رسائل في الذكرى الثالثة للوهم المتبدد

رسائل في الذكرى الثالثة للوهم المتبدد

الخميس 25 يونيو 2009

كتب فارس عبد الله - ثلاثة أعوام على عملية "الوهم المتبدد" , والتي استهدفت موقعاً عسكرياً صهيونياً , وكانت نتيجة الهجوم الفدائي وقوع الجندي الصهيوني شاليط ,في الأسر إلى جانب نفوق عدد من الجنود الصهاينة ,تحت أقدام مجاهدي المقاومة فلقد كانت ضربتهم خاطفة وقوية , اشتعلت النيران وتفجرت الدبابات واسقطت القلب والأبراج العسكرية ,في الموقع العسكري الصهيوني "كرم أبو سالم " وأفاق الشعب الفلسطيني ومعه العالم كله ,على أخبار أكثر الهجمات الفلسطينية نجاحاً ,والتي كانت تعكس ملامحها ومؤشراته الأولية ,على أن العملية البطولية غير محصورة في مكان وزمان وقوعها ,بل ستستمر بتفاعلاتها إلى ما ابعد من ذلك ,وها هي تدخل عامها الثالث ولازالت المقاومة الفلسطينية , تقف عند مطالبها العادلة بالإفراج عن قائمة الأسرى ,من أصحاب المؤبدات ,والتي حسب العدو أن بإمكانه الاحتفاظ بهم إلى ما لانهاية .
 
عملية "الوهم المتبدد" والتي اشتركت فيها ثلاثة فصائل فلسطينية ,أبرزها كتائب عزالدين القسام وألوية الناصر صلاح الدين ,أعجزت العدو الصهيوني فلازال الفشل يلاحق الجيش الصهيوني ,منذ انطلاق الرصاصة الأولى للعملية وما أكدته على صعيد , مقدرة المقاوم الفلسطيني بالتخطيط ,والانجاز حسب الخطط العسكرية بشكل مثالي ,يضاهي ما يتم تدريسه في الكليات العسكرية ,عن الهجمات على المواقع العسكرية المحصنة ,من ناحية الاقتحام والاشتباك والسيطرة والانسحاب ,حسب الخطة المدروسة والمعدة مسبقاً , ولقد كانت عملية "الوهم المتبدد" من الجانب العسكري ناجحة ,وزرعت من لحظة وقوعها الرعب في قلوب الجنود الصهاينة وقادتهم ,على حدود قطاع غزة فكل حركة من فوق الأرض ,أو تحتها لطائر أو حيوان بري ,تربكهم ويسارعون لإعلان حالة الاستنفار ,متخوفين من وقوع أسرى جدد من جنودهم ,وهذا ما يفسر حرصهم على قتل أسراهم في معركة الفرقان ,حيث سجلت حالتين اعترف العدو الصهيوني فيها ,بقتل جنوده والآسرين معاً حتى لا تدمغ هزيمة الجيش الصهيوني ,بالدلائل الواضحة خلال بث صور جنودهم الأسرى ,لو قدر الله نجاح تلك العمليات .
 
ولعل من المناسب في الذكرى الثلاثة ,لعملية "الوهم المتبدد" ووقوع شاليط في الأسر, أن نرسل عده رسائل للداخل الفلسطيني أولاً , والعدو الصهيوني ثانياً:-
 
رسالتنا للداخل الفلسطيني أن عملية "الوهم المتبدد" ,والتي كانت وحدوية في تخطيطها وأدائها ونتائجها ,حيث مشاركة ثلاثة فصائل فلسطينية فيها ,لتؤكد أن الوحدة الفلسطينية من أهم عوامل النصر والتمكين ,وخاصة عندما يحسم المجموع الفلسطيني خيارته , نحو المقاومة وخاصة مع فشل الخيارات الأخرى ,في ظل تعنت العدو الصهيوني ورفضه الاعتراف بالحقوق الفلسطينية ,فلقد كان ملف الأسرى من أصحاب المحكوميات العالية خارج الجهد الرسمي لمسار التسوية ,وجل ما كان يتحقق من افراجات هي أما لمحكوميات قاربت على الانتهاء ,أو لسجناء جنائيين ولم تسجل حالة إفراج واحدة ,عمن يصنفهم العدو بأصحاب "الأيادي الملطخة بالدماء" ,مع التحفظ على المصطلح الصهيوني ولكن من خلال عملية الوهم المتبدد ,استطاعت المقاومة إعادة طرح الأسرى في السجون الصهيونية ,إلى واجه الصدارة والاهتمام ,وبإصرارها وتمسكها بمطالبها بإذن الله سوف تسعى إلى كسر قواعده ,التي يحاول العدو فرضها في التعامل مع قضية الأسرى ,ولقد حرصت المقاومة على أن تكون لوحة الافراجات في صفقة شاليط ,بألوان الوطن الفلسطيني ولم تسثني أحداً بسبب لون سياسي أو حزبي .
 
ولما كانت عملية "الوهم المتبدد" بارقة أمل ,للأسرى المحرومين والقابعين في زنازين العزل فلقد عمت الفرحة كل بيت فلسطيني ,على نجاح المقاومة بأسر جندي صهيوني لمبادلته مع أسرانا الأبطال ,وتوصيفاً لهذا الحالة يصرح قادة المقاومة ,بان شاليط أصبح ملك للأسرى وذويهم ,ولا يمكن الإفراج عنه إلا بعد الإفراج عن الأسرى ,ممن وردت أسمائهم في قوائم المقاومة إلا أن البعض ممن يتكلمون بألسنتنا وينتسبون لفلسطيننا , يهاجمون هذا الفعل الاستشهادي ,ويصفون أسر الجنود الصهاينة بالتجارة الخاسرة ,وآخرين يسوقون لمقارنة ساذجة ,عن عدد الشهداء بعد أسر شاليط وأن زيادة عدد الشهداء ,هو بسبب عملية الأسر في تجاهل واضح لعدوانية الكيان الصهيوني , بل تبرئته وإلقاء اللوم على المقاومة في سلوك غير وطني ولا أخلاقي , يجب أن يتوقف البعض عنه إذا كانوا ,يحترمون مشاعر الأسرى وأهلهم ,ويقدرون معاناتهم وكيف كان لعملية الوهم المتبدد الدور الكبير ,في إنعاش معنوياتهم وتأكيداً لهم بإمكانية تحقيق الحرية رغم انف السجان الصهيوني.
 
ورسالتنا للعدو الصهيوني لقد أصابتكم عملية "الوهم المتبدد" , في كبريائكم العسكري والأمني وبعد ثلاثة سنوات ,لم تترك المخابرات الصهيونية فيها وسيلة إلا استخدمتها , للوصول إلى مكان الجندي الأسير ,فلا اتصالاتكم على هواتف أهل غزة ومن هم خارج غزة ,بإغراءاتها المالية الضخمة أوصلتكم لشاليط , أو مجرد الحصول على معلومة واحدة عنه ,ولا جيش العملاء الذي استعنتم به ,ونشرتموه على مفترقات الطرق للبحث في وجوه الناس عن شاليط ,ولا تفتيش الحاويات وبقايا النفايات ولا الذهاب للسحرة , والاستعانة بالجن قد أفادتكم ,ولكن الطريق لشاليط واحدة وكما أعلنتها المقاومة , مراراً وتكراراً هو بالثمن المطلوب والواجب دفعه ,وأن على الكيان الصهيوني أن يتعود بعد ذلك , على دفع الثمن غالياً , مقابل كل يوم يحتفظ فيه بأسرانا ,والذي فاق عدد أحد عشر ألف أسير وأسيرة, وان محاولات التسويف والتأخير في إنهاء ملف شاليط ,لم يحقق لكم إلا تضييع مزيداً من الوقت ,وإذا رغبتم لشاليط أن يعود لأهله فلا أقل من تلبية ,مطالبنا العادلة كمقاومة وجماهير فلقد آن الآوان ,للحرية أن تشرق على عيون أسرانا ,والفرحة على محيا ذويهم الصابرين.
 
وأخيراً كلمة حب ووفاء وتقدير لأسرتي , الاستشهاديان حامد الرنتيسي ومحمد فروانة أبطال ملحمة "الوهم المتبدد" البطولية , ووصيتهما بالدم والأشلاء لا تتركوا الأسرى ,إلا وترفعوا عنهم ذل قيد الأسر الصهيوني ,وأن تزرعوا بضلوعنا المتناثرة في كل بيت فلسطيني راية النصر لازالت محفوظة ,هذه رسالة الاستشهاديان رسالة "الوهم المتبدد", والمقاومة ممسكة بها حتى يكتب الله لنا نصراً عزيزاً .
 
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية