سلامات يا مصر.. وعشتِ في أمنٍ وأمان
مصطفى الصواف
من قاهرة العز أكتب في صباح مشرق بعد سفر طويل وهدوء على غير العادة رغم أن الحياة لم تتوقف للحظة واحدة، ومن ملاحظاتي السريعة أن مصر ليست كما نراها هذه الأيام على الفضائيات، صخب وفوضى وأعمال مخلة بالنظام، ولكن هدوء وطمأنينة سار ركبنا من رفح حتى القاهرة لم يوقفنا إلا حاجزين لتفقد جوازات السفر وكان الجنود في غاية الأدب والاحترام كعادتهم حتى وصلنا القاهرة بسلامة الله لم ألحظ أن هناك شيئا ما قد تغيير، أو أن هناك خوفا أو أي أمر آخر.
هذه هي مصر التي عرفتها منذ أن وطئت أرضها قبل نحو أربعين عاما يوم كنت طالبا فيها ادرس الإعلام في جامعة القاهرة في الأمس البعيد، واليوم لم اشعر أن فيها متغيرات إلا هذا العمران وتلك الكباري الواصلة بين أحيائها العامرة، فقد وصلنا قبل منتصف الليل بقليل نتيجة الانتظار في صالة العبور؛ ولكن في النهاية دخلنا وبت ليلتي بهدوء وطمأنينة كما كنت قبل أربعين عاما.
ها أنا ذا ادخل مصر التي أحب أرضها وأهلها وأتمنى أن أزورها كل عام مرة أو مرتين؛ ولكن الواشين بلا يقين والمتابعين لما اكتب لم يفرقوا بين ناقد لسياسة وكاره لبلد ولا يفرق بينها وبين بلده، فلم أكن في يوم من الأيام كارها لمصر، فكيف اكره مصر التي كان لها فضل كبير علي فقد فتحت لي أبوابها وسمحت لي بالدراسة في جامعاتها، هذا إضافة إلى العلاقات الأزلية الجغرافية والتاريخية وعلاقة النسب والمصاهرة والعائلات الموزعة بين فلسطين ومصر يوم كانت الحدود مفتوحة كوحدة جغرافية واحدة لا تفصلها فواصل أو حدود صنعها الاستعمار.
اكتب وأنا اعلم أنني لو رغبت مرة ثانية بالعودة إلى مصر بعد انتهاء زيارتي لن يكون ذلك سهلا، فالتنسيق مع الجهات الأمنية يحتاج إلى معاناة كبيرة وقد لا تتم الموافقة لأسباب معلومة وغير معلومة، فقد انتظرت ساعات أربعة وتنقل جواز سفري بين الغرف أكثر من مرة وكان هناك أكثر من قرار يتغير بسرعة، مرة كان القرار مرجعا أي العودة إلى القطاع، ثم كان القرار ترحيلا مباشرة إلى مطار القاهرة، ثم عدل وكان الانتظار ثم عادت رحلة الجواز ليمر مرة أخرى على نفس الغرف والمسئولين وأنا ارقب الأمر، وتحدثت مع من بصحبتي وقلت لهم أن الإخوة في المعبر في حيرة وإرباك لا ادري ما سببه؛ ولكن العبرة بالنتائج فقد تم في النهاية السماح لي بالعبور بشكل طبيعي؛ بل منحت شهرا للإقامة في وقت يمنح الجميع إما أسبوعا أو أسبوعين.
على العموم ما أود الإشارة إليه أن مصر آمنة، ومصر بخير رغم الدخن ورغم بعض الأحداث المتفرقة هنا وهناك، وأنا على يقين أن مصر ستكون بعافية وستعود مرة أخرى لمكانتها وستتجاوز الأزمة بما ينفع مصر وشعبها وأمتها؛ لأن مصر هي الأمة ولا امة بلا مصر.
وإن من كلمة شكر فهي إلى من سهل لي عملية السفر والتي لم تكن لفسحة أو (طشة) ولكنها كانت ضرورية لأنني اصطحبت ابنتي لزفافها إلى زوجها في عمان وحضوري سيسعدها بكل تأكيد ولو منعت سيكون لذلك أثر على نفسيتها؛ ولكن كان فضل الله علينا عظيما، شكرا للواء نادر الاعصر والمستشار احمد عبد الخالق وكل من ساهم بتسهيل المرور وشكرا للدكتور غازي حمد وللأخ أيمن طه، والشكر موصول لكل الإخوة في معبر رفح في الجانب الفلسطيني الذين غمرونا بالاستقبال الطيب وسهلوا لنا الوصول إلى الصالة المصرية، شكرا للجميع فقد كانوا عند حسن الظن.
مصطفى الصواف
من قاهرة العز أكتب في صباح مشرق بعد سفر طويل وهدوء على غير العادة رغم أن الحياة لم تتوقف للحظة واحدة، ومن ملاحظاتي السريعة أن مصر ليست كما نراها هذه الأيام على الفضائيات، صخب وفوضى وأعمال مخلة بالنظام، ولكن هدوء وطمأنينة سار ركبنا من رفح حتى القاهرة لم يوقفنا إلا حاجزين لتفقد جوازات السفر وكان الجنود في غاية الأدب والاحترام كعادتهم حتى وصلنا القاهرة بسلامة الله لم ألحظ أن هناك شيئا ما قد تغيير، أو أن هناك خوفا أو أي أمر آخر.
هذه هي مصر التي عرفتها منذ أن وطئت أرضها قبل نحو أربعين عاما يوم كنت طالبا فيها ادرس الإعلام في جامعة القاهرة في الأمس البعيد، واليوم لم اشعر أن فيها متغيرات إلا هذا العمران وتلك الكباري الواصلة بين أحيائها العامرة، فقد وصلنا قبل منتصف الليل بقليل نتيجة الانتظار في صالة العبور؛ ولكن في النهاية دخلنا وبت ليلتي بهدوء وطمأنينة كما كنت قبل أربعين عاما.
ها أنا ذا ادخل مصر التي أحب أرضها وأهلها وأتمنى أن أزورها كل عام مرة أو مرتين؛ ولكن الواشين بلا يقين والمتابعين لما اكتب لم يفرقوا بين ناقد لسياسة وكاره لبلد ولا يفرق بينها وبين بلده، فلم أكن في يوم من الأيام كارها لمصر، فكيف اكره مصر التي كان لها فضل كبير علي فقد فتحت لي أبوابها وسمحت لي بالدراسة في جامعاتها، هذا إضافة إلى العلاقات الأزلية الجغرافية والتاريخية وعلاقة النسب والمصاهرة والعائلات الموزعة بين فلسطين ومصر يوم كانت الحدود مفتوحة كوحدة جغرافية واحدة لا تفصلها فواصل أو حدود صنعها الاستعمار.
اكتب وأنا اعلم أنني لو رغبت مرة ثانية بالعودة إلى مصر بعد انتهاء زيارتي لن يكون ذلك سهلا، فالتنسيق مع الجهات الأمنية يحتاج إلى معاناة كبيرة وقد لا تتم الموافقة لأسباب معلومة وغير معلومة، فقد انتظرت ساعات أربعة وتنقل جواز سفري بين الغرف أكثر من مرة وكان هناك أكثر من قرار يتغير بسرعة، مرة كان القرار مرجعا أي العودة إلى القطاع، ثم كان القرار ترحيلا مباشرة إلى مطار القاهرة، ثم عدل وكان الانتظار ثم عادت رحلة الجواز ليمر مرة أخرى على نفس الغرف والمسئولين وأنا ارقب الأمر، وتحدثت مع من بصحبتي وقلت لهم أن الإخوة في المعبر في حيرة وإرباك لا ادري ما سببه؛ ولكن العبرة بالنتائج فقد تم في النهاية السماح لي بالعبور بشكل طبيعي؛ بل منحت شهرا للإقامة في وقت يمنح الجميع إما أسبوعا أو أسبوعين.
على العموم ما أود الإشارة إليه أن مصر آمنة، ومصر بخير رغم الدخن ورغم بعض الأحداث المتفرقة هنا وهناك، وأنا على يقين أن مصر ستكون بعافية وستعود مرة أخرى لمكانتها وستتجاوز الأزمة بما ينفع مصر وشعبها وأمتها؛ لأن مصر هي الأمة ولا امة بلا مصر.
وإن من كلمة شكر فهي إلى من سهل لي عملية السفر والتي لم تكن لفسحة أو (طشة) ولكنها كانت ضرورية لأنني اصطحبت ابنتي لزفافها إلى زوجها في عمان وحضوري سيسعدها بكل تأكيد ولو منعت سيكون لذلك أثر على نفسيتها؛ ولكن كان فضل الله علينا عظيما، شكرا للواء نادر الاعصر والمستشار احمد عبد الخالق وكل من ساهم بتسهيل المرور وشكرا للدكتور غازي حمد وللأخ أيمن طه، والشكر موصول لكل الإخوة في معبر رفح في الجانب الفلسطيني الذين غمرونا بالاستقبال الطيب وسهلوا لنا الوصول إلى الصالة المصرية، شكرا للجميع فقد كانوا عند حسن الظن.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية