رسالة مفتوحة إلى (رامي الحمدالله)
نزار بنات
بسم الله الرحمن الرحيم:
دولة السيد رئيس الوزراء تحية طيبة وبعد:
لست اكتب هذه الكلمات مستجديا عطف أحد، بل أحاول وضعكم أمام جزء كريه من واقع حياتنا، كي تأخذ العدالة مجراها، ونكون مقنعين للعالم أننا نستحق وطنا، كيلا تكون المسألة مجرد أسماء مملكة في غير موضعها ، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
بمجرد تقرير كيدي من أي مندوب للأجهزة الأمنية، تتحرك النيابة والأجهزة الأمنية وتعتقل المواطن، وتوقفه وتعذبه، ويخرج بلا كرامة، ودون أي عقاب لكاتب التقرير، لكن هذه المؤسسة تتكاسل وتختلق ألف مبرر وحجة من اجل تبرئة زعران المافيا التي تحكم البلد، كحجة : أن المعتدى عليه لم يتقدم بشكوى.
انتم خير من يعرف ذلك التحالف غير المحترم بين مافيات الشارع ومافيات الأجهزة ومافيات القضاء، وتجربتكم في جامعة النجاح خير دليل على ذلك، أذكركم هنا بحادث استخدام الأسلحة النارية واستشهاد محمد رداد، داخل حرم جامعة النجاح .
الذين اعتدوا علي، قد يعتدون يوما على من تبقى من أولادكم أسال الله أن يعوضكم بهم خيرا عمن غادر إلى حيث رب رحيم.
على وزيرك أن يقف أمام المرآة ويقارن نفسه بوزير كوري أدين شقيقه بقضية فساد،فاعتذر للشعب الكوري دون طلب من احد، وانحنى لشعبه، وهو الذي كان اكبر العقول التي طورت الاقتصاد الكوري.فليقارن وزيرك نفسه بذلك العظيم وليقل لنا ماذا قدم طوال سنوات وجوده في الحكومة السابقة.
سيدي : أعانك الله على ما ستحمل، ونرجو ألا تسلك طريق الآخرين في تثبيت الحكم عن طريق المناديب والبلطجية وفاسدي الأجهزة الأمنية،الذين يريدون تعبيد الطريق أمام حكومتكم، بالاعتداء علي، وبعشرات الاعتقالات، وبدموع أبو الأسرى الحاج الشهيد سعدي السخل.
هذه هي المواقف المفصلية، ربما التمسنا لك العذر في قصة الشهيد محمد رداد بأنك أكاديمي لا طاقة لك بالمافيات إياها، لكنك اليوم رئيس الحكومة أي إنك تملك أن تتخذ القرار، وتملك أن تستقيل وان تعلنها صراحة أن هناك حكومة خفية تعيق عملك، عندها سنحملك على أكتافنا، تعرف جيدا أننا نحتاج لثورة إصلاح قانونية، ثورة إصلاح شاملة، قم بها، أو استقل وبرئ ذمتك، أو اسمح لهم بأن يجعلوا منك واجهة وشماعة كمن سبقك.
أرجو المعذرة لقسوة كلماتي، لكنها اقل قسوة من ألفاظ وزيركم المجدلاني، واقل قسوة من عبارة جواد الناجي، وأقل قسوة من كلام خطبة الجمعة التي تبث على تلفزيون فلسطين.. انتم متخصصون في علوم اللغويات، وتعرفون حجم الفجوة بين لغة الحكومات البلاستيكية، وبين اللغة التي يمكنها أن تصنع واقعا، وزيركم لا يملك فكرا يمكن أن يترجمه بشكل عملي إلى واقع محترم، لذا لجأ للشتيمة ، نترك الأمر لتقديركم متمنين منكم الإنصاف.
تفاصيل ما حدث معي من اعتداء عقب مؤتمر مقاطعة إسرائيل في بيت لحم:
دخل جواد ناجي وجلس على المنصة بجانب السيد تيسير خالد، في البداية رمقني بنظرة حادة، فرددت عليه بالمثل، ثم ابتسم وغمزني بطريقة تهديدية، فرمقته بنظرة احتقار، وأثناء الجلسة ودون أن أوجه له حرفا واحدا له أو لغيره قال: انت ليش معصب؟؟
قلت له: اللي بشوف هالوجوه ليش بدو يعصب يا كبير.
أرجو الحصول على تسجيلات المؤتمر للتثبت من وقوع ذلك فلدي شهود.
ألقى الوزير مداخلته الأولى من خمس دقائق وسبقه السيد تيسير خالد، وتلاه السيد عمر البرغوثي، ثم جاء دور الجمهور، توجهت معظم المداخلات بل جميعها إلى موضوع التطبيع الاقتصادي، ويبدو أن الجمهور كان مستفزا جدا من مداخلة الوزير التي كانت مليئة بالاستخفاف، ونتيجة مداخلات الجمهور ظهر واضحا أن جواد ناجي، في مأزق ويريد إلقاء قنبلة دخانية والانسحاب.
جاءت الجولة الثانية من المداخلات، وعندما وصلني الدور مال جواد ناجي على السيد نصفت الخفش مدير الجلسة، فقال السيد نصفت: أخ نزار سنمتنع عن اخذ مداخلتك لأن الوزير مشغول ولديه التزامات، فرددت عليه: أنا أيضا لدي التزامات، ومداخلتي موجهة للسيد تيسير خالد، وقلت حرفيا للسيد نصفت: بلاش الكيديات هاي معي يا نصفت.
بدأت مداخلتي بقراءة عبارة كان السيد تيسير خالد قد قالها وهي: " قلنا لجون كيري على مين جاي تبيع أوهامك" قلت للسيد تيسير : سيبعيها عليك وعلى أبو مازن، فقد سبق أن باعكم أوسلو وانتم في أتم صحة وشباب، ويمكنه بسهولة بيعكم ما هو أسخف من أوسلو وانتم في العشر الأواخر، قد يصيبكم الزهايمر ونتورط فيما هو أسوأ من أوسلو..
كذلك كان الأخوة المداخلون قد اقترحوا إنشاء قائمة سوداء للمطبعين وفضحهم، وأثنى السيد تيسير خالد على ذلك فسألته: سيدي انتم تثنون على موضوع اللائحة السوداء، وسبق أن اتفقنا في جلسة سابقة على أن التنسيق الأمني هو أسوا إشكال التطبيع، ويرقى قانونيا – في القانون المحلي والدولي- إلى مستوى الخيانة، لو ربطنا ذلك بتصريحات أبو مازن التي قال فيها : نعم أنا انسق امنيا مع إسرائيل، فهل ستضعونه في اللائحة السوداء أم لا؟؟؟
عندها بدا جواد الناجي بالصراخ: احترم نفسك أنا لا اسمح لك بالتطاول على الرئيس، احترم نفسك، واختلطت علي كلمات صراخه فقلت له: الرئيس والمنظمة ملك للشعب كله مش الك، وأنا سمعت عبارات مثل عباراتك كان يستخدمها حسن أبو لبدة حين نناقشه.
وبدأ الصراخ من طرف الوزير فقلت له: احتراما لنفسي وترسيخا لثقافة المقاطعة سأغادر الجلسة ولن أتحاور مع وزير كان في حكومة فياض ضيف مؤتمر هرتسليا الأمني.
سحبني الأخ محمد بريجية إلى الخارج ثم غادرت القاعة وبدأ الجمهور بالمغادرة،عندها سمعته يقول بكفي تعوي، حاولت الرجوع فمنعني الأخوة، ثم سمعت هياجا داخل القاعة، وإذا بالجمهور يطرد جواد ناجي.
انتهى الموقف واعتذر السيد تيسير خالد، والسيد عمر البرغوثي ثم استمرت فعاليات المؤتمر، وانتهت.
حوالي الخامسة غادرت أنا والسيد فايز الدويك المؤتمر إلى حيث تقف سيارته، وقبل أن يشغلها أحاطت بها مجموعة من سبعة شباب أو ثمانية، كان بينهما اثنان رافقا الوزير حين طرد ، ومعهم شاب قصير القامة ذائع الصيت في بيت لحم بأعمال العربدة والسجل الشخصي الملوث، يسمى محمد رزق ويلقب بالكزع، وكان قائد تلك الغزوة المظفرة، مصور صحفي يدعى محمد زكي أبو غنية، وكان بيده جنزير.
"انزل من السيارة" فرفضت النزول، خرج السيد فايز الدويك للتفاهم معهم، ففتحوا نوافذ السيارة وانهالوا علي بالضرب، وجاء السيد فريد الاطرش ممثل الهيئة المستقلة وحاول فض الشجار، تلقيت نحو عشرين لكمة على وجهي وصدري ، كذلك ضربات على الساق اليسرى تركت آثارا واضحة، إضافة إلى انتفاخ في العين والخد اليسرى.
انتهى الهجوم وغادر " الفدائيون" نزلت من السيارة لأجد شبانا ينزلون من سيارتين ويبرزان بطاقات ويصادران أجهزة المحمول التي صورت الحدث ومن بين المصادرة أجهزتهم الانسة بيسان رمضان كريمة السيدة نجاة أبو بكر، والسيد بديع الدويك الناشط في المقاومة الشعبية.
بعد لحظات جاءت دورية الشرطة، وتوقفت وتأملني الموجودون بداخلها ولم يكلموني ثم غادروا، عندها سحبني الإخوة إلى داخل الجامعة ، ثم خرجت برفقة السيد فايز الدويك والسيد محمد مشارقة إلى المستشفى الحكومي لتلقي العلاج، هناك قاموا باللازم، لكنني شككت في وجود فخ اعتقال فغادرنا المستشفى، كان معنا السيد يوسف الشرقاوي والسيد محمد بريجية .
وأركز على كلمة فخ اعتقال لأنني مررت بتجربة سابقة. بعد حوالي ربع ساعة وأثناء وجودنا في الطريق بين بيت لحم والخليل جاءتني مكالمة من شخص قال انه يدعي وجدي الزعتري، وانه يعمل في وكالة معا، طلب مني تقريرا حول الحادث وصورا إن أمكن، فرويت له الحكاية، ثم قال لي: هناك موظف آخر يريد أن يسألك، وأحسست من كلام الموظف الآخر انه يستوجبني، فقلت له أنت مخابرات ولا وقائي؟؟ فأغلق الهاتف.
لدي وصولي إلى البيت،نشرت ما حصل معي، على الفيسبوك، ونشرت صورة لمحمد رزق، وبوست آخر تكلمت فيه عن أبو غنية،بعدها رن هاتفي، وكانت المكالمة من رقم مجهول:
- وصلتك هدية جواد ناجي، اسمع وله... انا محمد زكي أبو غنية، مش شايفك ولا شايف الأزعم منك، إذا بتفكر تشكيني لرويترز روح اشكي، أنا مش موظف في رويتر أنا مسئول الأجهزة الأمنية في رويتر وأنا اللي بعين وبفصل، وإذا بتفكر تشكي للشرطة أنا محضرلك شكوى سلف، وبالنسبة للعشاير أنا دعست على راس جورج قنواتي وما سألت في كل مسيحية بيت لحم.
- قلت له: لا يمكن لواحد صحفي أن يقوم بهذا العمل لأنو بحب ابو مازن، انتو طلعتو ضد ابو مازن لما كان عرفات، وبعدها اشتراكم ابو مازن، وبكرة رح تهتفوا لأي واحد، اسمع وله، تسوقش علي الوطنية، اللي انت عملته ما عملته بإرادتك، أنت عملتو لأنك تحت ضغط وابتزاز ومصيري اعرف شو ماسكين عليك وأغلقت الخط.
لماذا لم الجأ للطرق القانونية:
في 5/11/2012، وفي أثناء فعالية احتجاجية على تصريحات رئيس السلطة بموضوع حق العودة، تعرض لنا أشخاص مشابهون تحت مرأى ومسمع الشرطة والوقائي والاستخبارات ، وهي حادثة شهيرة في الخليل في منطقة باب الزاوية، تعرضنا للضرب وأشهرت في وجوهنا السكاكين، فتوجهت أنا والسيد بشار دعنا لتقديم شكوى لدى شرطة الخليل، لنفاجأ بالشرطة يضعوننا في الزنازين، وينتظرون حتى لفق الطرف الآخر شكواه، وكانت شكوى غير مقنعة، فقرر القاضي الإفراج عنا بكفالة، _ تمت تبرئتي أنا وبشار لاحقا_ ولما عدنا للشرطة كي نأخذ الأمانات، افرجوا عن بشار دعنا واحتجزوني، وكان جهاز المخابرات يحقق معي وليس الشرطة، وتركز التحقيق على صفحة الشعب يريد إنهاء الفساد، وتركزت تحقيقاتهم على ما نشر من صور وأوراق تمس نزاهة جواد ناجي وأولاده.
أنا ناشط ضد الفساد ولي مواقف كثيرة، لكنني لست مسئولا عن تلك الصفحة الالكترونية، تركز التحقيق معي حول جواد ناجي، وما حصل بيني وبين السيد عمر كتانة في بلدية الخليل، وما حدث بيني وبين حسن أبو لبدة في الغرفة التجارية بالخليل.
خمسة وعشرون يوما من المهزلة القضائية والأمنية، التحقيق في واد وسبب الاعتقال في واد، والتهمة في واد آخر، لدرجة أن ضابط الشرطة الذي ادعى انه حقق معي وحلف يمينا على ذلك قال أمام القاضي إنه لا يعرف سبب اعتقالي، في حال أحببتم ان تروحوا عن أنفسكم وان تضحكوا يمكنني إرسال ملف تلك القضية.
هذا هو ما جعل السيد جواد ناجي يبيت لي حقده، اطلب منكم أن تشاهدوا أشرطة كاميرات المراقبة الخاصة بجامعة بيت لحم، لتشاهدوا مع من وقف جواد الناجي وماذا قال، بالمناسبة هناك من رأى وسمع .
المسألة مبيتة، وإذا كان لديكم أدنى شك في ذلك فلتطلبوا تسجيلات المؤتمر، ما حصل رويته بأمانة، ودوركم هو الباقي، لن اتنازل عن حقي، ولدي ما يكفي كرامة أن أواصل معركتي حتى النهاية، أشعرونا أننا لا نعيش في غابة، أشعرونا أن القانون للجميع ، أعانكم الله على ما كلفتم به أنفسكم من مسؤولية والسلام.
نزار بنات
بسم الله الرحمن الرحيم:
دولة السيد رئيس الوزراء تحية طيبة وبعد:
لست اكتب هذه الكلمات مستجديا عطف أحد، بل أحاول وضعكم أمام جزء كريه من واقع حياتنا، كي تأخذ العدالة مجراها، ونكون مقنعين للعالم أننا نستحق وطنا، كيلا تكون المسألة مجرد أسماء مملكة في غير موضعها ، كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد.
بمجرد تقرير كيدي من أي مندوب للأجهزة الأمنية، تتحرك النيابة والأجهزة الأمنية وتعتقل المواطن، وتوقفه وتعذبه، ويخرج بلا كرامة، ودون أي عقاب لكاتب التقرير، لكن هذه المؤسسة تتكاسل وتختلق ألف مبرر وحجة من اجل تبرئة زعران المافيا التي تحكم البلد، كحجة : أن المعتدى عليه لم يتقدم بشكوى.
انتم خير من يعرف ذلك التحالف غير المحترم بين مافيات الشارع ومافيات الأجهزة ومافيات القضاء، وتجربتكم في جامعة النجاح خير دليل على ذلك، أذكركم هنا بحادث استخدام الأسلحة النارية واستشهاد محمد رداد، داخل حرم جامعة النجاح .
الذين اعتدوا علي، قد يعتدون يوما على من تبقى من أولادكم أسال الله أن يعوضكم بهم خيرا عمن غادر إلى حيث رب رحيم.
على وزيرك أن يقف أمام المرآة ويقارن نفسه بوزير كوري أدين شقيقه بقضية فساد،فاعتذر للشعب الكوري دون طلب من احد، وانحنى لشعبه، وهو الذي كان اكبر العقول التي طورت الاقتصاد الكوري.فليقارن وزيرك نفسه بذلك العظيم وليقل لنا ماذا قدم طوال سنوات وجوده في الحكومة السابقة.
سيدي : أعانك الله على ما ستحمل، ونرجو ألا تسلك طريق الآخرين في تثبيت الحكم عن طريق المناديب والبلطجية وفاسدي الأجهزة الأمنية،الذين يريدون تعبيد الطريق أمام حكومتكم، بالاعتداء علي، وبعشرات الاعتقالات، وبدموع أبو الأسرى الحاج الشهيد سعدي السخل.
هذه هي المواقف المفصلية، ربما التمسنا لك العذر في قصة الشهيد محمد رداد بأنك أكاديمي لا طاقة لك بالمافيات إياها، لكنك اليوم رئيس الحكومة أي إنك تملك أن تتخذ القرار، وتملك أن تستقيل وان تعلنها صراحة أن هناك حكومة خفية تعيق عملك، عندها سنحملك على أكتافنا، تعرف جيدا أننا نحتاج لثورة إصلاح قانونية، ثورة إصلاح شاملة، قم بها، أو استقل وبرئ ذمتك، أو اسمح لهم بأن يجعلوا منك واجهة وشماعة كمن سبقك.
أرجو المعذرة لقسوة كلماتي، لكنها اقل قسوة من ألفاظ وزيركم المجدلاني، واقل قسوة من عبارة جواد الناجي، وأقل قسوة من كلام خطبة الجمعة التي تبث على تلفزيون فلسطين.. انتم متخصصون في علوم اللغويات، وتعرفون حجم الفجوة بين لغة الحكومات البلاستيكية، وبين اللغة التي يمكنها أن تصنع واقعا، وزيركم لا يملك فكرا يمكن أن يترجمه بشكل عملي إلى واقع محترم، لذا لجأ للشتيمة ، نترك الأمر لتقديركم متمنين منكم الإنصاف.
تفاصيل ما حدث معي من اعتداء عقب مؤتمر مقاطعة إسرائيل في بيت لحم:
دخل جواد ناجي وجلس على المنصة بجانب السيد تيسير خالد، في البداية رمقني بنظرة حادة، فرددت عليه بالمثل، ثم ابتسم وغمزني بطريقة تهديدية، فرمقته بنظرة احتقار، وأثناء الجلسة ودون أن أوجه له حرفا واحدا له أو لغيره قال: انت ليش معصب؟؟
قلت له: اللي بشوف هالوجوه ليش بدو يعصب يا كبير.
أرجو الحصول على تسجيلات المؤتمر للتثبت من وقوع ذلك فلدي شهود.
ألقى الوزير مداخلته الأولى من خمس دقائق وسبقه السيد تيسير خالد، وتلاه السيد عمر البرغوثي، ثم جاء دور الجمهور، توجهت معظم المداخلات بل جميعها إلى موضوع التطبيع الاقتصادي، ويبدو أن الجمهور كان مستفزا جدا من مداخلة الوزير التي كانت مليئة بالاستخفاف، ونتيجة مداخلات الجمهور ظهر واضحا أن جواد ناجي، في مأزق ويريد إلقاء قنبلة دخانية والانسحاب.
جاءت الجولة الثانية من المداخلات، وعندما وصلني الدور مال جواد ناجي على السيد نصفت الخفش مدير الجلسة، فقال السيد نصفت: أخ نزار سنمتنع عن اخذ مداخلتك لأن الوزير مشغول ولديه التزامات، فرددت عليه: أنا أيضا لدي التزامات، ومداخلتي موجهة للسيد تيسير خالد، وقلت حرفيا للسيد نصفت: بلاش الكيديات هاي معي يا نصفت.
بدأت مداخلتي بقراءة عبارة كان السيد تيسير خالد قد قالها وهي: " قلنا لجون كيري على مين جاي تبيع أوهامك" قلت للسيد تيسير : سيبعيها عليك وعلى أبو مازن، فقد سبق أن باعكم أوسلو وانتم في أتم صحة وشباب، ويمكنه بسهولة بيعكم ما هو أسخف من أوسلو وانتم في العشر الأواخر، قد يصيبكم الزهايمر ونتورط فيما هو أسوأ من أوسلو..
كذلك كان الأخوة المداخلون قد اقترحوا إنشاء قائمة سوداء للمطبعين وفضحهم، وأثنى السيد تيسير خالد على ذلك فسألته: سيدي انتم تثنون على موضوع اللائحة السوداء، وسبق أن اتفقنا في جلسة سابقة على أن التنسيق الأمني هو أسوا إشكال التطبيع، ويرقى قانونيا – في القانون المحلي والدولي- إلى مستوى الخيانة، لو ربطنا ذلك بتصريحات أبو مازن التي قال فيها : نعم أنا انسق امنيا مع إسرائيل، فهل ستضعونه في اللائحة السوداء أم لا؟؟؟
عندها بدا جواد الناجي بالصراخ: احترم نفسك أنا لا اسمح لك بالتطاول على الرئيس، احترم نفسك، واختلطت علي كلمات صراخه فقلت له: الرئيس والمنظمة ملك للشعب كله مش الك، وأنا سمعت عبارات مثل عباراتك كان يستخدمها حسن أبو لبدة حين نناقشه.
وبدأ الصراخ من طرف الوزير فقلت له: احتراما لنفسي وترسيخا لثقافة المقاطعة سأغادر الجلسة ولن أتحاور مع وزير كان في حكومة فياض ضيف مؤتمر هرتسليا الأمني.
سحبني الأخ محمد بريجية إلى الخارج ثم غادرت القاعة وبدأ الجمهور بالمغادرة،عندها سمعته يقول بكفي تعوي، حاولت الرجوع فمنعني الأخوة، ثم سمعت هياجا داخل القاعة، وإذا بالجمهور يطرد جواد ناجي.
انتهى الموقف واعتذر السيد تيسير خالد، والسيد عمر البرغوثي ثم استمرت فعاليات المؤتمر، وانتهت.
حوالي الخامسة غادرت أنا والسيد فايز الدويك المؤتمر إلى حيث تقف سيارته، وقبل أن يشغلها أحاطت بها مجموعة من سبعة شباب أو ثمانية، كان بينهما اثنان رافقا الوزير حين طرد ، ومعهم شاب قصير القامة ذائع الصيت في بيت لحم بأعمال العربدة والسجل الشخصي الملوث، يسمى محمد رزق ويلقب بالكزع، وكان قائد تلك الغزوة المظفرة، مصور صحفي يدعى محمد زكي أبو غنية، وكان بيده جنزير.
"انزل من السيارة" فرفضت النزول، خرج السيد فايز الدويك للتفاهم معهم، ففتحوا نوافذ السيارة وانهالوا علي بالضرب، وجاء السيد فريد الاطرش ممثل الهيئة المستقلة وحاول فض الشجار، تلقيت نحو عشرين لكمة على وجهي وصدري ، كذلك ضربات على الساق اليسرى تركت آثارا واضحة، إضافة إلى انتفاخ في العين والخد اليسرى.
انتهى الهجوم وغادر " الفدائيون" نزلت من السيارة لأجد شبانا ينزلون من سيارتين ويبرزان بطاقات ويصادران أجهزة المحمول التي صورت الحدث ومن بين المصادرة أجهزتهم الانسة بيسان رمضان كريمة السيدة نجاة أبو بكر، والسيد بديع الدويك الناشط في المقاومة الشعبية.
بعد لحظات جاءت دورية الشرطة، وتوقفت وتأملني الموجودون بداخلها ولم يكلموني ثم غادروا، عندها سحبني الإخوة إلى داخل الجامعة ، ثم خرجت برفقة السيد فايز الدويك والسيد محمد مشارقة إلى المستشفى الحكومي لتلقي العلاج، هناك قاموا باللازم، لكنني شككت في وجود فخ اعتقال فغادرنا المستشفى، كان معنا السيد يوسف الشرقاوي والسيد محمد بريجية .
وأركز على كلمة فخ اعتقال لأنني مررت بتجربة سابقة. بعد حوالي ربع ساعة وأثناء وجودنا في الطريق بين بيت لحم والخليل جاءتني مكالمة من شخص قال انه يدعي وجدي الزعتري، وانه يعمل في وكالة معا، طلب مني تقريرا حول الحادث وصورا إن أمكن، فرويت له الحكاية، ثم قال لي: هناك موظف آخر يريد أن يسألك، وأحسست من كلام الموظف الآخر انه يستوجبني، فقلت له أنت مخابرات ولا وقائي؟؟ فأغلق الهاتف.
لدي وصولي إلى البيت،نشرت ما حصل معي، على الفيسبوك، ونشرت صورة لمحمد رزق، وبوست آخر تكلمت فيه عن أبو غنية،بعدها رن هاتفي، وكانت المكالمة من رقم مجهول:
- وصلتك هدية جواد ناجي، اسمع وله... انا محمد زكي أبو غنية، مش شايفك ولا شايف الأزعم منك، إذا بتفكر تشكيني لرويترز روح اشكي، أنا مش موظف في رويتر أنا مسئول الأجهزة الأمنية في رويتر وأنا اللي بعين وبفصل، وإذا بتفكر تشكي للشرطة أنا محضرلك شكوى سلف، وبالنسبة للعشاير أنا دعست على راس جورج قنواتي وما سألت في كل مسيحية بيت لحم.
- قلت له: لا يمكن لواحد صحفي أن يقوم بهذا العمل لأنو بحب ابو مازن، انتو طلعتو ضد ابو مازن لما كان عرفات، وبعدها اشتراكم ابو مازن، وبكرة رح تهتفوا لأي واحد، اسمع وله، تسوقش علي الوطنية، اللي انت عملته ما عملته بإرادتك، أنت عملتو لأنك تحت ضغط وابتزاز ومصيري اعرف شو ماسكين عليك وأغلقت الخط.
لماذا لم الجأ للطرق القانونية:
في 5/11/2012، وفي أثناء فعالية احتجاجية على تصريحات رئيس السلطة بموضوع حق العودة، تعرض لنا أشخاص مشابهون تحت مرأى ومسمع الشرطة والوقائي والاستخبارات ، وهي حادثة شهيرة في الخليل في منطقة باب الزاوية، تعرضنا للضرب وأشهرت في وجوهنا السكاكين، فتوجهت أنا والسيد بشار دعنا لتقديم شكوى لدى شرطة الخليل، لنفاجأ بالشرطة يضعوننا في الزنازين، وينتظرون حتى لفق الطرف الآخر شكواه، وكانت شكوى غير مقنعة، فقرر القاضي الإفراج عنا بكفالة، _ تمت تبرئتي أنا وبشار لاحقا_ ولما عدنا للشرطة كي نأخذ الأمانات، افرجوا عن بشار دعنا واحتجزوني، وكان جهاز المخابرات يحقق معي وليس الشرطة، وتركز التحقيق على صفحة الشعب يريد إنهاء الفساد، وتركزت تحقيقاتهم على ما نشر من صور وأوراق تمس نزاهة جواد ناجي وأولاده.
أنا ناشط ضد الفساد ولي مواقف كثيرة، لكنني لست مسئولا عن تلك الصفحة الالكترونية، تركز التحقيق معي حول جواد ناجي، وما حصل بيني وبين السيد عمر كتانة في بلدية الخليل، وما حدث بيني وبين حسن أبو لبدة في الغرفة التجارية بالخليل.
خمسة وعشرون يوما من المهزلة القضائية والأمنية، التحقيق في واد وسبب الاعتقال في واد، والتهمة في واد آخر، لدرجة أن ضابط الشرطة الذي ادعى انه حقق معي وحلف يمينا على ذلك قال أمام القاضي إنه لا يعرف سبب اعتقالي، في حال أحببتم ان تروحوا عن أنفسكم وان تضحكوا يمكنني إرسال ملف تلك القضية.
هذا هو ما جعل السيد جواد ناجي يبيت لي حقده، اطلب منكم أن تشاهدوا أشرطة كاميرات المراقبة الخاصة بجامعة بيت لحم، لتشاهدوا مع من وقف جواد الناجي وماذا قال، بالمناسبة هناك من رأى وسمع .
المسألة مبيتة، وإذا كان لديكم أدنى شك في ذلك فلتطلبوا تسجيلات المؤتمر، ما حصل رويته بأمانة، ودوركم هو الباقي، لن اتنازل عن حقي، ولدي ما يكفي كرامة أن أواصل معركتي حتى النهاية، أشعرونا أننا لا نعيش في غابة، أشعرونا أن القانون للجميع ، أعانكم الله على ما كلفتم به أنفسكم من مسؤولية والسلام.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية