عباس ونظرية كي الوعي العربي ...بقلم :حسام الدجني

الإثنين 05 نوفمبر 2012

عباس ونظرية كي الوعي العربي

حسام الدجني

حتى نضع الأمور في نصابها فإن أول من أطلق الحرب على الوعي القومي العربي هو وزير الشؤون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية الجنرال موشيه يعلون، ومن ثم خرجت من رحم هذا التصريح نظرية كي الوعي العربي، أي حسم المعركة في أرض الإرادات والمعنويات قبل حسمها على الأرض.

بعيداً عن الأسباب التي رافقت خروج تلك النظرية، فإنها تنسجم وتتطابق مع تصريحات الرئيس محمود عباس للقناة الإسرائيلية الثانية، عندما سأل الصحفي الاسرائيلي الرئيس عباس السؤال التالي: هل تريد أن تعيش في بلدة صفد التي عشت بها طفولتك في منطقة الجليل، فرد عباس قائلاً: "لقد زرت صفد مرة من قبل لكنني أريد أن أرى صفد، من حقي أن أراها لا أن أعيش فيها".

وأضاف عباس: "فلسطين الآن في نظري هي حدود 67 و"القدس الشرقية" عاصمة لها، هذا هو (الوضع) الآن وإلى الأبد، هذه هي فلسطين في نظري، إنني لاجئ لكنني أعيش في رام الله، أعتقد أن الضفة الغربية وغزة هي فلسطين والأجزاء الأخرى هي إسرائيل". (انتهى الاقتباس).

وفي ضوء هذه التصريحات الخطيرة يتساءل المواطن عن أسباب تصريحات الرئيس عباس...؟ وانعكاساتها على قضية اللاجئين الفلسطينيين...؟ وتأثيرها على حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية...؟

لا يمكن تبرير تلك التصريحات، والمأمول أن يعتذر الرئيس عباس عنها ويسحبها فوراً فمن الممكن أن تكون تلك التصريحات قد سقطت سهواً، على الرغم من صعوبة هذا السيناريو كون من يتحدث هو رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلا أن اللاجئ الفلسطيني سيكون سعيدا جداً لو اعتذر الرئيس عن هذا، وتوقفت الماكينة الإعلامية الموالية للرئيس عباس عن تبرير تلك التصريحات، فهي واضحة وضوح الشمس وهي تسقط بشكل مباشر حق العودة، ولكن ما هي الأسباب التي دفعت الرئيس عباس لإسقاط حق العودة:

1- رسالة للمجتمع الاسرائيلي لتطمينه قبل الانتخابات المزمع عقدها في الثاني والعشرين من يناير من العام المقبل، بأن يختار قوى السلام في إسرائيل (إن وجدت) وأن يبتعد عن تحالف الليكود بيتنا.
2- رسالة للمجتمع الدولي لقبول فلسطين دولة غير عضو في الأمم المتحدة.
3- تقديم تنازل استراتيجي مقابل ضمان ديمومة واستمرارية بقاء السلطة الفلسطينية وأن يعمل المجتمع الدولي على إخراج السلطة من مأزقها السياسي والمالي.
4- تهيئة الرأي العام الفلسطيني والعربي بأن حق العودة سيكون لحدود الدولة الفلسطينية الوليدة على مساحة 22% من مساحة فلسطين التاريخية.

تلك التصريحات سيكون لها انعكاسات على قضية اللاجئين وخصوصاً أن البعض يريد حرفها في سياق الانقسام، واستثمار حالة الاستقطاب الحاد داخل الساحة الفلسطينية لتبرير تلك التصريحات وتمريرها، وبذلك إحداث كي للوعي العربي والفلسطيني فيما يتعلق بواقعية حق العودة، وهذه تشكل أكبر هدية لإسرائيل وحلفائها بالمنطقة، فلم يحدث في تاريخ القضية أن يتجرأ زعيم فلسطيني على قول ذلك، فحق العودة هو حق مقدس لكل فرد قامت إسرائيل بتهجيره من أرضه، ولا تفويض لأحد للحديث بذلك، حتى لو فاز بالانتخابات وامتلك الشرعية السياسية، لأن تلك الانتخابات لا تعبر عن كل الفلسطينيين فهناك ملايين من الفلسطينيين في الشتات يريدون العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية.

إن تصريحات الرئيس محمود عباس ستلقي بظلالها على مستقبل منظمة التحرير الفلسطينية وحقيقة تمثيلها للشعب الفلسطيني، وكذلك ما لم يخرج موقف فتحاوي رافض لكل التصريحات فستنعكس على شعبيتها، ففتح حركة تحرر وطني، ولا تقبل أن تقدم تنازلات مجانية استهزأ منها ليبرمان قبل أن يغضب منها الشعب الفلسطيني بكل قواه الحية ونخبه ولاجئيه.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية