طائرة حزب الله ...الدلالات والعبر
بقلم: أ حسن الزعلان
المسئول السياسي لحركة المقاومة الشعبية
بدعم أوربي بريطاني على وجه الخصوص ومنذ الوعد المشئوم من وزير خارجية بريطانيا في ذلك الوقت " بلفور" بان يكون لليهود وطنا قوميا في فلسطين بدأت الحركة الصهيونية بتنفيذ مخططاتها لتحقيق أهدافها وعلى رأسها إقامة دولة لليهود على ارض فلسطين .
وجاءت معاهدة "سيكس بيكو " وتقسيم الوطن العربي بين دول التحالف وخضوع فلسطين للانتداب البريطاني لتسهيل تنفيذ المخطط الصهيوني ، وبالفعل بدأت الحركة الصهيونية وبدعم من دولة الانتداب بتنفيذ مخططاتها فتم تهجير الفلسطينيين من أرضهم وأعلنت العصابات الصهيونية المدعومة من بريطانيا عن إقامة دولة" إسرائيل" على أنقاض شعبنا الذي هجر وأقتلع من أرضه ، وفي مسرحية أقل ما يقال عنها بأنها هزلية انتصرت العصابات الصهيونية على الجيوش العربية أو ما يعرف بجيش الإنقاذ عام 1948م واستمرت المؤامرة إلى عام 1967م عندما تمكنت دولة الاحتلال من فرض سيطرتها على باقي أرضنا الفلسطينية واحتلال الجولان السوري وسيناء المصرية.
وبدأت دولة الاحتلال تتحدث بكل تبجح عن جيشها المنتصر وبأنه الجيش الذي لا يقهر ورغم الانتصار الذي حققه الجيش المصر العظيم عام 1973م واستعادة مصر لأراضيها المحتلة إلا أن ما كان بعد الحرب من توقيع لاتفاقية كامب ديفد جعل النصر منقوصا واستمرت دولة الاحتلال بغطرستها والحديث عن الجيش الذي لا قهر.وهذا ما شجع دولة الاحتلال على اجتياح لبنان عام 1982م وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان.
ولكن أمتنا العربية استطاعت أن تنفض غبار الهزيمة وبفضل الله ومن ثم بفضل المقاومة الفلسطينية ولبنانية بدأ المشروع الصهيوني بالتراجع وتحت ضربات المقاومة قهر الجيش الذي لا يقهر ففر مهزوما من جنوب لبنان ثم تلاها هروبه من قطاع غزة،ليتوج مجاهدينا ومناضلينا مرحلة جديدة هي مرحلة الانتصارات المتتالية على هذا العدو المتغطرس.
واليوم تحقق المقاومة نصرا جديدا من خلال تمريغ انف الاحتلال بالتراب وقدرتها على اقتحام حصون العدو عبر طائرة بدون طيار استطاعت أن تخترق المنظومة الأمنية الصهيونية وتسجل انتصارا جديدا على الجيش الذي كان يدعي انه لا يهزم .
ومن هنا فإن الطائرة التي أرسلها حزب الله والتي أطلق عليها عملية "أيوب" تحمل في مضمونها الكثير من الدلالات وهي أن المقاومة اليوم أصبحت أكثر قدرة وقوة على مواجهة العدو وأن المقاومة بدأت مرحلة جديدة من العمل الأمني ولاستخباراتي والذي يمكنها من مباغتة العدو وقهره في عقر داره .
أضف إلى هذا كله أن المقاومة أثبتت من جديد أن العقول والقدرات العربية والإسلامية قادرة على الإبداع وقادرة على قهر أعدائها فالتحية للمقاومة والتحية للمجاهدين.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية