سخافة + تفاهة + حقارة = وطن ع وتر ...بقلم : د. عطا الله أبو السبح

سخافة + تفاهة + حقارة = وطن ع وتر ...بقلم : د. عطا الله أبو السبح

الأحد 15 أغسطس 2010

 
سخافة + تفاهة + حقارة = وطن ع وتر
د. عطا الله أبو السبح
شاهدت - في حياتي – كثيراً من الأعمال الكوميدية قبل أن أتعرف على الإسلام كحركة وفكرة وانقلاب منذ عشرات السنين ، فما شاهدت أتفه ولا أسخف ولا أحقر من العمل الذي يقدمه (تلفزيون فلسطين) بعنوان ( وطن ع وتر ) ولست أدري ما الثقافة الاجتماعية التي تحصل عليها (عمار فراجين) الذي يكتب أمام اسمه (فكرة..... ).
وأي فكرة هذه التي لا تمت إلى الفكرة بصلة ، بل سلسلة من (الهبل) السخيف الذي لا علاقة له بوطن، حتى وإن كان أهله من قبائل الزولو أو جماعات الأمازون البدائية ، فكيف إذا كان هذا الوطن فلسطين الذي ينتمي إليه شعب هم من أنبغ شعوب المعمورة، فصنع حضارة، وقهر الغزاة، واختاره الله ليكون مهبط الرسالات ، ليأتي حفنة من السخفاء ( الهبلان ) ليعرضوا هذا الشعب من خلال أسرتين مكونتين من أب وأم وطفل ، ومن أب وأم وطفلة ، تتقدم الأولى لخطبة الطفلة إلى الطفل بكلمات وحركات خارجة عن الذوق والأدب.
وأدنى من أحط دركات الفن الساخر من غير مضمون ، ولا رسالة ولا هدف، إلا التخاطب بكل ما ينبو عن سلامة الفطرة والعقل ، فيشترط الأب أربعة كجم من الذهب + وقية ، والوقية قبل الأربعة، ويفاجئنا صاحب الفكرة بقوله على لسان والد الطفل أنه سبق أن تزوج ثلاث مرات !! ثم تنقلنا كاميرته إلى اليابان، ليعرض لنا كيف يخطب الشاب الشابة ، وبماذا يمهرها ؟ بأسلوب يتسم بالهدوء والرصانة، ليقول لنا صاحب الفكرة والمخرج ( أمامير ) ويمهرها ( دبلة ) كشيء رمزي ، لينتقل إلى العرس الفلسطيني ، فالكل ( يخلع ) بلا عقل أو خلق أو ( فكرة ).
ويختلط الحابل بالنابل ، عارضا الفرح الفلسطيني بهذا ( الهبل ) والتفاهة ، حتى ليصل الأمر بوالد العريس أن ينهر ابنه كي يرقص مع عروسه، فيقف الولد ( كالجحش الحرون ) فلا يتحرك، ولا يمد يده لعروسه أمام دربكة ولا ( دربكة البغال ) للأبوين والوالدتين ، وإذا (بالتورتة) تأتي فيهجمون عليها كمجموعة من ( الجراء ) التي تتسابق في نهش فريسة ( فيُشَروِط ) الدم من أشداقها ، وعلى وجهها ، وكذا كان حال الأسرتين ، إذا أخذ كل منهم يغترف منها بيديه، بعد أن فشل العروسان في تقطيعها، ليأخذ بعد الاغتراف ( بالتلييس ) على أفواههم وأشداقهم ووجوههم حتى غطت عيونهم !!! لتنقلنا الكاميرا إلى ليلة الدخلة اليابانية التي تسبقها حركات أنيقة، بخطى وئيدة ورشيقة، وموسيقى يابانية هادئة.
ولم ينس المخرج أن يعرض على المشاهد الزي الياباني، والمروحة اليدوية، وأناقة العروس وهدوء العريس . ليعقد مقارنة هي الأحقر فيما رأيت، والأتفه والأسمج، ناسيا فلكلورنا الزاخر بتابلوهات غاية في الإبداع والعبقرية حتى المضحك منها ، فضلا عن الفروسية والكرم والحياء والعادات العربية الأصيلة التي أغرت اليهود بسرقتها، ونسبتها لهم في المحافل الدولية، مما استدعى رفع قضايا أمام اليونسكو والمحاكم الدولية لإيقاف اليهود عند حدودهم ، والتوقف عن الاعتداء على أصالتنا، وعاداتنا، وتقاليدنا، وأزيائنا . والمصيبة أن الذي يعرض هذا العمل السمج تلفزيون يحمل اسم فلسطين للعالم من خلال فضائية ، فتتشكل في عقل من لا يعرف شعبنا صورة سخيفة تافهة عن هذا الشعب.
فيتكرس في ذهن المتلقي هذه التفاهات عن الشعب الفلسطيني، مما يخدم المشروع الصهيوني الذي لم يغير من قاعدته التي احتل فلسطين عليها ( شعب بلا أرض لأرض بلا شعب )، وإن وجد فيها هذا الشعب فهو على الصورة التي يعرضها ( وطن ع وتر ) .. وهو ما ينبغي الالتفات إليه من قبل شركة جوال التي ترعى هذا العمل السخيف التافه ، وتتوقف عن رعايته إذ لا يجوز أن يرعى ( جوال ) هذا العمل بهذا المستوى المنحط ، ولتدرك أنها شركة وطنية أسست نجاحها على مشاركة عشرات الآلاف من أبناء هذا الوطن المجيد ، والذين يعرف لهم العالم مشاركتهم في البناء الحضاري والثقافي ويعرف الكثير من أبنائه وصولهم إلى مستوى العالمية في العلوم والآداب والقيادة والفن ....
وأما ما يقدمه هذا المدعو ( عمار فراجين )، وذاك المخرج ( رأفت سمور ) فليس من ذلك في شيء، بل هو سخافة وتفاهة وحقارة ومسخرة كذلك، يتعين على كل من يحترم عقله وذوقه، وينتمي لهذا الوطن ولهذا الشعب أن يأمر بوقفه، وإلا فالجميع شركاء في إهانة الشعب الفلسطيني، وفي مقدمتهم المدعو (تلفزيون فلسطين ) ثم شركة ( جوال ) ....
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية