عام على صفقة التبادل.. الأسرى الفلسطينيون إلى أين؟
بقلم المحرر حسام بدران
عام كامل مر على تنفيذ صفقة تبادل الاسرى بين حركة حماس والاحتلال الصهيوني والتي بموجبها تحررت انا واخواني من سجون الظلم والقهر.تلك الصفقة المعروفة باسم وفاء الاحرار.
احداث كثيرة حدثت على المستوى الشخصي وتطورات عديدة توالت على المستوى المحلي والاقليمي.وحدهم الاسرى الفلسطينيون بقوا في اماكنهم تتلون اشكال معاناتهم وتتنوع همومهم وتكبر مصيبتهم يوما بعد يوم.وهو رغم صبرهم وثباتهم وايمانهم الا ان لسان حالهم يقول : الى متى ؟متى يأتي الفرج ومتى تفتح هذه الابواب المغلقة علينا ليل نهار.ومتى يتحرك الشعب وتنتفض الامة من اجل خلاصنا وحريتنا.أسئلة كثيرة مشروعة وستبقى مفتوحة امام الجميع الى ان يأتي الجواب الحاسم والقاطع.
لا يعقل أن نطالب الاسرى بالصبر والثبات وانتظار المستقبل دون وجود خطة واقعية لتحريرهم ,فمسيرة صفقات التبادل عبر تاريخ الحركة الاسيرة لا تبشر بخير ,يكفينا ان نذكر بان آخر صفقة ناجحة قبل وفاء الاحرار كانت في العام 1985 أي قبل اكثر من ربع قرن على تحررنا في العام الماضي وهي فترة طويلة لا تتناسب مع تضحيات الاسرى ولا تتناغم مع مقاومتهم وجهادهم دفاعا عن شعبهم وامتهم.
تحرير الاسرى هو الهدف الذي ينبغي ان يعمل من اجله الجميع دون استثناء وكلما كان الموقع الذي يشغله احدنا اكبر كلما زادت الامانة في عنقه نحو الاسرى.
نحن لا نريد من احد على المستوى الرسمي او على صعيد المقاومة والفصائل ان يتحرك في اطار ادارة ملف الاسرى ولا يكفي ان يكون هذا هو السقف الذي نعمل تحته.المطلوب حاليا هو انهاء ملف الاسرى وذلك لا يكون الا بتحريرهم من سجون الاحتلال وطريق ذلك معروف ومجرب وهو صفقات التبادل التي ترغم العدو على اطلاق سراح الاسرى خاصة اصحاب المؤبدات والاحكام العالية.
اما محاولة تحسين ظروف الحياة اليومية للاسرى ورعاية عائلاتهم فهو امر مطلوب وضروري لكنه لا يعطي الحق للفصائل التي تقوم بهذا الامر بأن تشعر بالراحة التامة وكأنها قد أدت ما عليها تجاه الاسرى.
كما ان الاكتفاء بتحميل الاحتلال مسؤولية حياة الاسرى او التهديد بعمليات خطف للجنود هو أمر غير كاف ولا يغير من الواقع شيئا.
لن تحل قضية الاسرى الا من خلال عمل جماعي منظم ضمن خطة معدة مسبقا وتكون الخيارات فيها مفتوحة وواسعة تتجاوز الحسابات الصغيرة هنا وهناك.وترتقي فوق المصالح السياسية المحدودة ويكون الاستعداد فيها كبيرا لدفع ثمن القرار الجريء.
وهذا يستلزم تخصيص الامكانيات والطاقات اللازمة لتنفيذ هذه الخطة.والفشل مرة لا يدفع الى اليأس ولا يغير القرار بل يعطي مزيدا من الدافعية للوصول الى نجاح حقيقي ملموس وهو أمر مقدور عليه اذا وجد العزم والاصرار.
وفي رأيي ان القيادات الفلسطينية على مختلف مواقعها هي المسؤولة اولا عن تحرير الاسرى ولها ان تضع مدة زمنية محددة للوصول الى شيء عملي في هذه القضية.فان عجزت عن ذلك فالأولى بها ان تترك مواقعها لغيرها.فلعل الله ان يكتب ذلك الخير على أيدي رجال آخرين. وليكن هذا احد معايير التنافس بين الجميع
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية