سيادة الرئيس: جنازة أسير قادمة إليك بعد أيام ماذا أنت فاعل؟
مجدولين حسونة
سيادة الرئيس: لستُ هنا لأكتب عن إنجازاتك أو إخفاقاتك أو هفواتك أو خيبة أملنا بالقيادة في فترة ولايتك، لن أطلب منك أن توقف المفاوضات أو تشعل حربا فأنا لم أكتب رسالتي هذه لأناقش أو أبدي رأيا في سياسة ما، ولا لأجل مصلحة شخصية أريدها منك، أريد أن أعطيكَ معلومة تسربت إلي من داخل سجون الاحتلال بخصوص الأسير المصاب بالسرطان نعيم الشوامرة من مدينة الخليل، وشعرت أن واجبي يحتم علي الكتابة لَك فأنا لا أريد لكلماتي أن تصاب بالفاجعة من جديد.
بحكم عملي كصحافية وناشطة في مجال الأسرى وعلاقتي باللجان الإعلامية للأسرى داخل سجون الاحتلال والذين أحصل عن طريقهم على أخبار الحركة الأسيرة وأقوم بنشرها في وسائل الإعلام، وصلني الخبر التالي على لسان أحد الأسرى يخبرني فيه " إن ضابطا في سجن عسقلان أبلغهم قبل فترة بأن الأسير نعيم شوامرة لن يعيش أكثر من شهر حسب تشخيص الأطباء، وأن وضعه الصحي في تراجع مستمر وبأي لحظة سيموت".
هذا الأسير وبقية الأسرى في سجن عسقلان وجهوا رسائل لإدارة السجون كي تفرج عن الشوامرة وتنظر إلى ملفه بإنسانية، وبذلوا جهدهم في إيصال هذه المعلومة لوزير الأسرى عيسى قراقع وللمسؤولين في السلطة لكن وعلى ما يبدو أنها لم تصل، وها أنا الآن أبلغكم بهذه المعلومة وبتاريخ اليوم كي تفعلوا ما بوسعكم وتقفوا عند مسؤولياتكم.
في البداية لم أعرف كيف أتصرف، هل أنشر الخبر في وسائل الإعلام فيغدو خبرا عاديا تماما كما كان خبر تدهور الوضع الصحي للأسير الشهيد حسن ترابي "عاديا" ويمر مرور الكرام من أمام أعين المسؤولين والمواطنين والإعلاميين حتى استيقظنا على خبر استشهاده، وكأن فكرة الموت ظلت بعيدة عنا كل البعد وإذا بها أقرب إليه مما كنا نتوقع.
بصراحة خشيتُ من وقع الخبر على والدة نعيم، هي التي أجهشت بالبكاء فور سماعها خبر استشهاد حسن وسقطت دموع حسرتها على ابنها الذي سيلاقي نفس المصير طالما لم يتحرك أي منا لإنقاذه. وفي نهاية المطاف قررت أن أكتب هذه الرسالة لك سيادة الرئيس وأبعث مرفق منها لمكتب وزير الأسرى ليصبح الأمر بيدكم لا بيدنا نحن الأفراد الذين لا حول لنا ولا سلطة.
سيادة الرئيس، أعلم أن الأعمار بيد الله وأتمنى أن يطيل الرب بعمر الأسرى كي يستنشقوا الحرية وهم بخير وعافية ويخرجوا لتكرمهم بنفسك، ولكن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، فقد سبق وصرح الأطباء الإسرائيليون عن المدة التي سيعيشها الشهيد الأسير زهير لبادة وكذلك ميسرة أبو حمدية وغيرهم، وقد تحقق ما قالوه بل واستشهدوا قبل المدة التي توقعوها، ليس لأنهم على علم بالغيب ولا لأنهم ينجمون بل لأن الطب يستطيع التنبؤ بفترة الحياة الممكنة خاصة في حالات مرض السرطان.
سيادة الرئيس، لن يطول صمت الناس على استشهاد الأسرى، ولا تتوقع أن حالة الملل الوطني والإحباط التي يعيش بها الشعب ستدوم طويلا، فلا تجبر الشعب على توجيه غضبهم على القيادة وأنت تعلم أننا "أنا كفرد وأنت كمسؤول والمقاومة كحق مشروع" مقصرين تجاه الأسرى، ولكن بحكم موقعك كرئيس تستطيع أن تفعل شيئا ما لأجل نعيم الشوامرة ومعتصم رداد الذي يعيش أيضا أيامه الأخيرة في سجون الاحتلال، تماما كما تستطيع أن تفاوض رغم كل الفشل الذي تمر فيه المفاوضات وعدم الجدوى التي يلاحظها الصغير قبل الكبير.
لديك من الحق ما تستطيع أن تجبر به الجانب الإسرائيلي الرضوخ تحت أقدام أصغر طفل فلسطيني وتحت قدميك وليس العكس.
سيادة الرئيس، لا أحد يعلم كيف يُدمي السرطان روح المصابَ فيه وكيف يضَعَ السجن مِلحا على وجع الأسير. ورغم أن الحرية من بين الأشياء التي لا تُشترى بل تُنتزع، إلا أنني كلي أمل بقدرتكَ على مساعدة نعيم شوامرة ومعتصم رداد وغيرهم وانتزاعها لهم بأي طريقة كانت قبل أن نفقدهم ويصبحوا ذنوبنا التي لن تُغتفر، ولكَ جزيل الشكر.
وأخيرا أقول لَك: ”كَما أنّ قَضيَةُ المَوت لَيسَت على الإطلاقِ قَضيَةٌ المَيت” كَما قال غسان كَنفاني، كذلِك قَضيةُ الأسرى لَيسَت قَضيةُ الأسير وحده، بَل هيّ قضيتُنا نَحن الأحرار.
مجدولين حسونة
سيادة الرئيس: لستُ هنا لأكتب عن إنجازاتك أو إخفاقاتك أو هفواتك أو خيبة أملنا بالقيادة في فترة ولايتك، لن أطلب منك أن توقف المفاوضات أو تشعل حربا فأنا لم أكتب رسالتي هذه لأناقش أو أبدي رأيا في سياسة ما، ولا لأجل مصلحة شخصية أريدها منك، أريد أن أعطيكَ معلومة تسربت إلي من داخل سجون الاحتلال بخصوص الأسير المصاب بالسرطان نعيم الشوامرة من مدينة الخليل، وشعرت أن واجبي يحتم علي الكتابة لَك فأنا لا أريد لكلماتي أن تصاب بالفاجعة من جديد.
بحكم عملي كصحافية وناشطة في مجال الأسرى وعلاقتي باللجان الإعلامية للأسرى داخل سجون الاحتلال والذين أحصل عن طريقهم على أخبار الحركة الأسيرة وأقوم بنشرها في وسائل الإعلام، وصلني الخبر التالي على لسان أحد الأسرى يخبرني فيه " إن ضابطا في سجن عسقلان أبلغهم قبل فترة بأن الأسير نعيم شوامرة لن يعيش أكثر من شهر حسب تشخيص الأطباء، وأن وضعه الصحي في تراجع مستمر وبأي لحظة سيموت".
هذا الأسير وبقية الأسرى في سجن عسقلان وجهوا رسائل لإدارة السجون كي تفرج عن الشوامرة وتنظر إلى ملفه بإنسانية، وبذلوا جهدهم في إيصال هذه المعلومة لوزير الأسرى عيسى قراقع وللمسؤولين في السلطة لكن وعلى ما يبدو أنها لم تصل، وها أنا الآن أبلغكم بهذه المعلومة وبتاريخ اليوم كي تفعلوا ما بوسعكم وتقفوا عند مسؤولياتكم.
في البداية لم أعرف كيف أتصرف، هل أنشر الخبر في وسائل الإعلام فيغدو خبرا عاديا تماما كما كان خبر تدهور الوضع الصحي للأسير الشهيد حسن ترابي "عاديا" ويمر مرور الكرام من أمام أعين المسؤولين والمواطنين والإعلاميين حتى استيقظنا على خبر استشهاده، وكأن فكرة الموت ظلت بعيدة عنا كل البعد وإذا بها أقرب إليه مما كنا نتوقع.
بصراحة خشيتُ من وقع الخبر على والدة نعيم، هي التي أجهشت بالبكاء فور سماعها خبر استشهاد حسن وسقطت دموع حسرتها على ابنها الذي سيلاقي نفس المصير طالما لم يتحرك أي منا لإنقاذه. وفي نهاية المطاف قررت أن أكتب هذه الرسالة لك سيادة الرئيس وأبعث مرفق منها لمكتب وزير الأسرى ليصبح الأمر بيدكم لا بيدنا نحن الأفراد الذين لا حول لنا ولا سلطة.
سيادة الرئيس، أعلم أن الأعمار بيد الله وأتمنى أن يطيل الرب بعمر الأسرى كي يستنشقوا الحرية وهم بخير وعافية ويخرجوا لتكرمهم بنفسك، ولكن المؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين، فقد سبق وصرح الأطباء الإسرائيليون عن المدة التي سيعيشها الشهيد الأسير زهير لبادة وكذلك ميسرة أبو حمدية وغيرهم، وقد تحقق ما قالوه بل واستشهدوا قبل المدة التي توقعوها، ليس لأنهم على علم بالغيب ولا لأنهم ينجمون بل لأن الطب يستطيع التنبؤ بفترة الحياة الممكنة خاصة في حالات مرض السرطان.
سيادة الرئيس، لن يطول صمت الناس على استشهاد الأسرى، ولا تتوقع أن حالة الملل الوطني والإحباط التي يعيش بها الشعب ستدوم طويلا، فلا تجبر الشعب على توجيه غضبهم على القيادة وأنت تعلم أننا "أنا كفرد وأنت كمسؤول والمقاومة كحق مشروع" مقصرين تجاه الأسرى، ولكن بحكم موقعك كرئيس تستطيع أن تفعل شيئا ما لأجل نعيم الشوامرة ومعتصم رداد الذي يعيش أيضا أيامه الأخيرة في سجون الاحتلال، تماما كما تستطيع أن تفاوض رغم كل الفشل الذي تمر فيه المفاوضات وعدم الجدوى التي يلاحظها الصغير قبل الكبير.
لديك من الحق ما تستطيع أن تجبر به الجانب الإسرائيلي الرضوخ تحت أقدام أصغر طفل فلسطيني وتحت قدميك وليس العكس.
سيادة الرئيس، لا أحد يعلم كيف يُدمي السرطان روح المصابَ فيه وكيف يضَعَ السجن مِلحا على وجع الأسير. ورغم أن الحرية من بين الأشياء التي لا تُشترى بل تُنتزع، إلا أنني كلي أمل بقدرتكَ على مساعدة نعيم شوامرة ومعتصم رداد وغيرهم وانتزاعها لهم بأي طريقة كانت قبل أن نفقدهم ويصبحوا ذنوبنا التي لن تُغتفر، ولكَ جزيل الشكر.
وأخيرا أقول لَك: ”كَما أنّ قَضيَةُ المَوت لَيسَت على الإطلاقِ قَضيَةٌ المَيت” كَما قال غسان كَنفاني، كذلِك قَضيةُ الأسرى لَيسَت قَضيةُ الأسير وحده، بَل هيّ قضيتُنا نَحن الأحرار.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية