رسائل هاغل
د. يوسف رزقة
(إسرائيل) دولة وظيفية، ولكنها تمكنت من استغلال دورها الوظيفي في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط لتكون في مركز الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. أمريكا لا تستغني عن (إسرائيل)، و(إسرائيل) لا تملك الخروج من إطار الطاعة الأمريكية، وحتى في أشد أوقات الخلاف الثنائي حافظت قيادات دولة الكيان على الطاعة لواشنطن وللبيت الأبيض تحديدًا.
بالأمس القريب كان أوباما في تل أبيب، وجاء بعده إليها جون كيري، ثم جاء بعدهما وزير الدفاع الأمريكي (هاغل). وإذا نظرنا في زيارة هاغل وهي امتداد لزيارة أوباما-كيري وما تمخض عنها من مخرجات عسكرية نجد أن أميركا ستقدم 60 مليار دولار لتمويل منصات القبة الحديدية، لأن الطرفين يعتقدان أن الحرب القادمة هي حرب صواريخ، بحيث باتت القبة الحديدية المستلزم العسكري رقم (1)، رغم أنها سلاح دفاعي، والتاريخ العسكري الإسرائيلي يهتم بالسلاح الهجومي.
هذا الاهتمام بالسلاح الدفاعي بعد ستين عامًا من قيام دولة الاحتلال يقول إن معادلة الصراع بدأت تتغير في المنطقة بحكم تقدم تكنولوجيا الصواريخ، ومن ثمة فإن الجبهة الداخلية في الكيان ستكون ميدانًا مباشرًا للصراع. وسيكون لهذا الميدان تأثير مباشر على قدرات (إسرائيل ) الهجومية، رغم تفوق( إسرائيل )الكبير في معدات السلاح الهجومي في المنطقة.
الاسناد الأمريكي الذي تحدث عنه هاغل لم يقف عند السلاح الدفاعي، بل استمرت واشنطن في تقديم أنواع متقدمة من السلاح الهجومي كالطائرات المتقدمة التي لا يكتشفها الرادار، والأوكس الذي يزود الطيران الحربي بالوقود في السماء، والرادارات المتقدمة، ومن ثمة تعززت قدرة( إسرائيل) العسكرية الهجومية بشكل يسهل عليها الوصول إلى أهداف إيرانية وغير إيرانية.
في ضوء هذا الإسناد العسكري غير المسبوق صرح هاغل في تل أبيب أن (إسرائيل) ليست بحاجة إلى إذن واشنطن لضرب إيران إذا رأت أنها لا تستطيع مواجهة التهديدات الإيرانية المستمرة.
إن صفقة السلاح هذه هي أهم ما تمخضت عنه زيارة أوباما وكيري وهاغل، وهي صفقة ذات رسائل عديدة ويمكن قراءتها بأكثر من وجه: الوجه الأول هو تعزيز قدرات دولة الاحتلال العسكرية، وإعطاء رسالة لإيران، وغيرها بأن الإدارة الأمريكية لا تضع قيودًا سياسية على تصرفات (إسرائيل) العسكرية، وبموجب هذا يمكن أن تجبي أميركا ودول الثمانية ثمنًا من إيران في أثناء المفاوضات حول مشروعها النووي، وانخراط إيران في سوريا هو وقت مناسب لتحصيل الثمن المطلوب.
والوجه الثاني أن أمريكا تشعر بقلق حقيقي على مصير دولة الكيان وهذا القلق موجود في أروقة المستوى القيادي في (إسرائيل)، فالجولان لم تعد آمنة بعد أربعة عقود من الهدوء، والثورات العربية ربما تستقر على عداوة حكومية وشعبية لإسرائيل، بحيث تصبح الاتفاقيات مجرد أوراق لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل صعود الإسلاميين إلى الحكم.
وعليه نقول إن الصفقة العسكرية الكبيرة هي تعبير مزدوج يمكن من خلالها قراءة قوة( إسرائيل) العسكرية من ناحية وقراءة ضعفها وقلقها من ناحية أخرى.
د. يوسف رزقة
(إسرائيل) دولة وظيفية، ولكنها تمكنت من استغلال دورها الوظيفي في المنطقة العربية وفي الشرق الأوسط لتكون في مركز الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة. أمريكا لا تستغني عن (إسرائيل)، و(إسرائيل) لا تملك الخروج من إطار الطاعة الأمريكية، وحتى في أشد أوقات الخلاف الثنائي حافظت قيادات دولة الكيان على الطاعة لواشنطن وللبيت الأبيض تحديدًا.
بالأمس القريب كان أوباما في تل أبيب، وجاء بعده إليها جون كيري، ثم جاء بعدهما وزير الدفاع الأمريكي (هاغل). وإذا نظرنا في زيارة هاغل وهي امتداد لزيارة أوباما-كيري وما تمخض عنها من مخرجات عسكرية نجد أن أميركا ستقدم 60 مليار دولار لتمويل منصات القبة الحديدية، لأن الطرفين يعتقدان أن الحرب القادمة هي حرب صواريخ، بحيث باتت القبة الحديدية المستلزم العسكري رقم (1)، رغم أنها سلاح دفاعي، والتاريخ العسكري الإسرائيلي يهتم بالسلاح الهجومي.
هذا الاهتمام بالسلاح الدفاعي بعد ستين عامًا من قيام دولة الاحتلال يقول إن معادلة الصراع بدأت تتغير في المنطقة بحكم تقدم تكنولوجيا الصواريخ، ومن ثمة فإن الجبهة الداخلية في الكيان ستكون ميدانًا مباشرًا للصراع. وسيكون لهذا الميدان تأثير مباشر على قدرات (إسرائيل ) الهجومية، رغم تفوق( إسرائيل )الكبير في معدات السلاح الهجومي في المنطقة.
الاسناد الأمريكي الذي تحدث عنه هاغل لم يقف عند السلاح الدفاعي، بل استمرت واشنطن في تقديم أنواع متقدمة من السلاح الهجومي كالطائرات المتقدمة التي لا يكتشفها الرادار، والأوكس الذي يزود الطيران الحربي بالوقود في السماء، والرادارات المتقدمة، ومن ثمة تعززت قدرة( إسرائيل) العسكرية الهجومية بشكل يسهل عليها الوصول إلى أهداف إيرانية وغير إيرانية.
في ضوء هذا الإسناد العسكري غير المسبوق صرح هاغل في تل أبيب أن (إسرائيل) ليست بحاجة إلى إذن واشنطن لضرب إيران إذا رأت أنها لا تستطيع مواجهة التهديدات الإيرانية المستمرة.
إن صفقة السلاح هذه هي أهم ما تمخضت عنه زيارة أوباما وكيري وهاغل، وهي صفقة ذات رسائل عديدة ويمكن قراءتها بأكثر من وجه: الوجه الأول هو تعزيز قدرات دولة الاحتلال العسكرية، وإعطاء رسالة لإيران، وغيرها بأن الإدارة الأمريكية لا تضع قيودًا سياسية على تصرفات (إسرائيل) العسكرية، وبموجب هذا يمكن أن تجبي أميركا ودول الثمانية ثمنًا من إيران في أثناء المفاوضات حول مشروعها النووي، وانخراط إيران في سوريا هو وقت مناسب لتحصيل الثمن المطلوب.
والوجه الثاني أن أمريكا تشعر بقلق حقيقي على مصير دولة الكيان وهذا القلق موجود في أروقة المستوى القيادي في (إسرائيل)، فالجولان لم تعد آمنة بعد أربعة عقود من الهدوء، والثورات العربية ربما تستقر على عداوة حكومية وشعبية لإسرائيل، بحيث تصبح الاتفاقيات مجرد أوراق لا تسمن ولا تغني من جوع في ظل صعود الإسلاميين إلى الحكم.
وعليه نقول إن الصفقة العسكرية الكبيرة هي تعبير مزدوج يمكن من خلالها قراءة قوة( إسرائيل) العسكرية من ناحية وقراءة ضعفها وقلقها من ناحية أخرى.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية