عباس يدندن أغاني فيروز
د. فايز أبو شمالة
"في شهر آبْ يتخلّقُ السحابْ". هكذا يقول المثل المعروف في فلسطين، وهذا ما جعل السيد عباس، يدندن على مسامع السيد سلام فياض ـ وهو ينتظر مطر سياسته في شهر أيلول القادم ـ أغنية فيروز التي تقول كلماتها: ورقهُ الأصفر ـ شهر أيلول ـ تحت الشبابيك، ذكّرني فيك. رجع أيلول، وأنت بعيدْ بغيمة حزينة، قمرها وحيدْ، ليالي شتاء أيلول بتشبه عينيك، يا ريت الريح؛ إذا أنت نسيت حبيبي أول الخريف، وما جيت، ينساها الحور، وقمرها يغيب، وليلها يطول، ونبقي حبيبي، غريبة وغريب، أنا وأيلول.
إنه أيلول من هذا العام 2011، الموعد الذي لن ينساه الشعب الفلسطيني أبداً، بعد أن حدده السيد سلام فياض قبل عام ونصف كموعدٍ مقدسٍ لقيام الدولة الفلسطينية، وهو الموعد نفسه الذي ينتظره عباس لعرض القضية الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة!
ترى؛ هل كان تحديد الموعد في حينه يهدف إلى تعزيز منطق الانتظار، وتوالد الأمل في إمكانية تحقيق الدولة ضمن الحلول التفاوضية التي لا يرى لها عباس بديلاً؟ أم كان تحديد شهر أيلول موعداً، يقوم على ما توقعه كل من عباس وفياض من انهيار لدوله إسرائيل أمام الضغوط الدولية، وعدم قدرتها على مواجه "تسونامي" الاعتراف بالدولة الفلسطينية ضمن حدود 67، كما قال "أهود براك"، لينكسر التعنت الإسرائيلي مع خطاب "نتانياهو" القادم، والمعروف باسم "بار إيلان 2" أمام الكونجرس الأمريكي.
حتى شهر أيلول، لا يحق لأي فلسطيني أن يحلم بالمصالحة الفلسطينية، أو أن يتوقع نهاية الانقسام، حتى ولو خرج عشرات آلاف الشباب وصرخوا، وغنوا، وتمنوا، وهتفوا: "الشعب يريد إنهاء الانقسام". لأن أسباب الانقسام التي تتمثل في غياب برنامج سياسي فلسطيني يلتقي عليه الجميع ما زالت قائمة، ولاسيما أن برنامج الثنائي عباس فياض التفاوضي ما زال قائماً عبر تفاعلاته التي بنت آمالها على شهر أيلول القادم.
وماذا قبل أيلول من هذا العام؟ هل سيكتشف عباس وفياض أوهام المغامرة السياسية طويلة الأجل التي قطعاها في دهاليز المفاوضات، ليسبق عباس زمن الفشل، ويسعى إلى زيارة غزة، وإنهاء الانقسام؟ هل سينجح في ذلك؟ أم سينجح الأمريكيون في خلق أمالٍ جديدة، وتحديد زمن آخر أبعد مدى من شهر أيلول؟
ستتحقق المصالحة الفلسطينية إذا أيقن أنصار خط المفاوضات استحالة تحقيق أدنى مستوى من الحلم الفلسطيني دون مقاومة، وقتها تبدأ رحلة عودتهم إلى الوطن. ودندنة الوزراء أغنية فيروز: ويصير يبكّيني شهر أيلول، ويفوقني عليك يا حبيبي، ونبقي حبيبي، غريبة وغريب، أنا وأيلول
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية