عائلة اشتية تدفع ثمن انتمائها من حرية أبنائها
باعتقال صهيب اشتية (18 عاما) على يد قوة إسرائيلية خاصة قبل أيام، يكون جميع أبناء المواطن عاكف اشتية قد غيّبوا خلف القضبان موزعين بين سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وتدفع عائلة اشتية في بلدة سالم شرق نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، ثمن انتمائها لقضيتها سنوات من حرية أبنائها، وأكبرهم مصعب (30 عاما) الذي يقبع حاليا في سجن أريحا.
واعتقل مصعب ثلاث مرات لدى الاحتلال وأمضى نحو 4 سنوات، قبل أن تبدأ رحلة المطاردة في نيسان/ أبريل 2021 على خلفية نشاطه المقاوم في صفوف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، لينضم إلى المقاومين المطاردين بالبلدة القديمة ويصبح أحد قادة مجموعات "عرين الأسود".
نجا مصعب من عدة محاولات لاعتقاله واغتياله، لكنه اعتقل بكمين نصبته له أجهزة السلطة بأحد شوارع مدينة نابلس في التاسع عشر من أيلول/ سبتمبر الماضي، وما زال رهن الاعتقال رغم صدور قرار قضائي بالإفراج عنه.
أما شقيقه أنس، فاعتقل في حزيران/ يونيو 2021 ولا زال موقوفا، فيما أعيد اعتقال شقيقه خالد قبل ثلاثة أشهر بعد وقت قصير من الإفراج عنه من اعتقاله السابق.
وعن اعتقال أصغر أبنائه، صهيب يقول الوالد عاكف اشتية لوكالة "صفا" إن قوة كبيرة من المستعربين وصلت بمركبتين مدنيتين إلى معرض الأجهزة الخلوية الذي يملكه ابنه مصعب في البلدة، مستغلين انشغال أهالي البلدة بقطف الزيتون.
ويوضح أن أفراد القوة تظاهروا بأنهم زبائن يريدون شراء أجهزة خلوية، ثم قاموا بتقييد صهيب واعتقاله والاستيلاء على جميع الأجهزة الخلوية داخل المعرض.
ويشير إلى أنه وصل إلى المعرض لكن بعد انسحاب القوة الخاصة، واتصل على هاتف ابنه صهيب عدة مرات دون رد، قبل أن يجيبه ضابط المنطقة المدعو "رامز" والذي أخبره أن ابنه سيخضع للتحقيق وإذا لم يثبت عليه شيء فسيطلق سراحه.
ويقول "حاول الضابط الضغط عليّ نفسياً من خلال تذكيري بأن أبنائي الأربعة أصبحوا قيد الاعتقال الآن، لكنه لم يحصل على مراده، وتركته يتحدث ثم قطعت عليه الاتصال".
ويعتبر أبو مصعب اعتقال ابنه صهيب وإفراغ المعرض من الأجهزة محاولة لإجبارهم على إغلاق المعرض سعيا للتضييق على العائلة ماديا وممارسة ضغط معنوي عليها.
ويضيف "بعد اعتقال مصعب، كان هناك محاولات من السلطة لإغلاق المعرض، لكننا قررنا إبقاء المعرض مفتوحا بأي شكل من الأشكال".
ويوضح أن ابنه أنس الموقوف منذ اعتقاله قبل عام ونصف طلبت له النيابة 15 سنة سجنًا، بينما ابنه خالد كانت له قبل أيام جلسة محكمة وطلبت له النيابة 17 شهرا.
ويؤكد أن أكثر ما يؤلمه بين اعتقال أبنائه الأربعة هو اعتقال مصعب عند السلطة، ويقول: "هو مطلوب للاحتلال وليس للسلطة، رغم أن السلطة تدعي أن عليه قضية لتبرير استمرارها باعتقاله".
ويضيف أن السلطة عملت على امتصاص غضب الشارع وادعت أنها ستطلق سراحه خلال أيام، لكنها لم تفِ بوعدها حتى الآن.
ويتابع "بعد صدور قرار الإفراج انتظرنا تنفيذ القرار، لكن أبلغنا مسؤول بالأجهزة ليلا أنهم لن يفرجوا عنه، وعندما قلت له أن هناك قرار من المحكمة، قال لي اذهب وراجع المحكمة".
ولم تتوقف المضايقات للعائلة منذ مطاردة مصعب، وداهمت قوات الاحتلال منزلهم عدة مرات، وفي إحدى المرات تم طرد أبو مصعب من بيته ليلا وطلبوا منه أن لا يعود قبل تسليم مصعب.
كما داهمت المنزل بشكل مباغت قبيل موعد الإفطار في رمضان، واعتقلت أبو مصعب ونقلته إلى معسكر حوارة دون تقديم أي طعام له، ثم تركوه بعد منتصف الليل ليعود إلى بيته مشيا على الأقدام.
وفي إطار الضغط عليه، تم إلغاء تصريح الزيارة لأبنائه في السجون، كما تلقى العديد من الاتصالات الهاتفية من ضابط المنطقة للضغط عليه لتسليم مصعب.
ويقول "في آخر مرة قال لي الضابط أن المهلة انتهت وأنه لن يقبل مني تسليمه لأنه مطلوب للتصفية".
ورغم ما مرت به العائلة منذ عام ونصف، يبدي أبو مصعب قدرا كبيرا من التحدي، دون أن ينكر الآثار النفسية لخلو البيت من الأبناء.
ويختم حديثه "الحمد لله رب العالمين، والإنسان المؤمن وصاحب المبدأ ومن يحمل ثقة حقيقية بربه، لا يؤثر فيه اعتقال أو إبعاد".
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية