طفح الكيل.. وبلغ السيل الزبى
يوسف رزقة
طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، ولم يعد في القوس منزع، عبارات عربية موروثة تفسر القرار الذي اتخذه محمد مرسي رئيس مصر بشأن قطع العلاقات مع النظام السوري، وإغلاق السفارات، ثم الدعوة إلى قمة عربية طارئة. لقد سبق أن احتفظ مرسي بالسفير وبالسفارة المصرية في دمشق يوم قطعت دول مجلس التعاون الخليجي علاقاتها مع النظام، وقدم مبادرة مصرية لحل المشكلة السورية سياسيًا، وأشرك في المبادرة إيران باعتبار نفوذها في سوريا وإمكانية أن تكون جزءًا من الحل.
ما قدمة مرسي من مواقف ومبادرة فهم خطأ في دمشق وفي طهران، فلم تحقق مبادرته نجاحًا يذكر، وتزايد التدخل المذهبي في معركة القصير وما بعد القصير، واتجه النظام إلى مزيد من القتل متمسكًا بالحل الأمني الذي ابتدأه منذ أكثر من عامين، ففرض على المواطن والوطن الدم أنهرًا.
مصر دولة مركزية في القرارات العربية، ودولة مركزية في الشرق الأوسط، ومن أهداف ثورة يناير المجيدة كان استعادة الدور المصري عربيًا وإقليميًا وإفريقيًا، وبعد أن فرَّط حسني مبارك بهذا الدور، ومن ثمة لا يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يبقى في المنطقة الرمادية في المشكلة السورية، لأن مصر مشغولة بقضاياها الداخلية العديدة. من صفات القائد الحكمة والصبر، ولقد كان محمد مرسي صابرًا وحكيمًا، وقد وصفنا صبره مرة بصبر أيوب لكثرة تحمله إيذاء المعارضة، وسفلة الإعلام، وهو حكيم حكمة الشجاع المتوكل على الله الذي لا يقطع شعرة معاوية مع الآخرين، ولكنه حين يطفح الكيل، ويبلغ السيل الزبى، يحسم الأمر، ويركب الصعاب ويأخذ بنصائح العلماء، وهذه هي دوافع قراره الحكيم.
الحكمة في القرار أن تكون مع الله أولًا لا تبتغي به سلطة ولا جاهًا، ثم أن تكون مع الشعب وحقوقه فتنتصر لمظلمته كما انتصر الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته من قبل، ثم أن تكون مع الأمة، ومع ضميرها المتحدث نيابة عنها وأعني العلماء من أهل الثقة والإصلاح ثالثًا، ولا تجتمع الأمة وعلماؤها على ضلال أو فساد أبدًا.
مصر الآن لا تعيش أفضل حالاتها، بسبب الإرباك الذي تقوم عليه الثورة المضادة، وأعوانها في الخارج والداخل، ولكن مصر الآن تملك حرية قرارها، ولديها رئيس منتخب، يعبر عن ضميرها وعن ضمير الأمة أيضًا، ولا يتخلف عن الواجب حين يجب أداؤه، وهو يمقت الطائفية والمذهبية ويعمل ضد شرذمة الأمة واستنزافها، ومن ثمة كان قراره حازمًا وحاسمًا، حيث أراح الشعب السوري والمصري، وشعوب الأمة العربية والإسلامية، وأغضب الطائفية والانتهازيين.
مرسي يعرف ماذا تعني مصر للأمة، ويعرف أيضًا ماذا تعني سوريا لمصر وللأمة، ولقد نوه إلى التاريخ، حيث عزت الأمة بمصر والشام معًا، وتدمير الشام بيد حاكمه، أو بيد طائفية هو إضعاف لمصر نفسها، وإذلال للأمة، ومن ثمة تحرك مرسي بقراره مع حكمة التاريخ ومفهومه لاستنقاذ الشام من الدمار، وحماية الشعب من نزيف الدم الذي يجري أنهارًا، والعالم يتفرج بلا مبالاة.
يوسف رزقة
طفح الكيل، وبلغ السيل الزبى، ولم يعد في القوس منزع، عبارات عربية موروثة تفسر القرار الذي اتخذه محمد مرسي رئيس مصر بشأن قطع العلاقات مع النظام السوري، وإغلاق السفارات، ثم الدعوة إلى قمة عربية طارئة. لقد سبق أن احتفظ مرسي بالسفير وبالسفارة المصرية في دمشق يوم قطعت دول مجلس التعاون الخليجي علاقاتها مع النظام، وقدم مبادرة مصرية لحل المشكلة السورية سياسيًا، وأشرك في المبادرة إيران باعتبار نفوذها في سوريا وإمكانية أن تكون جزءًا من الحل.
ما قدمة مرسي من مواقف ومبادرة فهم خطأ في دمشق وفي طهران، فلم تحقق مبادرته نجاحًا يذكر، وتزايد التدخل المذهبي في معركة القصير وما بعد القصير، واتجه النظام إلى مزيد من القتل متمسكًا بالحل الأمني الذي ابتدأه منذ أكثر من عامين، ففرض على المواطن والوطن الدم أنهرًا.
مصر دولة مركزية في القرارات العربية، ودولة مركزية في الشرق الأوسط، ومن أهداف ثورة يناير المجيدة كان استعادة الدور المصري عربيًا وإقليميًا وإفريقيًا، وبعد أن فرَّط حسني مبارك بهذا الدور، ومن ثمة لا يستطيع الرئيس محمد مرسي أن يبقى في المنطقة الرمادية في المشكلة السورية، لأن مصر مشغولة بقضاياها الداخلية العديدة. من صفات القائد الحكمة والصبر، ولقد كان محمد مرسي صابرًا وحكيمًا، وقد وصفنا صبره مرة بصبر أيوب لكثرة تحمله إيذاء المعارضة، وسفلة الإعلام، وهو حكيم حكمة الشجاع المتوكل على الله الذي لا يقطع شعرة معاوية مع الآخرين، ولكنه حين يطفح الكيل، ويبلغ السيل الزبى، يحسم الأمر، ويركب الصعاب ويأخذ بنصائح العلماء، وهذه هي دوافع قراره الحكيم.
الحكمة في القرار أن تكون مع الله أولًا لا تبتغي به سلطة ولا جاهًا، ثم أن تكون مع الشعب وحقوقه فتنتصر لمظلمته كما انتصر الرسول صلي الله عليه وسلم وصحابته من قبل، ثم أن تكون مع الأمة، ومع ضميرها المتحدث نيابة عنها وأعني العلماء من أهل الثقة والإصلاح ثالثًا، ولا تجتمع الأمة وعلماؤها على ضلال أو فساد أبدًا.
مصر الآن لا تعيش أفضل حالاتها، بسبب الإرباك الذي تقوم عليه الثورة المضادة، وأعوانها في الخارج والداخل، ولكن مصر الآن تملك حرية قرارها، ولديها رئيس منتخب، يعبر عن ضميرها وعن ضمير الأمة أيضًا، ولا يتخلف عن الواجب حين يجب أداؤه، وهو يمقت الطائفية والمذهبية ويعمل ضد شرذمة الأمة واستنزافها، ومن ثمة كان قراره حازمًا وحاسمًا، حيث أراح الشعب السوري والمصري، وشعوب الأمة العربية والإسلامية، وأغضب الطائفية والانتهازيين.
مرسي يعرف ماذا تعني مصر للأمة، ويعرف أيضًا ماذا تعني سوريا لمصر وللأمة، ولقد نوه إلى التاريخ، حيث عزت الأمة بمصر والشام معًا، وتدمير الشام بيد حاكمه، أو بيد طائفية هو إضعاف لمصر نفسها، وإذلال للأمة، ومن ثمة تحرك مرسي بقراره مع حكمة التاريخ ومفهومه لاستنقاذ الشام من الدمار، وحماية الشعب من نزيف الدم الذي يجري أنهارًا، والعالم يتفرج بلا مبالاة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية