د.فايز أبو شمالة
ليس مهماً أن تكون مع الرئيس المصري محمد مرسي أو ضده، وليس مهماً أن تكون مقتنعاً بنزاهة تجربة الإخوان المسلمين في الحكم أو لا، ولكن المهم أن تكون صاحب موقف، وأن تحدد: هل أنت مع الديمقراطية بشكل عام أم ضد الديمقراطية؟
لقد أثبتت وسائل الإعلام التي تغني للديمقراطية أنها وظفت حرية الرأي إحدى أركان الديمقراطية ـ لتحقيق أغراضها، فلما وصلت لغايتها، صمتت لإغلاق فضائيات تختلف معها بالرأي، وهذا قمة دكتاتورية الفكر، والتسلط على الوعي الجمعي باسم الديمقراطية.
فكيف يصدق المواطن العربي أن وسائل الإعلام التي سخرت طاقتها ومالها وجل وقتها للتشنيع المتعمد لشخص الرئيس محمد مرسي، كيف يصدق أن ما يسمعه ويراه عبر وسائل الإعلام يهدف لتحقيق المصلحة العامة، وكشف الحقائق؟ كيف يصدق المواطن المصري أن الإعلام الذي أعمته كراهيته لحركة الإخوان المسلمين عن رؤية الحقيقة، فصار يكره حرية الرأي بشكل عام، وصار معاديا للديمقراطية؟.
فهل أنت مع الديمقراطية أم ضد الديمقراطية؟
هذا السؤال موجه إلى عشرات الكتاب الفلسطينيين الذين هللوا لنزع الحكم من الرئيس مرسي، وباركوا لمصر قيادتها الجديدة، وتمنى الكثير منهم أن يسهم ذلك التغيير في إحداث تغيير مشابه في فلسطين، ونسوا أولئك الكتاب أن الذي تم انتزاعه ليس مرسي، وإنما قلب الديمقراطية التي ينشدونها، ويتغنون بها ليل نهار، بل ويعتبرون الانتخابات -أحد أعمدة الديمقراطية- مدخلاً لإنهاء الانقسام الفلسطيني، فيكف نصدق كلام من يدعي الديمقراطية عن الانتخابات الرئاسية والتشريعية كخيار وحيد لتحقيق المصالحة الفلسطينية، ونحن نرى ونسمع ونلمس علامات ذبح الديمقراطية التي لا تنسجم نتائجها مع منظريها.
من المؤكد أن الحزبية المقيتة، والانتماء التنظيمي الأعمى قد طمس على عيون العشرات من المفكرين والكتاب والمثقفين الفلسطينيين، فصفقوا لما جرى على أرض مصر في الأيام الماضية، ونسوا أنهم حين صفقوا لهذا الشكل من التعامل مع الديمقراطية إنما صفقوا للتشكك في مصداقيتهم، وفي أصل الدعوة للانتخابات الديمقراطية التي ينادي بها السيد محمود عباس، كأقصر طريق لتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، فكيف نصدق ذلك؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية