زيارة مشعل.. مشاعل على الطريق
د.أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي
كثرت التحليلات وتصاعدت التوقعات إثر زيارة الأستاذ خالد مشعل "أبو الوليد" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى المملكة العربية السعودية قبل عدة أيام، وذهب البعض إلى حد التحريض الأعمى والتشويه المبرمج لنتائج الزيارة وتحميلها ما لا تحتمل من سوء واتهامات، ما يثير في الأجواء تساؤلات عميقة وأغبرة كثيفة حول درجة وحجم التقاعس والخذلان والمؤامرة التي يتولى كبرها البعض تجاه غزة وأهلها الصامدين.
منذ الإعلان عن زيارة الأستاذ مشعل للسعودية حاول هؤلاء ليّ عنق الحقائق ونسجوا أوهاما واتهامات عن المخاطر والتداعيات السلبية التي تحملها الزيارة على وحدة التمثيل الفلسطيني ووحدة الوطن والجغرافيا الفلسطينية، والاتهامات المعهودة التي تزجّ بحماس في لعبة المحاور الإقليمية، وبدا أن التدليس قد أضحى السلاح الأمضى لهؤلاء من أجل تشويه نتائج الزيارة وحرمان غزة من رحيق الدعم العربي الذي انتظرته طويلا بفارغ الصبر.
إن الحقيقة الراسخة التي لا يخالجها شك أن حماس -كونها حركة تحرر وطني تقاتل الاحتلال الصهيوني ومشروعه الإحلالي العنصري على أرض فلسطين- معنية باستجلاب وتوسيع قاعدة الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة على امتداد المنطقة العربية والإسلامية، وأنها تبني علاقاتها الخارجية مع محيطها العربي والإسلامي على أسس متوازنة بعيدا عن لعبة المحاور أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت، وأن قبولها أي دعم سياسي أو مالي أو عسكري لا يمكن أن يتم إلا إذا كان خالصا بعيدا عن أية شروط أو أثمان سياسية.
وعليه، فإن حماس لم تكن يوما جزءا من المحاور السائدة على الساحة العربية بالمعنى السلبي، والقائم على أسلوب الصفقات والمساومات والمقايضات الرخيصة التي تبيع المبادئ والقيم في أسواق النخاسة السياسية، بل إنها كانت في كل المراحل مثالا للطهر السياسي والالتزام التام بالمحددات الشرعية والوطنية والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، بالرغم من المحاولات اليائسة لجرها إلى مربع الميوعة والانحطاط الديني والسياسي والأخلاقي والإنساني الذي سقط فيه الكثيرون.
إن حماس حين تتعاطى مع الدول والحكومات العربية والإسلامية وكل مكونات العمل العربي والإسلامي، فإنها تتعاطى معها على قاعدة الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، وتمارس الانفتاح عليها بما تقتضيه المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، فحماس ليست مع هذه الدولة ضد تلك، وليست مع هذا المحور ضد المحور الآخر، ولا يمكن أن تنحرف بوصلتها في يوم من الأيام لجهة الانحياز أو الاصطفاف إلى جانب طرف على حساب طرف آخر.
ومع ذلك، فإن حماس أكثر ما تكون اقترابا من أي جهة وفقا لمدى قربها من القضية الفلسطينية ومدى التزامها واستعدادها لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ما يعني أن موجات التحريض التي تلت زيارة الأستاذ مشعل للسعودية تستهدف تشويه صورة حماس الناصعة ليس أكثر، والإساءة إلى مواقفها المبدئية غير القابلة للقسمة أو التغيير، وترمي إلى الزجّ بها في لعبة المحاور المرفوضة التي أورثت شعبنا وقضيتنا الويلات خلال المراحل والعقود الماضية.
وبكل صراحة ووضوح، فإن موقف حماس من الأشقاء العرب لا يطاوله الاصطفاف الضار أو يمسه التمييز المجحف، بل إنها أكثر ما تكون حرصا على توحيد الموقف العربي وصهر الطاقات والجهود العربية والإسلامية لخدمة شعبنا وقضيتنا على مختلف الأصعدة والمستويات.
ومن دون شك، فإن الدول العربية والإسلامية قد أسهمت، وإن بدرجات متفاوتة خلال المراحل الماضية، في دعم شعبنا وإسناد قضيتنا، وهو ما يضعه شعبنا موضع الإجلال والتقدير، ويدعو إلى تطويره وبسط آفاقه خلال المرحلة المقبلة.
لذا، فإن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا وقضيتنا تقتضي منا الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية وكل الأطراف الداعمة لشعبنا وقضيتنا، والترحيب بأي جهد عربي أو إسلامي غير مشروط لجهة كسر الحصار المفروض على القطاع، وتغيير عناصر المعادلة الظالمة التي تحكم السياسة المتبعة ضد غزة وأهلها الصامدين، وإعادة بلورة وصياغة الدور العربي والإسلامي في دعم واحتضان القضية الفلسطينية وتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني بشكل عام، وغزة وأهلها الصامدين الذين يعانون مرارات القهر بفعل الحصار والعدوان.
تأسيسا على ذلك، فإننا نطمئن الجميع بأن كل التحليلات الرخيصة التي نفثت سمومها إثر زيارة الأخ أبو الوليد للسعودية لا مكان لها ضمن مواقف وسياسات حماس المبدئية، ولن تكون حماس يوما إلا سندا لأمتنا وشعوبها البارة التي ساندت شعبنا الفلسطيني في أحلك الظروف وأخطر المنعطفات على مدار العقود الماضية، ولن يسعد أحد بأن يرى حماس قد تنكبت الدرب وحادت عن ميثاقها وأدبياتها وخطى قادتها ومؤسسيها الأوائل، وألقت بنفسها في أحضان هذا أو ذاك كما يفعل الآخرون.
وبكل موضوعية وإنصاف، فإن كل من يتجرّد من الأهواء السياسية والحزبية فإنه يرى في الزيارة أبعادها الوطنية والأخلاقية والإنسانية الهامة، ويعاين فيها وجها مشرقا لجهد حثيث يحاول الوفاء بالواجبات الدينية والعروبية تجاه غزة المحاصرة، وتخفيف جزء من معاناتها الكبرى وإنقاذها من بعض أزماتها المستعصية قدر الإمكان.
وعلى أية حال، فإن حماس ستمضي في طريقها المرسوم، غير عابئة بشطحات التحريض وغبار المواقف، وستقدم نموذجها الريادي الملهم للأمة جمعاء، وستثبت من جديد –كما أثبتت سابقا عبر مواقفها العملية- مدى وفائها وحجم تضحياتها لشعبها وقضيتها، ومدى تمسكها بالحقوق والثوابت الوطنية رغم كل الآلام والمحن والتحديات، وستظل زيارة مشعل مشاعل على الطريق حتى التحرير.
د.أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي
كثرت التحليلات وتصاعدت التوقعات إثر زيارة الأستاذ خالد مشعل "أبو الوليد" رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إلى المملكة العربية السعودية قبل عدة أيام، وذهب البعض إلى حد التحريض الأعمى والتشويه المبرمج لنتائج الزيارة وتحميلها ما لا تحتمل من سوء واتهامات، ما يثير في الأجواء تساؤلات عميقة وأغبرة كثيفة حول درجة وحجم التقاعس والخذلان والمؤامرة التي يتولى كبرها البعض تجاه غزة وأهلها الصامدين.
منذ الإعلان عن زيارة الأستاذ مشعل للسعودية حاول هؤلاء ليّ عنق الحقائق ونسجوا أوهاما واتهامات عن المخاطر والتداعيات السلبية التي تحملها الزيارة على وحدة التمثيل الفلسطيني ووحدة الوطن والجغرافيا الفلسطينية، والاتهامات المعهودة التي تزجّ بحماس في لعبة المحاور الإقليمية، وبدا أن التدليس قد أضحى السلاح الأمضى لهؤلاء من أجل تشويه نتائج الزيارة وحرمان غزة من رحيق الدعم العربي الذي انتظرته طويلا بفارغ الصبر.
إن الحقيقة الراسخة التي لا يخالجها شك أن حماس -كونها حركة تحرر وطني تقاتل الاحتلال الصهيوني ومشروعه الإحلالي العنصري على أرض فلسطين- معنية باستجلاب وتوسيع قاعدة الدعم والإسناد لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة على امتداد المنطقة العربية والإسلامية، وأنها تبني علاقاتها الخارجية مع محيطها العربي والإسلامي على أسس متوازنة بعيدا عن لعبة المحاور أو التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة كانت، وأن قبولها أي دعم سياسي أو مالي أو عسكري لا يمكن أن يتم إلا إذا كان خالصا بعيدا عن أية شروط أو أثمان سياسية.
وعليه، فإن حماس لم تكن يوما جزءا من المحاور السائدة على الساحة العربية بالمعنى السلبي، والقائم على أسلوب الصفقات والمساومات والمقايضات الرخيصة التي تبيع المبادئ والقيم في أسواق النخاسة السياسية، بل إنها كانت في كل المراحل مثالا للطهر السياسي والالتزام التام بالمحددات الشرعية والوطنية والقيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية، بالرغم من المحاولات اليائسة لجرها إلى مربع الميوعة والانحطاط الديني والسياسي والأخلاقي والإنساني الذي سقط فيه الكثيرون.
إن حماس حين تتعاطى مع الدول والحكومات العربية والإسلامية وكل مكونات العمل العربي والإسلامي، فإنها تتعاطى معها على قاعدة الحقوق والثوابت الوطنية الفلسطينية، وتمارس الانفتاح عليها بما تقتضيه المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني وقضيته الوطنية، فحماس ليست مع هذه الدولة ضد تلك، وليست مع هذا المحور ضد المحور الآخر، ولا يمكن أن تنحرف بوصلتها في يوم من الأيام لجهة الانحياز أو الاصطفاف إلى جانب طرف على حساب طرف آخر.
ومع ذلك، فإن حماس أكثر ما تكون اقترابا من أي جهة وفقا لمدى قربها من القضية الفلسطينية ومدى التزامها واستعدادها لدعم وإسناد شعبنا الفلسطيني وحقوقه المشروعة، ما يعني أن موجات التحريض التي تلت زيارة الأستاذ مشعل للسعودية تستهدف تشويه صورة حماس الناصعة ليس أكثر، والإساءة إلى مواقفها المبدئية غير القابلة للقسمة أو التغيير، وترمي إلى الزجّ بها في لعبة المحاور المرفوضة التي أورثت شعبنا وقضيتنا الويلات خلال المراحل والعقود الماضية.
وبكل صراحة ووضوح، فإن موقف حماس من الأشقاء العرب لا يطاوله الاصطفاف الضار أو يمسه التمييز المجحف، بل إنها أكثر ما تكون حرصا على توحيد الموقف العربي وصهر الطاقات والجهود العربية والإسلامية لخدمة شعبنا وقضيتنا على مختلف الأصعدة والمستويات.
ومن دون شك، فإن الدول العربية والإسلامية قد أسهمت، وإن بدرجات متفاوتة خلال المراحل الماضية، في دعم شعبنا وإسناد قضيتنا، وهو ما يضعه شعبنا موضع الإجلال والتقدير، ويدعو إلى تطويره وبسط آفاقه خلال المرحلة المقبلة.
لذا، فإن المصلحة الوطنية العليا لشعبنا وقضيتنا تقتضي منا الانفتاح على كل الدول العربية والإسلامية وكل الأطراف الداعمة لشعبنا وقضيتنا، والترحيب بأي جهد عربي أو إسلامي غير مشروط لجهة كسر الحصار المفروض على القطاع، وتغيير عناصر المعادلة الظالمة التي تحكم السياسة المتبعة ضد غزة وأهلها الصامدين، وإعادة بلورة وصياغة الدور العربي والإسلامي في دعم واحتضان القضية الفلسطينية وتحمل المسؤولية تجاه الشعب الفلسطيني بشكل عام، وغزة وأهلها الصامدين الذين يعانون مرارات القهر بفعل الحصار والعدوان.
تأسيسا على ذلك، فإننا نطمئن الجميع بأن كل التحليلات الرخيصة التي نفثت سمومها إثر زيارة الأخ أبو الوليد للسعودية لا مكان لها ضمن مواقف وسياسات حماس المبدئية، ولن تكون حماس يوما إلا سندا لأمتنا وشعوبها البارة التي ساندت شعبنا الفلسطيني في أحلك الظروف وأخطر المنعطفات على مدار العقود الماضية، ولن يسعد أحد بأن يرى حماس قد تنكبت الدرب وحادت عن ميثاقها وأدبياتها وخطى قادتها ومؤسسيها الأوائل، وألقت بنفسها في أحضان هذا أو ذاك كما يفعل الآخرون.
وبكل موضوعية وإنصاف، فإن كل من يتجرّد من الأهواء السياسية والحزبية فإنه يرى في الزيارة أبعادها الوطنية والأخلاقية والإنسانية الهامة، ويعاين فيها وجها مشرقا لجهد حثيث يحاول الوفاء بالواجبات الدينية والعروبية تجاه غزة المحاصرة، وتخفيف جزء من معاناتها الكبرى وإنقاذها من بعض أزماتها المستعصية قدر الإمكان.
وعلى أية حال، فإن حماس ستمضي في طريقها المرسوم، غير عابئة بشطحات التحريض وغبار المواقف، وستقدم نموذجها الريادي الملهم للأمة جمعاء، وستثبت من جديد –كما أثبتت سابقا عبر مواقفها العملية- مدى وفائها وحجم تضحياتها لشعبها وقضيتها، ومدى تمسكها بالحقوق والثوابت الوطنية رغم كل الآلام والمحن والتحديات، وستظل زيارة مشعل مشاعل على الطريق حتى التحرير.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية