شلّت يد من ضربك سيدي نزيه أبو عون
فؤاد الخفش
لا أعلم كيف سمح لنفسه ذلك الجندي المسمى زورا وبهتانا فلسطينيا بمد يده على رجل خمسيني وضربه على وجهه وهو صاحب اللحية الممتلئة وقارا وكرامة.
هذا بافتراض أنه لا يعرف من هو نزيه أبو عون والذي أمضى من سنيّ عمره قرابة عقدين في سجون الاحتلال أورثته أمراضا لا يقوى على الحركة معها.
نزيه أبو عون الرجل الذي شهد له القريب والبعيد بأنه فارس السجون وأسطورة التحقيق والذي تعرض لشلل شبه كامل يوم خضع للتحقيق القاسي على خلفية علاقته بالقائد القسامي الشهيد عادل عوض الله.
أشهر طويلة أمضاها بالتحقيق ضرب خلالها وعذب بأبشع الوسائل والطرق إلى أن أُصيب بالشلل شبه التام، وفقد القدرة على الحركة أشهرا طويلة ولم ينطق ببنت شفة.
أمضى السنوات وأعيد اعتقاله مرات ومرات، وفي آخر اعتقال عند الاحتلال عام 2011 كنت برفقته، لم يكن يستطيع الجلوس إطلاقا من آلام ظهره ورغم كل ذلك كان يكابر ويتحمل.
تم سحبه على أحد مراكز التحقيق في الجلمة ليلتقي بطاقم تحقيق قديم رفض الكلام وأضرب عنه وجلس أمامهم بلحيته الجميلة ينظرون له وينظر إليهم، يحاولون أخذ كلمه منه دون جدوى، هددوه بالإداري والسجن وكل شيء! يبتسم فقط ويصمت.
عاد من التحقيق وحدثني بما جرى معه فقلت له: لو كنت سهلا لخففت عن نفسك عبء الإداري، فنظر إلي ببغض، وقال: أتريد أن أسجّل في تاريخي أني اعترفت أو هادنت؟! غيرت كلامي بسرعة وزدت به إعجابا.
في سجون الاحتلال كان العدو يحسب لهذا الرجل ألف حساب وحساب, فكان قادة مصلحة السجون يخشونه ويعلمون أنه إذا قرر أمرا فإنه لا بد أن ينفذ ويتم، ولم يكن يوما ليقبل أن يهادن في حقوق الأسرى.
اليوم المحرر نزيه أبو عون يعتقل من داخل خيمة التضامن مع الأسرى وسط مدينة نابلس ويعتدى عليه بالضرب. آه ... ما أصعبه من وضع وأسوأ هذا الحال الذي وصل له الفلسطيني على يد الفلسطيني.
حزن وألم شديد أصابني على حال الشيخ نزيه أبو عون الذي لا تزيده السجون إلا حبا لفلسطين ولكن عجيب أمر هذا القضاء الذي قبل أن يمدد نزيه مرتين خلال شهرين دون أن يكون هناك أي تهم.
الشيخ نزيه أبو أيسر تهمته قد تكون إثارة الفتنة، ولكن الذي ضربه وأهانه لا أعلم ما هي التهمة التي يمكن لنا أن نوجهها له.
كل ما يخفف عني أن هناك ربا منتقما، وكل القصص التي مرت وسمعت بها عنوانها: أن الله يقتص من الظالم بذات الطريقة التي آذى بها المظلوم، فشُلّت يمينٌ امتدت على قامتك السامقة سيدي نزيه.
وأقسم لك برب السماء يا سيدي نزيه أني لا أعلم بأي عين سأنظرك وأنت سيدي وأخي وحبيبي وقد ضربت، وكيف لي أن أصافحك وأعانقك وقد قصرت في نصرتك، فلك الله يا سيد الرجال، وهو التاريخ يكتبه أمثالك بصبرهم ولن يضيع الله أجر العاملين.
فؤاد الخفش
لا أعلم كيف سمح لنفسه ذلك الجندي المسمى زورا وبهتانا فلسطينيا بمد يده على رجل خمسيني وضربه على وجهه وهو صاحب اللحية الممتلئة وقارا وكرامة.
هذا بافتراض أنه لا يعرف من هو نزيه أبو عون والذي أمضى من سنيّ عمره قرابة عقدين في سجون الاحتلال أورثته أمراضا لا يقوى على الحركة معها.
نزيه أبو عون الرجل الذي شهد له القريب والبعيد بأنه فارس السجون وأسطورة التحقيق والذي تعرض لشلل شبه كامل يوم خضع للتحقيق القاسي على خلفية علاقته بالقائد القسامي الشهيد عادل عوض الله.
أشهر طويلة أمضاها بالتحقيق ضرب خلالها وعذب بأبشع الوسائل والطرق إلى أن أُصيب بالشلل شبه التام، وفقد القدرة على الحركة أشهرا طويلة ولم ينطق ببنت شفة.
أمضى السنوات وأعيد اعتقاله مرات ومرات، وفي آخر اعتقال عند الاحتلال عام 2011 كنت برفقته، لم يكن يستطيع الجلوس إطلاقا من آلام ظهره ورغم كل ذلك كان يكابر ويتحمل.
تم سحبه على أحد مراكز التحقيق في الجلمة ليلتقي بطاقم تحقيق قديم رفض الكلام وأضرب عنه وجلس أمامهم بلحيته الجميلة ينظرون له وينظر إليهم، يحاولون أخذ كلمه منه دون جدوى، هددوه بالإداري والسجن وكل شيء! يبتسم فقط ويصمت.
عاد من التحقيق وحدثني بما جرى معه فقلت له: لو كنت سهلا لخففت عن نفسك عبء الإداري، فنظر إلي ببغض، وقال: أتريد أن أسجّل في تاريخي أني اعترفت أو هادنت؟! غيرت كلامي بسرعة وزدت به إعجابا.
في سجون الاحتلال كان العدو يحسب لهذا الرجل ألف حساب وحساب, فكان قادة مصلحة السجون يخشونه ويعلمون أنه إذا قرر أمرا فإنه لا بد أن ينفذ ويتم، ولم يكن يوما ليقبل أن يهادن في حقوق الأسرى.
اليوم المحرر نزيه أبو عون يعتقل من داخل خيمة التضامن مع الأسرى وسط مدينة نابلس ويعتدى عليه بالضرب. آه ... ما أصعبه من وضع وأسوأ هذا الحال الذي وصل له الفلسطيني على يد الفلسطيني.
حزن وألم شديد أصابني على حال الشيخ نزيه أبو عون الذي لا تزيده السجون إلا حبا لفلسطين ولكن عجيب أمر هذا القضاء الذي قبل أن يمدد نزيه مرتين خلال شهرين دون أن يكون هناك أي تهم.
الشيخ نزيه أبو أيسر تهمته قد تكون إثارة الفتنة، ولكن الذي ضربه وأهانه لا أعلم ما هي التهمة التي يمكن لنا أن نوجهها له.
كل ما يخفف عني أن هناك ربا منتقما، وكل القصص التي مرت وسمعت بها عنوانها: أن الله يقتص من الظالم بذات الطريقة التي آذى بها المظلوم، فشُلّت يمينٌ امتدت على قامتك السامقة سيدي نزيه.
وأقسم لك برب السماء يا سيدي نزيه أني لا أعلم بأي عين سأنظرك وأنت سيدي وأخي وحبيبي وقد ضربت، وكيف لي أن أصافحك وأعانقك وقد قصرت في نصرتك، فلك الله يا سيد الرجال، وهو التاريخ يكتبه أمثالك بصبرهم ولن يضيع الله أجر العاملين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية