صحيفة بريطانية تكشف..اقتحامات الاحتلال للضفة المحتلة تدفع لظهور مجموعات مقاومة جديدة
نشرت صحيفة الغارديان تقريرا للصحفيين بيثان مكيرنان وسفيان طه، قالا فيه؛ إنه لم يبق شيء تقريبا من المنزل الذي يعود إلى الحقبة العثمانية في مدينة نابلس القديمة، حيث وقف إبراهيم النابلسي، من كتائب شهداء الأقصى (18 عاما)، وقفته الأخيرة في وجه جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضحت "الغارديان" أن جيش الاحتلال استخدم صواريخ محمولة على الكتف لتفجير الأبواب المعدنية في منزل النابلسي، بعد معركة بالأسلحة النارية استمرت لساعات، ما أدى لسقوط أعمدة حجرية سحقت الشاب "أسد نابلس" الذي يتمتع بشعبية كبيرة، والمطلوب بسبب إطلاق النار على جنود ومدنيين إسرائيليين.
وخلال عمليات الاقتحام في 9 آب / أغسطس، قتل النابلسي واثنان آخران، وأصيب 40 شخصا آخر بجروح، في هجوم صمم لإبعاد عناصر المقاومة الفلسطينية من كتائب شهداء الأقصى وحماس والجهاد الإسلامي، في واحد من أكبر العمليات العسكرية لجيش الاحتلال خارج زمن الحرب منذ عقود.
وأشارت الغارديان إلى أن عمليات اقتحام الاحتلال، تزيد من إصرار الشبان الفلسطينيين على المواجهة والرد على الانتهاكات.
وقتل 98 فلسطينيا حتى الآن هذا العام، معظمهم من فصائل المقاومة في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، خلال عملية "حاجز الأمواج" التي أطلقها جيش الاحتلال، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
ونبهت الغارديان إلى أن استراتيجية الاستنزاف الإسرائيلية المعروفة باسم "جز العشب" لها هدفان، الأول: إضعاف قدرة العدو على الهجوم والردع المؤقت. ولكن بدلا من قمع المقاومة الفلسطينية المسلحة، يبدو أن عملية كاسر الأمواج تغذي المزيد من العنف في الضفة الغربية، وتحفز جيلا جديدا من المقاتلين.
ولفتت إلى أن المقاومة الفلسطينية المنظمة تزايدت بشكل مطرد منذ الاضطرابات في القدس في أيار/ مايو الماضي، حيث ظهرت مجموعتان مسلحتان جديدتان خلال الأشهر القليلة الماضية؛ لواء نابلس ولواء طوباس.
ويدعي جيش الاحتلال أن عمليات المداهمة تستند إلى معلومات استخبارية دقيقة وتقييمات مستمرة للوضع.
وكانت كتائب شهداء الأقصى (مرتبطة بحركة "فتح")، وافقت على حل نفسها والتخلي عن أسلحتها في اتفاق عام 2007 بوساطة السلطة الفلسطينية، لكنها أعادت التسلح ردا على استمرار هجمات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين.
ورأت الغارديان أن كتائب شهداء الأقصى تعمل بشكل مستقل عن فتح في كل من نابلس وجنين المجاورة، معتبرة أنه منذ بدء عملية كاسر الأمواج، أصبح من الواضح أن كتائب شهداء الأقصى منخرطة في تعاون جديد وأوثق مع تشكيلات المقاومة الفلسطينية، مثل سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، لصد العمليات الإسرائيلية المكثفة.
وأشارت إلى أن السلطة الفلسطينية، التي يُنظر إليها على نطاق واسع في جميع أنحاء المجتمع الفلسطيني على أنها تتواطأ مع إسرائيل لقمع المقاومة المسلحة وغير العنيفة، ليس لها سلطة هنا. كما تنقسم فتح نفسها بشكل متزايد بين الفصائل الموالية لرئيس السلطة الفلسطينية المتقدم في السن، الذي لا يحظى بشعبية كبيرة، محمود عباس، وأولئك الذين يعتقدون أنه فشل في تحقيق أي تقدم له معنى. كما أدى الحكم القمعي والفساد المستشري إلى تآكل ثقة الشعب الفلسطيني في قادته.
بالنسبة للكثيرين في المدينة، قد تكون الغارة التي قتلت النابلسي، بمساعدة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، لحظة فاصلة. أدى مقتل مدني يبلغ من العمر 53 عاما يوم الثلاثاء خلال اشتباكات بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، إلى تضخيم العداء تجاه سلطة الضفة الغربية.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية