سيب .. وأنا أسيب..؟! ... بقلم : صلاح حميدة

الخميس 07 يونيو 2012

سيب .. وأنا أسيب..؟!

صلاح حميدة

عندما ترشّح مدير المخابرات المصريّة السّابق عمر سليمان و القيادي في جماعة الاخوان المسلمين خيرت الشّاطر للانتخابات الرّئاسيّة المصريّة، وضع محلل سياسي مصري مشهور معادلة تحكم صراع الثّورة مع النّظام القديم، وقال إن عمر سليمان يقول للشّاطر: " سيب.. وانا اسيب" وهي معادلة صراع بين الطّرفين على صياغة مستقبل مصر والعالم العربي.

رأى من يديرون معركة الانتخابات أن يزيحوا الشّاطر وعمر سليمان ويخفّضوا مستوى الصّراع لدرجة أقل من خلال التّنافس بين رأسين أقل إثارة من كل منهما للطّرف الآخر، وبدأت المرحلة الانتخابية وأفرزت ما لم يكن متوقّعاً، وفاز أقوى مرشّحي الثّورة المصرية مقابل رجل النّظام القديم، فقد فشلت الحرب الاعلاميّة التي تضمّنت استطلاعات رأي مزوّرة في منع النّاخبين من التّصويت لمحمّد مرسي، وبالرّغم من كل حرب التّشويه تمكّن من أن يحصد المركز الأوّل، وبدأ صدر النّظام القديم يضيق من منافسيه وعدم قدرته على استدراجهم أو استفزازهم، وبدأت المعطيات الميدانيّة تشير بوضوح لميل الكفّة الشّعبية لصالح مرشّح الثّورة، ولذلك فتحت ملفّات كثيرة وبشكل استفزازي ومتتالي لتفجير الأوضاع على الأرض.

كتبرئة قتلة الثّوّار ومرسليهم، وتدليل مبارك تحت حجج واهية، وكمقدّمة للإفراج عنه، وتبرئة ولديه من تهم مثبتة لسرقة المال العام، وخروج مرشّح النّظام القديم في مؤتمر صحفي ذو لهجة تصادميّة تصعيديّة تعكس درجة التّوتّر الّذي يعيشه هو من يقفون خلفه، وظهر ذلك من خلال محاولات إعلان دستوري مكمّل من قبل المجلس العسكري، فتوقيت هذا الاعلان يهدف لنسف التّقارب بين قوى الثّورة بعد محاكمة مبارك، من خلال تذكيرهم بما يختلفون حوله، ولنسف أي حشد لهم خلف مرشّح الثّورة، ومن المرجّح أن يتصاعد الاستفزاز كلّما اقترب موعد انتخابات الرّئاسة، والملفت أنّ جماعة الاخوان لم تتعامل بردود أفعال مع تلك الاستفزازات والمهاترات الكلاميّة، ويعكس هذا التّصرّف درجةً عاليةً من النّضوج السّياسي والتّخطيطي الاستراتيجي.

التّصعيد سيكون يوم الرابع عشر من شهر حزيران الجاري، فقد عمد نظام مبارك - المشير إلى تصعيد غير مسبوق ضدّ قوى الثّورة، فقد حدّد من خلال المحكمة الدّستوريّة، ذلك اليوم للنّظر في دستورية انتخابات مجلس الشّعب بالتّزامن مع النّظر في قانون عزل الفلول ( أحمد شفيق) وهو إن كان إعلاناً قضائيّاً في ظاهره، إلا أنّه سياسيّ المظهر والجوهر هذه المرّة، وهو ما يؤكّد أنّ القضاء ليس إلا ألعوبة في يد النّظام القديم، إن لم يكن رموزه من أركان النّظام نفسه، وهذا يعيدنا إلا تهديدات رئيس وزراء الحكومة المصريّة كمال الجنزوري، المعيّن من النّظام القديم، والّتي وجّهها لرئيس مجلس الشّعب بحضور الفريق سامي عنان، والتي قال له فيها:- " قرار حل مجلس الشّعب جاهز في درج المحكمة الدّستوريّة، وسنخرجه متى شئنا" وهذا يؤكّد أنّ تلك المحكمة أداة بيد النّظام القديم وهي رهن إشارته متى أراد.

تزامن إعلان مناقشة قانون عزل الفلول أو (أحمد شفيق) مع مناقشة حلّ مجلس الشّعب يعيدنا إلى تلك المعادلة " سيب.. وانا اسيب" وهي تلويح وتهديد مباشر لقوى الثّورة بأنّ الاصرار على عزل " الفلول" ثمنه حلّ برلمان الثّورة قبل انتخابات الرّئاسة بيومين.

هذا التّهديد سيضع قوى الثّورة والشّعب المصري أمام امتحان صعب، ومعركة عضّ أصابع يجب أن ينجحوا فيها، ويجب أن يوجّهوا رسالة شعبية وانتخابية وسياسية وَحدَويَّة يتنازلون فيها لبعضهم البعض ويصلون لتوافقات في لجنة الدّستور، وتوافقات في كيفيّة التّعاطي مع فلول النّظام القديم وتسيير المرحلة القادمة، مع ضرورة أن تخرج بعض القوى من عقدة رغبتها في تغييب الاسلاميين، وتنتقل إلى إيجابيّة التّعاون معهم من أجل مصلحة مصر والعرب.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية