سيف الشّيطان القذّافي ... بقلم : صلاح حميدة

سيف الشّيطان القذّافي ... بقلم : صلاح حميدة

الأربعاء 23 فبراير 2011

سيف الشّيطان القذّافي

صلاح حميدة


لن أتحدّث عن القذّافي الأب وجنون عظمته، ولا عن دفاعه المستميت عن سابقيه زين العابدين ومبارك، ولا عن شطحاته وتقلّباته، وتبديده لأموال الشّعب الليبي على قضايا تافهة، ولا عن انتقاله بين الدّعوات الزّائفة للوحدة العربية إلى أختها الإفريقية، ومن ثم سباحته للغرب الأوروبي والولايات المتّحدة وتسليمهم كل مقدّرات ليبيا النّووية والكيماوية والنّووية، إضاقةً إلى تسليمه مقدّرات ليبيا الاقتصادية للشّركات الغربية مقابل بقائه في الحكم، وتسهيل عمليّة التّوريث لولده الذي أطلق عليه "سيف الاسلام".


برز دور ولده هذا قبل ما يقارب العقد من الزّمان، وقدّم نفسه على أنّه المخلّص لليبيا والليبيين، وجالب الحرّيات، وكاسر الحصار الدّولي، وحلّال الأزمات الاقتصادية، ومحارب الفساد والمفسدين، ومنتقد الجيش " المترهّل" بالاضافة إلى فتحه حواراً مع القوى المعارضة في الدّاخل والخارج، ولجوئه عبر مؤسسة القذافي الخيرية للقيام بأدوار سياسية واقتصادية ومخابراتية، بل قام بفتح قنوات اتصال مع الدّولة العبرية وستكشف الأيام القادمة إلى أي مدى وصلت هذه العلاقة بين الطّرفين، بعد الكشف عن وجود أسلحة إسرائيلية الصنع بيد بعض المرتزقة الذين استخدمهم لقتل شعبه، حسب مصادر صحفية.


قدّم القذّافي الأب ولده على أنّه رائد "الجمهورية الثّانية" معتبراً أنّ الليبيين عبارة عن قطيع تنقل ملكيّته من الأب إلى الإبن، فيما بقيّة ابنائه يسيطرون على قطاعات اقتصادية وأمنية تضمّ مرتزقة أفارقة وصرب هاربين من يوغسلافيا السابقة والمافيا الايطالية والشّركات الأمنية الدّوليّة التي تقوم جميعها بعمليات القتل والارهاب في المدن الليبية. هذا التّقديم ل " سيف الاسلام" خدع الكثير من الليبيين والعرب حتى قبل الثورة الليبية الحالية، ولكن كشف القذّافي الابن عن وجهه الحقيقي للعالم أجمع بخطابه الأخير، فقد تميّز خطابه الموجّه للشّعب الليبي بإظهار شخصية طامحة جامحة، هدفها الاستيلاء على الحكم في ليبيا بأي ثمن، شخصية تستعلي على الشّعب وكأنّهم عبيد، فقد أظهرت لغة لسانه ولغة جسده ونظرات عينيه حقداً وتكبّراً وتهديداً بإبادة الليبيين وتدمير بلدهم وتمزيقه حتى آخر رجل وآخر قطرة دم وآخر طلقة -كما قال- واستدعى في سبيل ذلك كل المصطلحات القبلية من الجاهلية الأولى ومصطلحات ما قبل الدّولة، في تناقض واضح مع ما كان يطرحه من افكار قبل الثورة، بل تجاوز ذلك بالتّلميح والتّصريح بدعوة الاستعمار ليعود إلى ليبيا من جديد، وأعتقد أنّ الدّعوات التي توجه لإرسال قوات غربية إلى ليبيا تسير في نفس السّياق، واضعاً الشّعب الليبي بين خيارين، إمّا العبودية لعائلة القذّافي، أو العبودية للاستعمار؟!.


شهر القذّافي سيفه في وجه شعبه، بحرب شاملة وإبادة جماعية وعمليّات سلب ونهب منظّمة، وقصف بالطّائرات الحربية والمروحيّات القتالية والدّبابات ومضادّات الطّائرات، وعمليات ذبح جماعي من قبل قطعان مرتزقة متعددي الجنسيات. ولكن الشّعب الليبي خرج ولم ولن يتراجع - كما يعلن قادة الثّورة- فقد طفح الكيل ولا مجال للصبر أكثر من ذلك. لذلك فقد بدأت عمليّة الزّحف إلى طرابلس للقضاء على جمهورية باب العزيزية الدّموية، وللقضاء على المرتزقة الذين يقصفون الشّعب ويقتلونه في الطّرقات.

ولكن يجب أن لا يترك الشّعب الليبي وحيداً في مواجعة هؤلاء المجرمين، فالجيشين المصري والجزائري يملكان القضاء على الطّائرات التي تقتل الليبيين، وتدمير جمهورية باب العزيزية في نصف ساعة، ولا عذر لهما في التّأخّر عن هذه المهمّة الانسانسة والقوميّة والدّينية، ليقضوا بشكل نهائي على بداية عهد " الجمهوريّة الثّانية" التي بشّر بها سيف الشّيطان القذّافي أبناء الشّعب الليبي، بعد أن أغرقهم في دمائهم.

من الواضح أنّ سيف الشّيطان القذّافي يتصرف بيأس، فيرتكب المجازر الدّموية بعد أن قال الشّعب الليبي له ولعائلاته الدّموية ( لا) كبيرة، كما أنّه أثبت على أرض الواقع بأنّه ووالده ليسا مبارك ولا ابن علي، فهما أكثر دمويّة وإجراماً منهما معاً، معتقداً أنّه سيفلت من العقاب بسبب دعم الغرب المنافق له ولوالده، ولكن لا رادّ لقضاء الله ولا لحركة التاريخ، فقد أزفت السّاعة، وإن كان يكابر ويتصرّف بدموية شديدة في لحظات النّزع الأخير، فقد أثبت حقيقة واحدة لم يأت بها من سبقوه، وأظهر أنّ اسمه براء منه، وما هو إلا سيف للشّيطان، لا سيف للاسلام.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية