عامان على الربيع العربي..وجهان للمشهد الميداني
د. حسن أبو حشيش
لايسعُنا نحن في فلسطين إلا أن نبقى مشدودين لتطورات الأوضاع في العالم العربي وخاصة الدول التي شهدت ثورات( تونس، مصر، ليبيا، اليمن ) وذلك لما يمكن أن ينعكس علينا سلبا أو إيجابا. الثورة العربية الجديدة أزالت رؤساء وزعماء ولكنها مازالت تصارع جذور السنين وآثار التاريخ والهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الثوري قبل عامين... الشعوب تُعاقب من أطراف عديدة على فعلتها وقرارها وجرأتها في التغيير.
المشهد غريب رغم أنه معروف ومتوقع، فأهل المصالح في الداخل والخارج لا يمكن لهم الاستسلام بسهولة.فمحاولات الانتقام، واسترجاع الماضي،وتعطيل الحياة، وإشعار الناس بخطئهم...مستمرة ولا تتوقف.
إننا نتابع بدقة مجريات الأمور في كل الدول ولكننا أكثر تركيزا واهتماما في دولة الجيران، وأم الدنيا، وخير أجناد الأرض، مصر العروبة،قاهرة المعز، التي إذا عزت عز العالم العربي والإسلامي، والتي لم يتجرأ علينا الاحتلال إلا في غياب دورها ومكانتها...نرقب عن كثب والألسنة تدعو، والقلوب تضطرب، والمشاعر تتحرك... بأن يحفظ الله مصر وشعبها وثورتها، وتتقدم ويستقر هذا الشعب الذي طالما عانى ومازال في كل شيء.
المراقب للمشهد يجد أنه يتجه إلى اتجاهين غاية في التنافر، وحدة في الاختلاف، وهذا بفعل الثورات المُضادة التي تُنفق لتأليب الناس، واستغلال حاجاتهم لشراء مواقفهم، وتسخير سلوكياتهم.
الأول يقضي جُل وقته في الفضائيات يشوه ويسب ويلعن ويحرض وينشر اليأس والفرقة، ويترجم ذلك باعتصامات ومسيرات وعنف وقتل وحرق وتعطيل...ويُتوج الأمر برفض الآخر ويرفض الحوار...والمشاهد لهذا المشهد ومكوناته وهو لا يعلم بالحقيقة يشعر أنه الأغلبية الساحقة، الواقع يقول عكس ذلك تماما.
والثاني آثر الاستمرار في البناء،والمُساهمة في بناء مؤسسات الدولة،فشارك في الاستفتاء الأول، ثم انتخابات البرلمان بغرفتيه، ثم الانتخابات الرئاسية،ثم في وضع الدستور والتصويت عليه، ثم في جلسات الحوار، ثم في مشاريع الخير وتقديم الخدمة في الحارات والأزقة والمدن والقرى...صحيح صوته أقل في الفضائيات، ولا ينزل إلى الميادين إلا وفق رسائل محددة، لكنه يمثل الغالبية من الرأي العام.
الفريق الأول يخشى من صندوق الانتخابات لأنه سيكشف حجمه ووضعه الجماهيري، والثاني لا يخشى الصندوق ويؤمن بدوره. منذ أسبوعين خرج الطرف الأول للشوارع والميادين ومارس كل أصناف العنف، وأمس الجمعة خرج جزء بسيط من الفريق الثاني ومارس حقه بنظافة كاملة. المواطن العادي وهو الغالبية العظمى من الشعب المصري يراقب ويدرك أين تكمن الحقيقة، ورغم قوة الصخب والتضليل الإعلامي المُبرمج إلا أن وعي الجماهير أعلى وأكبر وأكثر تحصينا.وغدا ستعاقب الجماهير كل من عطل حياته.
ما يحدث بعد عامين ديمقراطية أمر طبيعي رغم صعوبته، فالثورة لها استحقاقها، وعليها ضريبة التغيير...ولكن الإرادة والحزم ووضوح الرؤية والعمل والوعي أدوات للانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ووسائل للنجاح.
د. حسن أبو حشيش
لايسعُنا نحن في فلسطين إلا أن نبقى مشدودين لتطورات الأوضاع في العالم العربي وخاصة الدول التي شهدت ثورات( تونس، مصر، ليبيا، اليمن ) وذلك لما يمكن أن ينعكس علينا سلبا أو إيجابا. الثورة العربية الجديدة أزالت رؤساء وزعماء ولكنها مازالت تصارع جذور السنين وآثار التاريخ والهزات الارتدادية التي أعقبت الزلزال الثوري قبل عامين... الشعوب تُعاقب من أطراف عديدة على فعلتها وقرارها وجرأتها في التغيير.
المشهد غريب رغم أنه معروف ومتوقع، فأهل المصالح في الداخل والخارج لا يمكن لهم الاستسلام بسهولة.فمحاولات الانتقام، واسترجاع الماضي،وتعطيل الحياة، وإشعار الناس بخطئهم...مستمرة ولا تتوقف.
إننا نتابع بدقة مجريات الأمور في كل الدول ولكننا أكثر تركيزا واهتماما في دولة الجيران، وأم الدنيا، وخير أجناد الأرض، مصر العروبة،قاهرة المعز، التي إذا عزت عز العالم العربي والإسلامي، والتي لم يتجرأ علينا الاحتلال إلا في غياب دورها ومكانتها...نرقب عن كثب والألسنة تدعو، والقلوب تضطرب، والمشاعر تتحرك... بأن يحفظ الله مصر وشعبها وثورتها، وتتقدم ويستقر هذا الشعب الذي طالما عانى ومازال في كل شيء.
المراقب للمشهد يجد أنه يتجه إلى اتجاهين غاية في التنافر، وحدة في الاختلاف، وهذا بفعل الثورات المُضادة التي تُنفق لتأليب الناس، واستغلال حاجاتهم لشراء مواقفهم، وتسخير سلوكياتهم.
الأول يقضي جُل وقته في الفضائيات يشوه ويسب ويلعن ويحرض وينشر اليأس والفرقة، ويترجم ذلك باعتصامات ومسيرات وعنف وقتل وحرق وتعطيل...ويُتوج الأمر برفض الآخر ويرفض الحوار...والمشاهد لهذا المشهد ومكوناته وهو لا يعلم بالحقيقة يشعر أنه الأغلبية الساحقة، الواقع يقول عكس ذلك تماما.
والثاني آثر الاستمرار في البناء،والمُساهمة في بناء مؤسسات الدولة،فشارك في الاستفتاء الأول، ثم انتخابات البرلمان بغرفتيه، ثم الانتخابات الرئاسية،ثم في وضع الدستور والتصويت عليه، ثم في جلسات الحوار، ثم في مشاريع الخير وتقديم الخدمة في الحارات والأزقة والمدن والقرى...صحيح صوته أقل في الفضائيات، ولا ينزل إلى الميادين إلا وفق رسائل محددة، لكنه يمثل الغالبية من الرأي العام.
الفريق الأول يخشى من صندوق الانتخابات لأنه سيكشف حجمه ووضعه الجماهيري، والثاني لا يخشى الصندوق ويؤمن بدوره. منذ أسبوعين خرج الطرف الأول للشوارع والميادين ومارس كل أصناف العنف، وأمس الجمعة خرج جزء بسيط من الفريق الثاني ومارس حقه بنظافة كاملة. المواطن العادي وهو الغالبية العظمى من الشعب المصري يراقب ويدرك أين تكمن الحقيقة، ورغم قوة الصخب والتضليل الإعلامي المُبرمج إلا أن وعي الجماهير أعلى وأكبر وأكثر تحصينا.وغدا ستعاقب الجماهير كل من عطل حياته.
ما يحدث بعد عامين ديمقراطية أمر طبيعي رغم صعوبته، فالثورة لها استحقاقها، وعليها ضريبة التغيير...ولكن الإرادة والحزم ووضوح الرؤية والعمل والوعي أدوات للانتقال من مرحلة إلى مرحلة، ووسائل للنجاح.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية