد السلع المختلفة الخاصة بعد أن اعتبرت اسرائيل قطاع غزة كيانا معادياً.
الذي حدث في كلام المنسوب لنائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا هو تجديد لهذه الفكرة القديمة في ضوء المتغير الذي حصل في مصر وفي ضوء اشتداد حالة الحصار.
القطاع الخاص رحب عام 2007 بالفكرة ومازال يرحب بها وان يكون له دور في خدمة ابناء قطاع غزة وتسهيلهم والقطاع الخاص حينما يقبل الفكرة يقبلها من مبدأ العمل الاقتصادي الذي يتجنب الخوض في المسائل السياسية.
فالقطاع الخاص ليس له موقف سياسي وبالتالي لن يطلب منهم الاعتراف بالدولية اليهودية المحتلة. تعاملهم اقتصادي بحت.
المعوقات.. كانت من الأطراف الأخرى، من الجانب الاسرائيلي على وجه التحديد والفكرة في الجانب المصري تحتاج لمزيد من المتابعة لانه قبل عامين وبعد ثورة 25 يناير عرضت الحكومة على الجانب المصري فتح معبر تجاري وإقامة منطقة تجارية حرة على الجانب الفلسطيني المصري ، فهذه الفكرة كانت تدرس في أروقة السلطات المصرية على مدى الثورة حتى 3/7 ومازلنا لا ندري موقف السلطة بعد 3/7 من هذه القضايا.
- المحامي عبد الكريم شبير من الشخصيات المستقلة جلس مع رئيس الوزراء وعرض عليه فكرة أن يدير المعبر جهة مستقلة ؟
الفكرة التي طرحها عبد الكريم هي فكرة اخرى، وهذه الفكرة رئيس الوزراء أجاب عليها انه سيدرسها والوصول فيها إلى أفضل النتائج لكن هذا طبعا يحتاج الى موقف من السلطة واضح وموقف من الطرف المصري واضح.
لأن ما نقله شبير هو كلام شفوي لا يوجد به مقترح عملي .. ولكن كفكرة وعنوان رئيس الوزراء وعد بدراستها.
- هل السلطة في رام الله لها علاقة بموضوع خصخصة معبر رفح، من حيث القبول او الرفض ؟ وهل نسقتم معها ؟
حتى الآن السلطة ملتزمة الصمت.
والطرح أكثر من تنسيق، لأن الطرح علني على السلطة وحركة فتح، لكن السلطة لم تعقب بالقبول او الرفض للفكرة وربما أنها ترى لها حق خالص أن تكون المسؤولة عن المعبر دون إشراك الاخرين في إدارته وهذه نقطة خلافية.
أيضا من المقترحات العمل المشترك، اقترحت الحكومة ادارة معبر رفح بادرة مشتركة بين الشرطة والفنيين في غزة وبين حرس الرئيس والفنيين الذين عملوا في المعبر قبل 2007 ولكن هذه الفكرة لازالت تراوح مكانها.
- الحكومة قدمت بوادر حسن نوايا تجاه المصالحة .. ما المعيق أمام تحقيق هذه المصالحة حتى اللحظة ؟
في نظري المعيق الرئيسي هو الحالة الانتقائية التي تمارسها السلطة وحركة فتح في تعاملها مع ملفات المصالحة الخمسة المتفق عليها.. فهي تركز فقط على ملفي الحكومة والانتخابات ولا تريد أن تتقدم في الملفات الأخرى بشكل متوازي كما تم الاتفاق عليه.
فعلى سبيل المثال، لا يوجد تهيئة اجواء للمصالحة في الضفة الغربية الاعتقالات والاستدعاءت مستمرة، طالت حتى المحررين الذين أمضوا عشرات السنين ف سجون الاحتلال، نذكر كيف تم الاعتداء على وزير الاسرى السابق وصفي قبها وهو يمثل الصوت المرتفع لحماس في جنين، حيث تم الاعتداء عليه بشكل مبرح دون أن يكون هناك لجان تحقيق في الحادث. وهذا معوق أساسي الأصل ان لا يكون حالة انتقائية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
المجلس الوطني وانتخاباته ومنظمة التحرير واجتماع الأمناء العامون "الاطار المؤقت لمنظمة التحرير" لا علاقة لهم بالموضوع والرئيس عباس لا يدعوهم لاي اجتماع.
السبب الثاني، انخراط محمود عباس والسلطة في مفاوضات مع جون كيري، وهذه حالة معوقة لانه أصلاً هناك موقف تقر به حركة فتح انه يوجد فيتو أمريكي اسرائيلي على المصالحة، وهم يقولون انهم يستطيعون أن يقفزوا على هذا الفيتو ويتجاوزوه، ولكن هذا يحتاج لاجراء عملي وليس وعداً.
المفاوضات تجري في تكتم شديد وسرية كاملة، الفصائل بما فيهم حماس طلبت كشف بعض ما يجري للناس حتى يكونوا على اطلاع، نريد ان نعرف ماذا يجري وتأثيره على المصالحة .
القرار في المفاوضات قرار منفرد من قبل عباس، والمطلوب ان يكشف ما يجري للناس.
- الرئيس عباس اشترط موافقة مكتوبة من قبل حماس على حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات.. هل قدمت حماس موافقة مكتوبة ؟ ولماذا ؟
الإخوة في اللجنة السداسية لحركة فتح حضروا لغزة بهدف اعادة هيكلة تنظيم فتح في قطاع غزة، ورئيس الوزراء لم يمانع في ذلك واستقبلهم، وابلغهم وجود فتح منظمة وموحدة يخدم حركة حماس لانه من الصعب ان تتعامل مع جسم مقسم وهو جزء من الوطن فيه خلافات.
النقطة الثانية، طرح نبيل شعت موضوع المصالحة والاتفاقات وابلغه هنية ان المصالحة كمبدأ واستيراتيجية مقرة في كل مؤسسات الحركة والحكومة ولا خلاف في ذلك.. لكن طلب منه بعض الضمانات التي يمكن أن تهيأ الأجواء منها، الاجابة على سؤال فيما يتعلق بالموظفين في الوظيفة العمومية في قطاع غزة الذين التحقوا بعد عام 2007 ، وأيضاً ما يتعلق بالأجهزة الامنية في قطاع غزة، وأيضاً ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة. موقف السلطة من هذا.
الطلب الآخر كان يتعلق في الضفة، نريد ان نرى انفراجة في العلاقة مع حماس في الضفة الغربية، الناس معتصمين في بيرزيت، ونابلس لم تستطع ان تقيم احتفالها بالرغم من ان الرئيس عباس وافق ان تحيي انطلاقتها في نابلس. طلب ان تنقل رسالة للسيد عباس تطلب منه ان يرفع يد الاجهزة الامنية الثقيلة عن حركة حماس والقيادات النشطة لأن هذا يهيأ الأجواء ويجعل من هذا الاجراء حصول تأييد لأبناء الحركة في الضفة على المصالحة.
أبلغهم انه لا يطلب هذا كشرط على التبادلية، بمعنى ان تعتقلوا نعتقل نفرج تفرجوا، قفز عن حالة التبادلية وقال أن هذه حقوق وطنية يجب التعامل معها بشفافية.
أبو ردنية خرج بفكرة تمثل رؤيته الشخصية انه بدو كتاب خطي من حماس موافقة على المصالحة، حماس وقعت على الملفات الخمسة ووقعت على اعلان الدوحة. فمسألة الاجابة الخطية ما المقصود والهدف منها ، تعويق المصالحة ولا التقدم فيها.
لذلك زياد الظاظا طلب ردود من حركة فتح.
جئتم واستقبلناكم ووافقنا على مبدأ تشكيل الحكومة ومبدأ الانتخابات بعد ستة أشهر أو أكثر ، لكن بريد تحصينات وضمانات تساعد الشعب على ان يسير في ممر آمن ، وان لا نعود لانتكاسة، لأن ملف المصالحة مسألة حساسة في كثير من ملفاتها.
هناك 40 ألف موظف في غزة . وهؤلاء في حال تم استيعابهم في السلطة بعد المصالحة سيكون العبء قد ثقل على السلطة خاصة وأنها تعاني أزمة مالية.. هل لدى حركة حماس استعداد المشاركة في دعم السلطة مالياً لتغطية العجز؟
صحيح ، هذا المفترض أن يكون على طاولة البحث والنقاش بوضوح، لا يجوز في غزفة مغلقة أن تدق صدرك وتقول لن يضار أي موظف، في نفس الوقت تسمع صوت آخر من أين سنغطيهم مالياً. وهذا الذي خدم شعبه على مدار 7 اعوام هل من المنطق أن يلقى في الشارع ؟ إذاً المسالة تحتاج لجلسة على دائرة مستديرة بين الشخصيات ويدرسوها فنياً وكيف ممكن كل انسان يتحمل في هذه المسألة.
وبخصوص ما صدر عن نبيل شعت بخصوص هذا الملف خلال لقائه رئيس الوزاء ، هو خواطر على جانب الملف ، والكلمتين الذي قالهما شعت بخصوص الموظفين العموميين.. هل هي تمثل موقف حركة فتح بشكل رسمي؟.
إن الموقف الرسمي يتم الحديث فيه بشكل رسمي بين الطرفين، ويتم التوقيع على ورقة ، وحتى الان لا يوجد جلسة ونقاش رسمي في هذا الموضوع. لأن الناس تريد ان تطمئن على مستقبلها.
وحركة حماس جاهزة أن فتح تعرض رؤيتها للموظفين العمومين وحماس تعرض رؤيتها للنقاش، المسالة لا تقوم على الفرض والاجبار.
- زيارة عزام الأحمد لغزة متوقفة على دعوة من رئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنية، خاصة وأن الأحمد صرح مؤخراً وقال بأن هنية طلب مزيداً من الوقت للتشاور ؟
بالأمس حدث اتصال هاتفي بين الطرفين واتفقوا على تشكيل لجنة للتحقيق فيما تعرض له النائب وصفي قبها. وهنية طلب منه تهيئة الأجواء في الضفة الغربية. لكن الأحمد خرج وقال أن حركة حماس تتهرب من المصالحة.
والسؤال، هو الشخص الذي يطلب تهيئة أجواء في الضفة الغربية يصبح متهرباً من المصالحة؟ وهل يمكن أن يكون هناك مصالحة مع بقاء الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية؟ اعتقد ان هذا صعب وقضية معقدة بهذا الشكل.
- الحكومة تعيش ضائقة مالية .. هل هناك أفق لتجاوز هذه الضائقة قريبا؟ وكيف ؟
حالنا كحال الاخوة في الضفة الغربية، لدينا ضائقة مالية، ونحن في غزة بسبب المتغيرات التي حدثت في منطقة الاقليم والجرح المفتوح في سوريا وأكثر من منطقة عربية، صار نوع من الضائقة المادية لأنه إيرادات الحكومة والمساعدات الخارجية أصبحت ضئيلة ، والحكومة تسعى من خلال أنشطتها المختلفة لتوفير دعم مالي للاشهر القادمة بحيث تستطيع الحكومة ان تواصل نشاطاتها.
ولا ننسى أن الوفود التي كانت تأتي لغزة كانت ترفع جزء من العبء الانساني والاغاثي وجزء من معالجة المسالة الدوائية في المستشفيات ، هذا كله توقف بسبب إغلاق معبر رفح، لذلك الحكومة تحاول أن تستعيد نشاط هذه الوفود التضامن التي كانت تحمل عبئاً عن الحكومة في مجال الاغاثة الانسانية.
العلاقة غير مستقرة بين حماس ومصر.. ويشوبها التوتر ؟ هل الاتصالات مستمرة رغم هذه الحالة المتوترة في العلاقة ؟
هو التوتر بداية غير متبادل ، فرئيس الوزراء اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تكلموا بكلام ايجابي في العلاقة مع مصر ، وأكدوا باستمرار أن حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، وقضية الخلاف مع الاخوان قضية مصرية داخلية وحماس لا علاقة لها بها ، هم عندهم استعداد وإيجاد تعاون مشترك للمحافظة على العلاقات التاريحية والوطنية. بمعنى كل معنى إيجابي من حماس والحكومة تم طرحه في الاعلام والقنوات الرسمية.
لكن في رؤية في مصر تتبناها بعض الجهات النافذة أو ذات العلاقة والتأثير في السلطة في الإعلام والقضاء في بعض الأجهزة تعادي حركة حماس ربما يرتبط بعدائهم التقليدي للاخوان المسلمين ، ربما مرتبط بموقف سياسي يريدون بيعه للامريكان أو للجانب الإسرائيلي، في نوع من الضغط الشديد واللامنطق على حركة حماس في وسائل الاعلام .
الحكومة لها تواصل مستمر مع وزير المخابرات العامة المصري، الذي هو القناة الأساسية التي تحمل الملف الفلسطيني باستمرار. حتى الان القناة موجودة.
نأمل من الاخوة في مصر اجتيار الازمة وتستقر الأحوال ونعرف طبيعة العلاقة التي ستكون بين مصر وحركة حماس في ظل المتغير بعد إقرار الدستور والذهاب للانتخابات ونتمنى ان تحدث انفراجة في العلاقة وأن لا تذهب هذه العلاقة للاتجاه السلبي الذي يريده الاسرائيليون.
فقد هُدمت الانفاق وصبرت حماس، واتهمت اتهامات باطلة وصبرت وبينت ان هذا لم يحدث ، ومازالت تصبر لحين انفراج الازمة ربما الانفراجة تكون ايجابية.
- هل طلبت مصر رسميا من حماس اشخاص للتحقيق ؟
لا لم تطلب، هي اتهمت عبر وسائل الاعلام وجاءت بأسماء شهداء ومعتقلين لايوجد اسماء حقيقية.
- الرئيس عباس التقى طلاب "إسرائيلييين" وقال :" لن نغرق اسرائيل باللاجئين الفلسطينيين" كيف تقرأون هذا التصريح ؟
الموقف من قضية اللاجئين للسيد محمود عباس تاريخياً وفي الجلسة الاخيرة التي عقدها مع رام الله مع 300 شاب إسرائيلي مثيرة للقلق والشك والريبة، هو يفسر عودة اللاجئين تفسيراً مغايراً لما اتفق عليه الشعب ومغاير للقرار 194، لذلك كل الفصائل الفلسطينية رفض تصريحاته. لأن قرار 194 يتحدث عن العودة لفلسطين المحتلة للارض والممتلكات.. وهو يتحدث عن العودة للضفة وغزة.
كذلك عندما يتحدث بهذا الوضوح لن نغرق اسرائيل باللاجئين – نقول (أن هذه دولة احتلت أرضنا ولدينا قرار يجب أن نعود نريد تنفيذ القرار، المفروض أنه يمسك بالمرجعية الدولية وبالقرار 194 ) ***اذا التفسيرات وإيجاد مرجعيات بديلة.
- هل تعتقد أن كيري سينجح في جهوده وسيتمخض اتفاق اطار في نهاية المطاف؟
المتوقع حسب المعلومات ان يفشل، لكن لا احد يستطيع ان يجزم يقينا انه سينجح او يفشل، والسبب واضح اننا لا نعرف ما يدور في الغرف المغلقة ، والرئيس عباس لا يطلع شعبه والمنظمة والفصائل على ما يجري.
يوجد مطالب خطيرة للجانب "الاسرائيلي" ، كيهودية الدولة والتودجد في الاغوار لفترات طويلة والحل كله قائم على قاعدة امنية، والقاعدة الامنية تعني بقاء الاحتلال.
ولذلك التوقعات بالفشل لأن الرئيس عباس لن يستطيع أن يوقع ورقة فيها كل هذه المطالب الخطيرة. لأنه إذا وقع بيكون قد سياسياً وسقوط حركة فتح في ضمير الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي.
نتمنى أن يرجع لشعبه وأنه يرفض هذه المطالب الخطيرة للجانب الصهيوني.
رزقة: ملف موظفي غزة يُحل بالاتفاق بين فتح وحماس على طاولة مستديرة
في حوار خاص مع المستشار السياسي لرئيس الوزراء بغزة يوسف رزقة
المعيق أمام المصالحة هو الحالة الانتقائية التي تمارسها حركة فتح في الملفات الخمسة
مطلوب من عباس أن يصارح شعبه بما يجري في الغرف المغلقة مع كيري
صرح المستشار السياسي لرئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة د. يوسف رزقة بأن التوقعات بفشل المفاوضات بين السلطة الفلسطينية واسرائيل بواسطة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ناجمة عن كم المطالب "الإسرائيلية" الخطيرة التي لا يستطيع الرئيس محمود عباس أن يوقع عليها، مؤكداً في الوقت ذاته أنه لو وقع عليها سيسقط سياسياً وسيسقط حركة فتح من ضمير الشعب الفلسطيني والعربي والإسلامي.
وقال د. رزقة ان المتوقع لهذه المفاوضات هو الفشل ، لكن لا أحد يستطيع أن يُجزم يقينا أنها ستنجح أو تفشل، وسبب ذلك أن لا أحد يعرف ما يدور في الغرف المغلقة، وأن الرئيس عباس لا يطلع شعبه ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية على ما يجري مع كيري.
وأعرب عن تمنياته أن يرفض الرئيس عباس المطالب الخطيرة للجانب الصهيوني ويعود لشعبه.
وفي سياق آخر، عزا رزقة في حوار خاص معه الضائقة المالية التي تعيشها الحكومة إلى المتغيرات التي حدثت في المنطقة والإقليم، والجرح المفتوح في سوريا، وتناقص إيرادات الحكومة والمساعدات الخارجية وقلة الوفود التضامنية التي كانت ترفع عبئاً كبيراً بدعمها الانساني والاغاثي والدوائي. بسبب اغلاق معبر رفح البري مع مصر.
وأوضح أن الحكومة في غزة تسعى من خلال أنشطتها المختلفة لتوفير دعم مالي للاشهر القادمة بحيث تستطيع أن تمارس نشاطاتها.
وبشأن ملف المصالحة ، ردَّ المستشار السياسي لهنية على سؤال وجه له عن أهم المعيقات التي تواجه تنفيذ المصالحة على الأرض، قائلاً " في نظري المعيق الرئيسي هو الحالة الانتقائية التي تمارسها السلطة الفلسطينية وحركة فتح في تعاملها مع ملفات المصالحة الخمسة المتفق عليها.. وأنهم يركزون فقط على ملفي الحكومة والانتخابات ولا يريدون أن يتقدموا في الملفات الأخرى بشكل متوازي كما تم الاتفاق عليه في القاهرة. مستشهداً باستمرار حالة الاعتقالات في الضفة الغربية. إضافة لانخراط الرئيس محمود عباس والسلطة في مفاوضات مع جون كيري، في ظل إقرار حركة فتح بوجود فيتو أمريكي "إسرائيلي" على المصالحة.
وعن مطالب حركة حماس من وفد حركة فتح الذي زار غزة مؤخراً، أوضح رزقة أن السيد اسماعيل هنية طلب منهم ضمانات التي يمكن أن تهيأ الأجواء منها الإجابة على سؤال فيما يتعلق بالموظفين في غزة الذين التحقوا بالوظيفة العمومية بعد 2007، وما يتعلق بالاجهزة الامنية في غزة، وما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة. وأن ترفع الأجهزة الأمنية يدها الثقيلة عن حركة حماس والقيادات النشطة وهو ما سيساعد في تأييد أبناء الحركة للمصالحة ودعمها في الضفة.
وعن طلب المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية موافقة خطية من حماس على المصالحة، أوضح رزقة بأن حماس وقعت على المصالحة وملفاتها الخمسة، متسائلاً عن المغزى من الموافقة الخطية وهل هي ستعيق المصالحة ام ستتقدم بها للأمام.
وحول إمكانية مساهمة حركة حماس في دعم السلطة مالياً في حال تم الاتفاق على استيعاب موظفيها في إطار المصالحة، قال رزقة :" المسالة تحتاج لجلسة على دائرة مستديرة بين الشخصيات ويدرسوها فنياً وكيف يمكن أن يتحمل كل إنسان في هذه المسألة. مؤكداً أن ما صدر عن نبيل شعت عضو اللجنة المركز لفتح في هذا الخصوص لا يمثل موقف حركة فتح الرسمي، وأن الذي يمثل الموقف هو التباحث بين الطرفين (فتح وحماس) بشكل رسمي وتوقيع اتفاق.
إليكم نص الحوار:
- الحكومة دعت إلى خصصة معبر رفح .. لماذا هذه الدعوة ؟ وهل تعتقد أن تجد لها قبول لدى الجانب المصري ؟
فكرة خصخصة عمل المعابر ليست جديدة فهي طرحت عام 2007 بعد حالة الانقسام وكان الهدف منها هو التغلب على مسألة الحصار وعلى الرفض الاسرائيلي لفتح المعابر من ناحية، ومن ناحية ثانية هو اشراك القطاع الخاص في ادارة شؤون المواطنين في غزة بتسهيل تواجد السلع المختلفة الخاصة بعد أن اعتبرت اسرائيل قطاع غزة كيانا معادياً.
الذي حدث في كلام المنسوب لنائب رئيس الوزراء المهندس زياد الظاظا هو تجديد لهذه الفكرة القديمة في ضوء المتغير الذي حصل في مصر وفي ضوء اشتداد حالة الحصار.
القطاع الخاص رحب عام 2007 بالفكرة ومازال يرحب بها وان يكون له دور في خدمة ابناء قطاع غزة وتسهيلهم والقطاع الخاص حينما يقبل الفكرة يقبلها من مبدأ العمل الاقتصادي الذي يتجنب الخوض في المسائل السياسية.
فالقطاع الخاص ليس له موقف سياسي وبالتالي لن يطلب منهم الاعتراف بالدولية اليهودية المحتلة. تعاملهم اقتصادي بحت.
المعوقات.. كانت من الأطراف الأخرى، من الجانب الاسرائيلي على وجه التحديد والفكرة في الجانب المصري تحتاج لمزيد من المتابعة لانه قبل عامين وبعد ثورة 25 يناير عرضت الحكومة على الجانب المصري فتح معبر تجاري وإقامة منطقة تجارية حرة على الجانب الفلسطيني المصري ، فهذه الفكرة كانت تدرس في أروقة السلطات المصرية على مدى الثورة حتى 3/7 ومازلنا لا ندري موقف السلطة بعد 3/7 من هذه القضايا.
- المحامي عبد الكريم شبير من الشخصيات المستقلة جلس مع رئيس الوزراء وعرض عليه فكرة أن يدير المعبر جهة مستقلة ؟
الفكرة التي طرحها عبد الكريم هي فكرة اخرى، وهذه الفكرة رئيس الوزراء أجاب عليها انه سيدرسها والوصول فيها إلى أفضل النتائج لكن هذا طبعا يحتاج الى موقف من السلطة واضح وموقف من الطرف المصري واضح.
لأن ما نقله شبير هو كلام شفوي لا يوجد به مقترح عملي .. ولكن كفكرة وعنوان رئيس الوزراء وعد بدراستها.
- هل السلطة في رام الله لها علاقة بموضوع خصخصة معبر رفح، من حيث القبول او الرفض ؟ وهل نسقتم معها ؟
حتى الآن السلطة ملتزمة الصمت.
والطرح أكثر من تنسيق، لأن الطرح علني على السلطة وحركة فتح، لكن السلطة لم تعقب بالقبول او الرفض للفكرة وربما أنها ترى لها حق خالص أن تكون المسؤولة عن المعبر دون إشراك الاخرين في إدارته وهذه نقطة خلافية.
أيضا من المقترحات العمل المشترك، اقترحت الحكومة ادارة معبر رفح بادرة مشتركة بين الشرطة والفنيين في غزة وبين حرس الرئيس والفنيين الذين عملوا في المعبر قبل 2007 ولكن هذه الفكرة لازالت تراوح مكانها.
- الحكومة قدمت بوادر حسن نوايا تجاه المصالحة .. ما المعيق أمام تحقيق هذه المصالحة حتى اللحظة ؟
في نظري المعيق الرئيسي هو الحالة الانتقائية التي تمارسها السلطة وحركة فتح في تعاملها مع ملفات المصالحة الخمسة المتفق عليها.. فهي تركز فقط على ملفي الحكومة والانتخابات ولا تريد أن تتقدم في الملفات الأخرى بشكل متوازي كما تم الاتفاق عليه.
فعلى سبيل المثال، لا يوجد تهيئة اجواء للمصالحة في الضفة الغربية الاعتقالات والاستدعاءت مستمرة، طالت حتى المحررين الذين أمضوا عشرات السنين ف سجون الاحتلال، نذكر كيف تم الاعتداء على وزير الاسرى السابق وصفي قبها وهو يمثل الصوت المرتفع لحماس في جنين، حيث تم الاعتداء عليه بشكل مبرح دون أن يكون هناك لجان تحقيق في الحادث. وهذا معوق أساسي الأصل ان لا يكون حالة انتقائية وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه.
المجلس الوطني وانتخاباته ومنظمة التحرير واجتماع الأمناء العامون "الاطار المؤقت لمنظمة التحرير" لا علاقة لهم بالموضوع والرئيس عباس لا يدعوهم لاي اجتماع.
السبب الثاني، انخراط محمود عباس والسلطة في مفاوضات مع جون كيري، وهذه حالة معوقة لانه أصلاً هناك موقف تقر به حركة فتح انه يوجد فيتو أمريكي اسرائيلي على المصالحة، وهم يقولون انهم يستطيعون أن يقفزوا على هذا الفيتو ويتجاوزوه، ولكن هذا يحتاج لاجراء عملي وليس وعداً.
المفاوضات تجري في تكتم شديد وسرية كاملة، الفصائل بما فيهم حماس طلبت كشف بعض ما يجري للناس حتى يكونوا على اطلاع، نريد ان نعرف ماذا يجري وتأثيره على المصالحة .
القرار في المفاوضات قرار منفرد من قبل عباس، والمطلوب ان يكشف ما يجري للناس.
- الرئيس عباس اشترط موافقة مكتوبة من قبل حماس على حكومة الوحدة الوطنية والانتخابات.. هل قدمت حماس موافقة مكتوبة ؟ ولماذا ؟
الإخوة في اللجنة السداسية لحركة فتح حضروا لغزة بهدف اعادة هيكلة تنظيم فتح في قطاع غزة، ورئيس الوزراء لم يمانع في ذلك واستقبلهم، وابلغهم وجود فتح منظمة وموحدة يخدم حركة حماس لانه من الصعب ان تتعامل مع جسم مقسم وهو جزء من الوطن فيه خلافات.
النقطة الثانية، طرح نبيل شعت موضوع المصالحة والاتفاقات وابلغه هنية ان المصالحة كمبدأ واستيراتيجية مقرة في كل مؤسسات الحركة والحكومة ولا خلاف في ذلك.. لكن طلب منه بعض الضمانات التي يمكن أن تهيأ الأجواء منها، الاجابة على سؤال فيما يتعلق بالموظفين في الوظيفة العمومية في قطاع غزة الذين التحقوا بعد عام 2007 ، وأيضاً ما يتعلق بالأجهزة الامنية في قطاع غزة، وأيضاً ما يتعلق بحق الشعب الفلسطيني في المقاومة. موقف السلطة من هذا.
الطلب الآخر كان يتعلق في الضفة، نريد ان نرى انفراجة في العلاقة مع حماس في الضفة الغربية، الناس معتصمين في بيرزيت، ونابلس لم تستطع ان تقيم احتفالها بالرغم من ان الرئيس عباس وافق ان تحيي انطلاقتها في نابلس. طلب ان تنقل رسالة للسيد عباس تطلب منه ان يرفع يد الاجهزة الامنية الثقيلة عن حركة حماس والقيادات النشطة لأن هذا يهيأ الأجواء ويجعل من هذا الاجراء حصول تأييد لأبناء الحركة في الضفة على المصالحة.
أبلغهم انه لا يطلب هذا كشرط على التبادلية، بمعنى ان تعتقلوا نعتقل نفرج تفرجوا، قفز عن حالة التبادلية وقال أن هذه حقوق وطنية يجب التعامل معها بشفافية.
أبو ردنية خرج بفكرة تمثل رؤيته الشخصية انه بدو كتاب خطي من حماس موافقة على المصالحة، حماس وقعت على الملفات الخمسة ووقعت على اعلان الدوحة. فمسألة الاجابة الخطية ما المقصود والهدف منها ، تعويق المصالحة ولا التقدم فيها.
لذلك زياد الظاظا طلب ردود من حركة فتح.
جئتم واستقبلناكم ووافقنا على مبدأ تشكيل الحكومة ومبدأ الانتخابات بعد ستة أشهر أو أكثر ، لكن بريد تحصينات وضمانات تساعد الشعب على ان يسير في ممر آمن ، وان لا نعود لانتكاسة، لأن ملف المصالحة مسألة حساسة في كثير من ملفاتها.
هناك 40 ألف موظف في غزة . وهؤلاء في حال تم استيعابهم في السلطة بعد المصالحة سيكون العبء قد ثقل على السلطة خاصة وأنها تعاني أزمة مالية.. هل لدى حركة حماس استعداد المشاركة في دعم السلطة مالياً لتغطية العجز؟
صحيح ، هذا المفترض أن يكون على طاولة البحث والنقاش بوضوح، لا يجوز في غزفة مغلقة أن تدق صدرك وتقول لن يضار أي موظف، في نفس الوقت تسمع صوت آخر من أين سنغطيهم مالياً. وهذا الذي خدم شعبه على مدار 7 اعوام هل من المنطق أن يلقى في الشارع ؟ إذاً المسالة تحتاج لجلسة على دائرة مستديرة بين الشخصيات ويدرسوها فنياً وكيف ممكن كل انسان يتحمل في هذه المسألة.
وبخصوص ما صدر عن نبيل شعت بخصوص هذا الملف خلال لقائه رئيس الوزاء ، هو خواطر على جانب الملف ، والكلمتين الذي قالهما شعت بخصوص الموظفين العموميين.. هل هي تمثل موقف حركة فتح بشكل رسمي؟.
إن الموقف الرسمي يتم الحديث فيه بشكل رسمي بين الطرفين، ويتم التوقيع على ورقة ، وحتى الان لا يوجد جلسة ونقاش رسمي في هذا الموضوع. لأن الناس تريد ان تطمئن على مستقبلها.
وحركة حماس جاهزة أن فتح تعرض رؤيتها للموظفين العمومين وحماس تعرض رؤيتها للنقاش، المسالة لا تقوم على الفرض والاجبار.
- زيارة عزام الأحمد لغزة متوقفة على دعوة من رئيس الحكومة في غزة اسماعيل هنية، خاصة وأن الأحمد صرح مؤخراً وقال بأن هنية طلب مزيداً من الوقت للتشاور ؟
بالأمس حدث اتصال هاتفي بين الطرفين واتفقوا على تشكيل لجنة للتحقيق فيما تعرض له النائب وصفي قبها. وهنية طلب منه تهيئة الأجواء في الضفة الغربية. لكن الأحمد خرج وقال أن حركة حماس تتهرب من المصالحة.
والسؤال، هو الشخص الذي يطلب تهيئة أجواء في الضفة الغربية يصبح متهرباً من المصالحة؟ وهل يمكن أن يكون هناك مصالحة مع بقاء الاعتقالات السياسية في الضفة الغربية؟ اعتقد ان هذا صعب وقضية معقدة بهذا الشكل.
- الحكومة تعيش ضائقة مالية .. هل هناك أفق لتجاوز هذه الضائقة قريبا؟ وكيف ؟
حالنا كحال الاخوة في الضفة الغربية، لدينا ضائقة مالية، ونحن في غزة بسبب المتغيرات التي حدثت في منطقة الاقليم والجرح المفتوح في سوريا وأكثر من منطقة عربية، صار نوع من الضائقة المادية لأنه إيرادات الحكومة والمساعدات الخارجية أصبحت ضئيلة ، والحكومة تسعى من خلال أنشطتها المختلفة لتوفير دعم مالي للاشهر القادمة بحيث تستطيع الحكومة ان تواصل نشاطاتها.
ولا ننسى أن الوفود التي كانت تأتي لغزة كانت ترفع جزء من العبء الانساني والاغاثي وجزء من معالجة المسالة الدوائية في المستشفيات ، هذا كله توقف بسبب إغلاق معبر رفح، لذلك الحكومة تحاول أن تستعيد نشاط هذه الوفود التضامن التي كانت تحمل عبئاً عن الحكومة في مجال الاغاثة الانسانية.
العلاقة غير مستقرة بين حماس ومصر.. ويشوبها التوتر ؟ هل الاتصالات مستمرة رغم هذه الحالة المتوترة في العلاقة ؟
هو التوتر بداية غير متبادل ، فرئيس الوزراء اسماعيل هنية ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل تكلموا بكلام ايجابي في العلاقة مع مصر ، وأكدوا باستمرار أن حماس لا تتدخل في الشأن الداخلي المصري، وقضية الخلاف مع الاخوان قضية مصرية داخلية وحماس لا علاقة لها بها ، هم عندهم استعداد وإيجاد تعاون مشترك للمحافظة على العلاقات التاريحية والوطنية. بمعنى كل معنى إيجابي من حماس والحكومة تم طرحه في الاعلام والقنوات الرسمية.
لكن في رؤية في مصر تتبناها بعض الجهات النافذة أو ذات العلاقة والتأثير في السلطة في الإعلام والقضاء في بعض الأجهزة تعادي حركة حماس ربما يرتبط بعدائهم التقليدي للاخوان المسلمين ، ربما مرتبط بموقف سياسي يريدون بيعه للامريكان أو للجانب الإسرائيلي، في نوع من الضغط الشديد واللامنطق على حركة حماس في وسائل الاعلام .
الحكومة لها تواصل مستمر مع وزير المخابرات العامة المصري، الذي هو القناة الأساسية التي تحمل الملف الفلسطيني باستمرار. حتى الان القناة موجودة.
نأمل من الاخوة في مصر اجتيار الازمة وتستقر الأحوال ونعرف طبيعة العلاقة التي ستكون بين مصر وحركة حماس في ظل المتغير بعد إقرار الدستور والذهاب للانتخابات ونتمنى ان تحدث انفراجة في العلاقة وأن لا تذهب هذه العلاقة للاتجاه السلبي الذي يريده الاسرائيليون.
فقد هُدمت الانفاق وصبرت حماس، واتهمت اتهامات باطلة وصبرت وبينت ان هذا لم يحدث ، ومازالت تصبر لحين انفراج الازمة ربما الانفراجة تكون ايجابية.
- هل طلبت مصر رسميا من حماس اشخاص للتحقيق ؟
لا لم تطلب، هي اتهمت عبر وسائل الاعلام وجاءت بأسماء شهداء ومعتقلين لايوجد اسماء حقيقية.
- الرئيس عباس التقى طلاب "إسرائيلييين" وقال :" لن نغرق اسرائيل باللاجئين الفلسطينيين" كيف تقرأون هذا التصريح ؟
الموقف من قضية اللاجئين للسيد محمود عباس تاريخياً وفي الجلسة الاخيرة التي عقدها مع رام الله مع 300 شاب إسرائيلي مثيرة للقلق والشك والريبة، هو يفسر عودة اللاجئين تفسيراً مغايراً لما اتفق عليه الشعب ومغاير للقرار 194، لذلك كل الفصائل الفلسطينية رفض تصريحاته. لأن قرار 194 يتحدث عن العودة لفلسطين المحتلة للارض والممتلكات.. وهو يتحدث عن العودة للضفة وغزة.
كذلك عندما يتحدث بهذا الوضوح لن نغرق اسرائيل باللاجئين – نقول (أن هذه دولة احتلت أرضنا ولدينا قرار يجب أن نعود نريد تنفيذ القرار، المفروض أنه يمسك بالمرجعية الدولية وبالقرار 194 ) ***اذا التفسيرات وإيجاد مرجعيات بديلة.
- هل تعتقد أن كيري سينجح في جهوده وسيتمخض اتفاق اطار في نهاية المطاف؟
المتوقع حسب المعلومات ان يفشل، لكن لا احد يستطيع ان يجزم يقينا انه سينجح او يفشل، والسبب واضح اننا لا نعرف ما يدور في الغرف المغلقة ، والرئيس عباس لا يطلع شعبه والمنظمة والفصائل على ما يجري.
يوجد مطالب خطيرة للجانب "الاسرائيلي" ، كيهودية الدولة والتودجد في الاغوار لفترات طويلة والحل كله قائم على قاعدة امنية، والقاعدة الامنية تعني بقاء الاحتلال.
ولذلك التوقعات بالفشل لأن الرئيس عباس لن يستطيع أن يوقع ورقة فيها كل هذه المطالب الخطيرة. لأنه إذا وقع بيكون قد سياسياً وسقوط حركة فتح في ضمير الشعب الفلسطيني والعربي والاسلامي.
نتمنى أن يرجع لشعبه وأنه يرفض هذه المطالب الخطيرة للجانب الصهيوني.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية