عباس والكرم العربي الأصيل ... بقلم : م. أحمد أبو العمرين

الأحد 02 يونيو 2013

عباس والكرم العربي الأصيل

بقلم : م. أحمد أبو العمرين

قرأتُ للدكتور محمد صيام -الرئيس السابق للجامعة الإسلامية- قصةً يقول أنهم كانوا يتناقلونها أيام الهجرة 1948 وهي أن العصابات الصهيونية أَسَرت مجموعةً من الفلسطينيين في إحدى القرى واقتادوهم في سياراتهم العسكرية، وفي الطريق تعطّلت إحدى هذه المركبات العسكرية وبداخلها الأسرى الفلسطينيون والجنود وغاصت إطاراتها في رمال فلسطين، فأنزلوهم جميعهم، ثم عندما وجدوا أن المركبة بحاجة لدفعة قوية طلبوا من الأسرى الفلسطينيين مساعدتهم في دفعها، فانطلقوا بسخاء لدفع السيارة -كما يقول الراوي- وبعد أن أخرجوها من الرمال ما كان من الجندي الذي يقودها إلا أن استدار بالسيارة ودَهَس بها هؤلاء الأسرى المساكين.. أو قل المغفّلين!

أستحضر اليوم بعد أكثر من 65 عاماً هذه القصة المأساوية -ليس بنهايتها الدامية ولكن بالوضع النفسي الانهزامي الذي كان يعيشه الكثيرون من أبناء شعبنا وحسن ظنهم بعدوهم الذي لا يرقب فيهم إلاًّ ولا ذمة-، أستحضرها اليوم ونحن نسمع تصريحات من يُفترض أنه رئيس الشعب الفلسطيني ويتفاخر بأنه تمكن من إعادة 96 جندياً إسرائيلياً بعد أن ضلّوا طريقهم بين المدن والقرى والفلسطينية معزّزين مكرّمين لأهلهم وذويهم - كما يقول- . وأتساءل في نفسي: هل سمع رئيسُنا بهذه القصة التي في صدر المقال؟؟ وهل علم أن هؤلاء الجنود إذا كان قد أعادهم "سالمين" فإنهم لن يعودوا "مُسالمين" بل سيعودون لممارسة دورهم الإجرامي في مهاجمة شعبنا وقرانا ومدننا بأعتى الأسلحة ويرتكبون أبشع المجازر؟!

هل علمتَ يا سيادة الرئيس أن من أعدتهم "معزّزين مكرّمين" سيعودن لك بدبابتهم وطائراتهم يقصفون شعبك الآمن وأطفاله الأبرياء ولن يعبؤوا بكرمك العربي الأصيل، ولا دبلوماسيتك المحنّكة؟! هذا فضلاً عن أن ذلك يتم في الوقت الذي يتضوّر فيه أسرانا جوعاً وعطشاً في إضراباتهم وتتضوّر أمهاتهم ألماً وحسرةً على فراقهم!

ما كان هذا يوماً كرماً عربياً ولا سياسةً محنّكة، بل هو محض الوَهْم والسراب الذي يتنازل عن كل شيء دون أن يحصل على أي شيء، إنه وَهْم من لا يعرف عدوه ومن لا يعرف تاريخه الذي يغرس معاني الشدة والقسوة والقوة تجاه عدوٍّ غاشم لا يرحم صغيراً ولا كبيراً.

أراد شيخنا الفاضل أن يعِظنا بقصته منذ سنواتٍ طويلة.. لكن يبدو أن سراب السلام وغمامة الوئام غطّت على من استقرّ في وعيه.. أن الذئب يمكنُ أن يتعايش مع الأغنام.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية