رضوان: علاقتنا بإيران قائمة وحريصون على عمقنا العربي والإسلامي
بهذه العناوين لخص القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، إسماعيل رضوان، في حوار خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام" أبرز الملفات الملحة والشائكة في الشارع الفلسطيني، وطبيعة علاقة حركته مع محيطها الداخلي والخارجي.
وفيما يلي نص الحوار:
- الأوضاع في القدس والضفة المحتلة تشهد توتراً، ما تعليقكم على ذلك؟
لاشك أن الأوضاع في الضفة المحتلة، وخاصة القدس ازدادت توتراً وتصعيداً في المرحلة الأخيرة، ونحن نتحدث عن أوضاع صعبة على صعيد المسجد الأقصى من التهويد الممنهج والاقتحامات من قبل العدو الصهيوني على المستوى الرسمي وغير الرسمي.
واستمرار المضايقات لأهلنا في القدس، وتسارع الاستيطان وما حدث للطفل الرضيع علي دوابشة وعائلته، يدلل على مستوى تصعيد الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني، ويأتي هذا تزامناً مع الاعتقال السياسي في الضفة، واستمرار حملة الملاحقات في الضفة الغربية، واستمرار التنسيق الأمني، والانقلاب على المصالحة الفلسطينية بالتزامن مع التعديلات الحكومية الخارجة عن الإجماع الوطني التي تدلل على التصعيد الخطير، وبالتالي، نحن نتابع كل مجريات الأحداث باهتمام بالغ وقلق شديد لتوتر الأحداث في القدس ضد أبناء شعبنا الفلسطيني.
- تواردت أنباء عن مفاوضات سرية بين السلطة والعدو الصهيوني، كيف تنظرون إلى هذه الخطوة؟
نحذر السلطة الفلسطينية من العودة لمربع المفاوضات العبثية، وقد علمنا بلقاءات سرية مع الاحتلال، وهذا يدلل على منحى خطير، فالسلطة أولوياتها العودة لمربع المفاوضات العبثية سواء بطريق سري أو علني.
المطلوب هو وقف التنسيق الأمني؛ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وتقديم المصلحة الوطنية العليا بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني على أساس اتفاق القاهرة وإعلان الشاطئ، والعودة للإجماع الوطني، والعدول عن التعديلات الوزارية الأخيرة غير الشرعية وغير المعترف بها.
المصالحة الفلسطينية
المصالحة الفلسطينية دخلت في نفق مظلم، وزاد من تعقيد هذا الملف ما أقدم عليه رئيس السلطة محمود عباس، بعد التنكر لكل اتفاقات المصالحة السابقة، وعدم الالتزام بعقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية على إثر تشكيل حكومة التوافق، وعدم انعقاد المجلس التشريعي، والذي كان من المفترض عقد جلساته بعد شهر من تشكيل حكومة التوافق.
- كيف تنظرون للتعديل الوزاري الذي حدث مؤخراً في حكومة التوافق؟
لقد زادت الإشكاليات والتعقيدات بإقدام رئيس السلطة محمود عباس على ما يسمى بالتعديل الوزاري الأخير الذي خرج به عن اتفاق القاهرة وإعلان الشاطئ، بل عن الإجماع الوطني الفلسطيني الذي يرفض هذه التعديلات؛ لأنها خارج إطار التوافق الوطني الفلسطيني.
حماس والسعودية
لسنا بحاجة لاتفاقيات جديدة، ولكن بحاجة للالتزام بالاتفاقيات الموقعة، اتفاق القاهرة، وإعلان الشاطئ، والدور المصري هو دور رئيس في ملف المصالحة والملفات الفلسطينية.
وأي جهد عربي يجب أن يكون الهدف منه إلزام رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح تطبيق اتفاق المصالحة، وبالتالي المطلوب ضمانات وإلزام أبو مازن بتطبيق بنود المصالحة، سواء كان الجهد السعودي أو العربي فكله يصب في مصلحة تطبيق اتفاقيتي (القاهرة وإعلان الشاطئ).
- ما هي طبيعة العلاقة التي تربط حماس مع السعودية، خاصة بعد زيارة وفد الحركة لها مؤخراً؟
نحن حريصون على علاقات متوازنة وطبيعية مع بعدنا العربي والإسلامي، وتأتي في هذا السياق العلاقة مع المملكة العربية السعودية بما تملك من دور بارز في المنطقة وداعم للقضية الفلسطينية.
والشيء الطبيعي أن تكون العلاقة إيجابية مع السعودية؛ لأنها تمثل عمقاً وبعداً للقضية الفلسطينية مثلها مثل مصر وقطر وغيرها من الدول العربية والإسلامية.
وبالتالي شهدت العلاقات تطوراً إيجابيا في المرحلة الأخيرة، ونأمل أن يتم تطوير العلاقة لمصلحة القضية الفلسطينية، ودعم المقاومة الفلسطينية، والضغط على الاحتلال وإلجامه من خلال هذه العلاقة التي يمكن من خلالها التغلب على الكثير من المشاكل من رفع الحصار وإعادة الإعمار.
- تجديد علاقة حماس مع السعودية، هل سيكون له تأثير على علاقتكم مع إيران؟
حماس حريصة على علاقات متوازنة مع البعد العربي والإسلامي لمصلحة القضية الفلسطينية، وعلاقتنا ليست خاضعة إلى لعبة المحاور، خاصة إننا لا نعمل ضمن محور، إنما نعمل ضمن التواصل مع السعودية ومصر وقطر وإيران وتركيا، أي مع بعدنا العربي والإسلامي، وغيرها من الدول الداعمة للقضية الفلسطينية.
ونحن نأمل الخير لأمتنا العربية والإسلامية، وأن تتوحد هذه الأمة حول قضية فلسطين؛ ففلسطين هي الرافعة، والبوصلة يجب أن تكون تجاه الأقصى، والمعركة الحقيقة هي مع الاحتلال الصهيوني، وبالتالي هذه هي علاقتنا، وهي ليست علاقة محاور وليست موجهة ضد أحد.
- هل من ترتيبات لزيارة قريبة لرئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل لإيران؟
ليست هنالك ترتيبات قريبة لزيارة مشعل إلى طهران، ومشعل وحماس تقدران وقت وزمان الزيارة، وعلاقتنا بطهران قائمة وليست مقطوعة بيننا، وهنالك وفود وأعضاء من المكتب السياسي للحركة قد زاروا طهران وأي ترتيب جديد للحركة في هذا السياق ستعلن عنه.
قطاع غزة
لاشك أن الحالة الإنسانية في قطاع غزة مأساوية، في ظل انقطاع الكهرباء وعدم توفير الرواتب للموظفين، وارتفاع عدد العاطلين عن العمل وتهميش غزة وعدم الاهتمام بمشاكله من قبل السلطة وحكومة التوافق التي شكلت سابقاً قبل التعديل.
وبالرغم من أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية والحياتية صعبة، لكننا ندرك أن الهدف هو كسر إرادة وشوكة الشعب الفلسطيني الذي احتضن المقاومة، ونحذر من مغبة استمرار الجرائم والحصار الظالم ضد شعبنا الفلسطيني، ونقول إن هنالك شعباً لا يساوم على البندقية ولا على الثوابت الفلسطينية.
- هل بدأ إعمار غزة؟
حتى هذه اللحظة لا يمكن أن نتحدث عن إعادة إعمار حقيقي لقطاع غزة والاحتلال الصهيوني يتحمل كامل المسؤولية عن ذلك، فلا المواد اللازمة للإعمار الكلي ولا حتى الجزئي دخلت إلى القطاع، والمانحون لم يقدموا ما عليهم من التزامات، واستمرار الحصار وعدم الإعمار يجعل غزة أشبه بالقنبلة الموقوتة، التي قد تنفجر بأي لحظة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية