رياح التغيير والإصلاح هبت من فلسطين
هيثم الصادق
بوادر التغيير الثوري وانتفاضة الشعوب العربية ضد القيادات التقليدية الخانعة والبالية من أجل الإصلاح بدأت من فلسطين مع الانتخابات التشريعية لعام 2006 حين فاجأ الشعب الفلسطيني المراقبين الدوليين وانتخب بأغلبية ساحقة وفي ظل نزاهة كاملة وشفافية عالية حركة المقاومة الإسلامية حماس لقيادته، ليدق بذلك المسمار الأول في نعش القيادات التقليدية ليس الفلسطينية فحسب، بل والعربية التي احتضنت القيادة التقليدية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ ستينيات القرن الماضي وكيفتها وفقاً لمقاييسها هي من الخنوع الكامل للإرادة الأميركية والتخاذل المطلق أمام العنجهية الصهيونية ومقايضة الكرامة العربية بأبخس الأثمان، والعيش على فتات المعونات الأميركية والغربية.
لقد شكلت الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 مؤشراً لرغبة الشعب بتغيير القيادات والأنظمة التقليدية العربية، لكن تلك الأنظمة بدل أن تستقرئ ذلك المؤشر، وتبادر إلى احتواء آثاره المستقبلية من خلال برامج الإصلاح الوطني الواسعة، سعت إلى محاصرة ذلك المؤشر ومحاولة خنق تأثيره على شعوبها من خلال تفعيل قوانين الطوارئ وتزييف إرادة الشعب والعمل على إفقاره لينشغل بهمومه اليومية عن همومه الوطنية والقومية، وكالنعامة التي تخفي رأسها تحت جناحها عن رؤية ما يحدق بها من مخاطر تعامت الأنظمة عن الاحتقانات الشعبية التي تسببها سياساتها وأصمت آذانها عن أنين وأوجاع مواطنيها وغاصت بالفساد حتى أذنيها، ومارست كل أشكال القمع والملاحقة البوليسية ضد منتقديها السياسيين وكل من يعلي صوته مطالبا بالإصلاح، إزاء كل هذه الممارسات للسلطات التنفيذية القمعية العربية واستخفاف تلك الأنظمة بشعوبها والدوس على كرامتها وتزييف إرادتها، لم تجد تلك الشعوب من خيار أمامها سوى الثورة وتحدي بطش الأنظمة الفاسدة مقدمة ملاحم بطولية يسطرها التاريخ، وكاشفة عن الوجه الدموي للطغاة الذين لم يتورعوا عن ارتكاب كافة أشكال الجرائم اللاإنسانية لوقف عقارب الساعة وكبح الإرادة الشعبية بالتغيير والإصلاح.
لسنا مبالغين حين نشير إلى أن تلك الأنظمة التي فشلت في التعامل مع عواصف التغيير التي هبت من رياح الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي مثلت ثورة على القيادات التقليدية الاستسلامية، وتأخرت عن الإصلاح الوطني الديمقراطي في بلدانها، قد فقدت فرصتها في قيادة ذلك الإصلاح وبات رحيلها يمثل إرادة شعبية لا تراجع عنها، ولعل دليل العجز عن فهم تلك الأنظمة لشعوبها، أن قيادات تلك الأنظمة حتى بعد نجاح ثورة تونس لم تتوقع أن يغرقها طوفان التغيير، ألم يقل أبو الغيط غير المأسوف على رحيله حين سُئل عن إمكانية قيام ثورة شعبية في مصر كما حدث في تونس أن الحديث عن ثورة في مصر «كلام فارغ» ليجد نفسه بعد أيام محاولاً أن يركب موجة من موجات الثورة قبل أن تتقيأه الثورة وتلفظه إلى مزبلة التاريخ مسربلاً بعار الانتهازية بعد أن تخلى عن رئيسه وولي نعمته مبارك الذي كان يدافع عنه وعن سياسته، وفشل في إعادة تدوير مواقفه وتسويق نفسه بوجه جديد مزيف للثورة الشعبية المظفرة.
لقد شكلت الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 مؤشراً لرغبة الشعب بتغيير القيادات والأنظمة التقليدية العربية، لكن تلك الأنظمة بدل أن تستقرئ ذلك المؤشر، وتبادر إلى احتواء آثاره المستقبلية من خلال برامج الإصلاح الوطني الواسعة، سعت إلى محاصرة ذلك المؤشر ومحاولة خنق تأثيره على شعوبها من خلال تفعيل قوانين الطوارئ وتزييف إرادة الشعب والعمل على إفقاره لينشغل بهمومه اليومية عن همومه الوطنية والقومية، وكالنعامة التي تخفي رأسها تحت جناحها عن رؤية ما يحدق بها من مخاطر تعامت الأنظمة عن الاحتقانات الشعبية التي تسببها سياساتها وأصمت آذانها عن أنين وأوجاع مواطنيها وغاصت بالفساد حتى أذنيها، ومارست كل أشكال القمع والملاحقة البوليسية ضد منتقديها السياسيين وكل من يعلي صوته مطالبا بالإصلاح، إزاء كل هذه الممارسات للسلطات التنفيذية القمعية العربية واستخفاف تلك الأنظمة بشعوبها والدوس على كرامتها وتزييف إرادتها، لم تجد تلك الشعوب من خيار أمامها سوى الثورة وتحدي بطش الأنظمة الفاسدة مقدمة ملاحم بطولية يسطرها التاريخ، وكاشفة عن الوجه الدموي للطغاة الذين لم يتورعوا عن ارتكاب كافة أشكال الجرائم اللاإنسانية لوقف عقارب الساعة وكبح الإرادة الشعبية بالتغيير والإصلاح.
لسنا مبالغين حين نشير إلى أن تلك الأنظمة التي فشلت في التعامل مع عواصف التغيير التي هبت من رياح الانتخابات التشريعية الفلسطينية التي مثلت ثورة على القيادات التقليدية الاستسلامية، وتأخرت عن الإصلاح الوطني الديمقراطي في بلدانها، قد فقدت فرصتها في قيادة ذلك الإصلاح وبات رحيلها يمثل إرادة شعبية لا تراجع عنها، ولعل دليل العجز عن فهم تلك الأنظمة لشعوبها، أن قيادات تلك الأنظمة حتى بعد نجاح ثورة تونس لم تتوقع أن يغرقها طوفان التغيير، ألم يقل أبو الغيط غير المأسوف على رحيله حين سُئل عن إمكانية قيام ثورة شعبية في مصر كما حدث في تونس أن الحديث عن ثورة في مصر «كلام فارغ» ليجد نفسه بعد أيام محاولاً أن يركب موجة من موجات الثورة قبل أن تتقيأه الثورة وتلفظه إلى مزبلة التاريخ مسربلاً بعار الانتهازية بعد أن تخلى عن رئيسه وولي نعمته مبارك الذي كان يدافع عنه وعن سياسته، وفشل في إعادة تدوير مواقفه وتسويق نفسه بوجه جديد مزيف للثورة الشعبية المظفرة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية