عباس زار مصر فأُغلق معبر رفح؟!...بقلم : إبراهيم المدهون

الثلاثاء 07 يونيو 2011

عباس زار مصر فأُغلق معبر رفح؟!

كتب إبراهيم المدهون

استبشر أهالي غزة قبل أيام خيراً بتسهيلاتٍ جديدة قدمتها مصر لحركة المرور عبر معبر رفح، جاءت هذه التسهيلات كترجمة حقيقية للواقع المصري الجديد بعد الثورة، في حينه لم أبالغ في الفرح فهذه الخطوة غير كافية، واعتبرتها في الاتجاه الصحيح، ونوع من أنواع التخفيف عن سكان قطاع غزة، فدور مصر المأمول أكبر بكثير من إجراءات تسهيلية على معبر رفح الحدودي، فالفلسطينيين ينتظرون من مصر خطوات تقوم على مبدأ فك الحصار ورفع المعاناة عن قرابة المليوني فلسطيني مُحاطين بالبَحر والعدو الإسرائيلي ومعبر رفح هو المتنفس الوحيد للشعب الفلسطيني بعيداً عن رقابة الاحتلال.

والشعب والحكومة في غزة يعتبرون مصر بوابة للمرور للعالم ولا نية للارتماء بالحضن المصري كما يروج بعض الساسة هنا وهناك، وإن كان لا عيب أن تتحمل مصر جزء كبير من دعم صمود شعبنا، فنحن أُمه عربية واحدة، ولا يفصلنا إلا سلك شائك وضعه الفرنسي والانجليزي بسايكس بيكو. أما دون ذلك فقضيتنا وآمالنا واحدة ونصرنا واحد، وليس عيباً أن نطالب بالدور التاريخي لمصر والتي أقله رفع الحصار عن قطاع غزة والمشاركة في إعادة بناء القوة الفلسطينية المدنية والعسكرية، ولا نخجل أننا نريد من إخوتنا العرب أن يساعدونا لنحمي أرضنا من أي عدوان إسرائيلي قادم.

أكبر خطايا النظام المصري السابق قبل الثورة التنسيق مع الاحتلال الإسرائيلي والارتماء في أحضانه ومعاداة غزة سياسياً وأمنياً، والمشاركة في الحصار لدرجة المشاركة في بناء الجدار الفولاذي للإطباق على نفس غزة، ومنع المرضى والطلاب من مغادرة القطاع وتشجيع الحرب على غزة، وتعقيد سفر أهالي القطاع في فترات ومنعه بالكلية في أخرى.

الأمر اختلف فالسيد مبارك دفع ثمن حصاره لغزة بثورة أذاقته ضعف الحياة من شعب مصري فاجأ العالم وأذهله أجمع بوعيه وصبره وحكمته وسياسته وانتمائه، هذا الشعب إلى الآن مستعد أن يكمل الطريق ليرفع المعاناة عن المظلومين في غزة ويساعدهم بكل قوته وعظمته حتى يستعيد الحقوق، ولا ننكر أننا في غزة مستبشرين بالشعب المصري خيراً وممتنين له ومرحبين بروحه العظيمة التي ننتظرها حتى يتم رفع الحصار الكامل عن قطاع غزة ليصبح نواةً لتحرير فلسطين.

التسهيلات المصرية ليست الغاية ولا المطمع وغير كافية لرفع الحصار وإنهاء المعاناة عن شعب غزة، ومع ذلك جاءت كخطوة سياسية هامة بتوقيت صحيح كرد واضح على خطابي نتنياهو وأوباما في الولايات المتحدة، والذين رفضوا المصالحة وأكدوا على عزل حماس، مما اعتُبر في حينه أن الثورة المصرية ترسم خارطةً سياسيةً جديدة، وأن القيادة المصرية تستجيب لإرادة ميدان التحرير العظيمة.

إن التراجع عن التسهيلات بهذه السرعة وبعد الاستنكار الإسرائيلي الواسع لفتح المعبر يُلقي في قلوبنا خيفة على الثورة المصرية ويضع علامات التعجب من سلوك القيادة الجديد وهل هناك تغيير جوهري في سياسة مصر تجاه القضية الفلسطينية أم أنه مجرد تسكين للمطالب الشعبية القوية في قضية خنق قطاع غزة؟

وما علاقة زيارة السيد محمود عباس رئيس السلطة لمصر والتقائه بالسيد طنطاوي قبل يوم واحد من التراجع المصري عن التسهيلات؟ وهل عباس تراجع عن دعم المصالحة بعد تلويح اوباما وتخيير نتنياهو للاختيار ما بين إسرائيل وحماس؟ وهل هي إجابة السيد محمود عباس؟ إن كانت قراءتنا خاطئة لماذا لم يرحب عباس بفتح المعبر ولم يطالب بفتحه من البداية أصلاً؟ وما هو موقفه الآن من تراجع القيادة المصرية بعد زيارته؟...
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية