ضع همك في القدس ينجلِ ... بقلم : د.ديمة طارق طهبوب

الإثنين 23 فبراير 2015

ضع همك في القدس ينجلِ


د.ديمة طارق طهبوب

دون أن تكون أسيرا لنظرية المؤامرة ستعلم باستقراء التاريخ و متابعة تطورات الحاضر ان كل ما يموج بالأمة من مخاضات مزلزلة سيكون انعكاسه سلبا او ايجابا في فلسطين و في القدس تحديدا و عند المسجد الأقصى خصوصا حيث تتجمع و تصب جهود الأعداء و المحتلين و لا تغيب عنه مهما كانت سخونة الجبهات و الملفات، و حيث تتفرق جهودنا و تتشتت وحدتنا و دويلاتنا الى مزق لا تقدم و لا تغير في ميزان القوى و لا في رسم السياسات!!

من الطبيعي بل و من الولاء ان تشغلنا هموم بلادنا و تستهلك قوانا في محاولة اصلاحها و نهضتها و لكن من غير المقبول ان تغيب البوصلة و الرؤية الأوسع و الخطة الاستراتيجية فنكون كمن يتحرك في مكانه بجهد ضائع و محصلة صفرية.

ان العمل للقدس لا يجب ان يغيب عن العرب و المسلمين مهما كانت الظروف بل يجب ان يكون الثابت الوحيد ضمن كل المتغيرات فكما ان الدول الكبرى تضع سياساتها بأولوية حماية و أمن اسرائيل فعلى الشعوب، ان كان الأمل مفقودا في الحكومات و الانظمة، ان لا تغفل عن المشروع الكبير الاسلامي و الوحدوي في تحرير القدس و المقدسات، بل و تنظر الى قوة الدول القطرية كرصيد في مخزون التحرير.

لم يغب عن رسول الله صل الله عليه و سلم برغم هموم نشر الدعوة و اقامة الدولة الامتداد الديني و الشرعي لدولة المدينة و مكة في القدس فذهب بنفسه فاتحا و شجع المسلمين و ارسى دعائم القدسية في القرآن و السنة و مات و هو يمهد لفتح الشام، بل كان جلاء همه لما ضاق بتكذيب قريش نظرة من بيت المقدس فقال: لما كذبتني قريش قمت في الحجر فجلّى الله لي بيت المقدس" فكانت القدس جلاء همه عليه الصلاة و السلام و جلاء بصره و تصديق قوله، و نحن الان تعصف بنا أمراض النفس و القلب و بين أيدينا دواء نبوي موصوف لجلاء الغم و الحزن ببذل شيئا من الجهد و الهمة للقدس، و برهان النتائج حاضر ايضا أمام أعيننا أما نرى اسباغ الهدوء و السكينة و ثبات الجنان على المقدسيين المرابطين بقوة الايمان فقط و ما هذا الا من تجليات البركة المعنوية و المادية التي نفتقدها نحن و نحتاجها في كل جزئية من حياتنا

لقد ضاقت على المسلمين الأرض بما رحبت و كيفما طوفنا وجدنا انتهاكا و استضعافا و استبدادا و بلغت قلوب المظلومين حناجرهم و ما من طاقة أمل تستوجب العمل الدؤوب لها اذ بها وعد صدق محقق و ضمانة الهية مثل القدس ،و ما أشبه اليوم بالبارحة فعن شداد بن أوس أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَجُودُ بِنَفْسِهِ ، فَقَالَ : " مَالَكَ يَا شَدَّادُ ؟ " قَالَ : ضَاقتْ بِيَ الدُّنْيَا ، فَقَالَ : " لَيْسَ عَلَيْكَ ، إِنَّ الشَّامَ يُفْتَحُ ، وَيُفْتَحُ بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، فَتَكُونُ أَنْتَ وَوَلَدُكَ أَئِمَّةً فِيهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، و الوعد ليس لشداد منفردا انه لكل الطائفة التي بشر و استبشر الرسول باستمساكها بالحق الى قيام الساعة في بيت المقدس و أكنافه.

ان الإيمان بلا عمل للقدس يسقم النفس و الفرد قبل ان تتأثر به الأمة، ان العمل للقدس هو عامل صحة نفسية و رسوخ إيمان و تثبيت حق و لقد صدق الرافعي عندما نصح الشباب فقال" يا شباب العرب ! إن كلمة(حقي) لا تحيا في السياسة إلا إذا وضع قائلها حياته فيها. "
لا حياة للروح الا بفكرة و لا حياة للجسد الا بالعمل لها فضع همك في القدس ينجلِ و ضع همتك للقدس ترتقِ


جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية