عبد الرحمن هندية.. إرادة تتحدى الخنوع! .. بقلم : لمى خاطر

الثلاثاء 24 مايو 2011

عبد الرحمن هندية.. إرادة تتحدى الخنوع!

لمى خاطر


حتى لو اتهمنا بالعمل على إفساد أجواء المصالحة، فلن نمل من الكتابة عن الأسرى السياسيين في سجون السلطة والتذكير الدائم بهم، ليس فقط لأنهم نماذج فلسطينية مشرفة تستحق أن تفرد لكل منهم صفحات عزّ مطوّلة، بل لأن استمرار اعتقالهم حتى اللحظة وبعد مضي كل تلك الأيام على توقيع الاتفاق يعني أن المصالحة تسجل يومياً من مؤشرات الفشل ما يفوق بصمات النجاح الشكلية، فضلاً عن أنه يؤكد على أن فتح تريد أخذ ما يعنيها من المصالحة، والمماطلة في القضايا الإشكالية التي تتطلب حلاً جذرياً وعلى رأسها الاعتقالات والاستدعاءات للاستجواب في مقراتها الأمنية!

عبد الرحمن هندية؛ طالب جامعي من مدينة نابلس، وهو أسير سابق في سجون الاحتلال، وجّه له جهاز المخابرات في نابلس عدة استدعاءات، لكنه حزم أمره وقرر رفض الخضوع لهذه السياسة بالتزامن مع إطلاق مجموعة شبابية حملة على الفيسبوك تدعو لإسقاط الاستدعاءات وعدم التجاوب معها.

ولكن؛ ولأن الأجهزة الأمنية لا تستأسد إلا على الشرفاء من أبناء شعبها فقد أرادت بدورها الانتصار (لكرامتها) فبدأت بملاحقة عبد الرحمن وتهديد شقيقه باعتقاله بدلاً منه إن لم يسلم نفسه، ثم داهمت منزله واعتقلته أول أمس، وحرمته من تقديم امتحاناته النهائية، علماً بأن هذه سياسة متعمدة دأبت عليها أجهزة فتح في الضفة منذ سنوات، فإما أن تعتقل بعض الطلاب قبل الامتحانات النهائية أو خلالها لكي تبتزهم، أو تعتقل آخرين في منتصف الفصل الدراسي فتضيع عليهم تعبهم ووقتهم وتحرمهم من الاستقرار والقدرة على مواصلة مشوارهم الأكاديمي!

والآن، ونحن نسجل تضامننا مع المختطف عبد الرحمن هندية وتقديرنا الكبير لموقفه المشرّف الذي بادر إليه منفرداً ودون غطاء أو حصانة، لن نوجه نداء التدخل لأي من قادة فتح أو ممثليها في حوارات المصالحة، فهؤلاء كما قلنا بداية لا يعنيهم من المصالحة إلا حكومة تجهز لانتخابات جديدة، لأنهم ببساطة سقطوا في اختبار المصالحة الأهم، أو أنه ثبت بأن أجهزة الأمن في الضفة تعمل بأوامر غير فلسطينية، وليست مستعدة لأن تضحي بالتزاماتها الحديدية تجاه الاحتلال، ولا معنية بالسماح بتغيير المعادلة في الضفة والتي ظلت حماس بناء عليها محظورة ومستباحة طيلة الأربع سنوات الفائتة.

نداء التدخل هذه المرّة نوجهه لقيادات حماس في الضفة على اختلاف مواقعهم من نواب ودعاة وأكاديميين وشخصيات اعتبارية، فها هم أبناؤكم يدفعون أثماناً كبيرة حتى بعد توقيع الاتفاق، فما بالكم لو فشلت المصالحة أو واجهت مأزقاً أبقاها رهينة جلسات حوار ماراثونية؟! هل سيبقى المعتقلون السياسيون أسرى الرهان على المجهول، وهل سيبقى عبد الرحمن هندية ومهند الهيموني ومصعب حميدات وغيرهم ممن رفضوا الخضوع للاستدعاء وحيدين في معركة الإرادة التي قرروا خوضها؟ أم ستكونون إلى جانبهم، تشدون من أزرهم وتنافحون عن حقهم بالعيش الكريم؟

لا يتطلب الأمر جهداً وعناءً كبيرين وفق ما نرى، إذ تكفي الدعوة لاعتصامات مفتوحة وحراك شعبي سلمي تضامناً مع المعتقلين ورافضي الاستدعاءات، ويكفي أن يشعر المعتقلون وذووهم أن الجمهور بقادته وأفراده معهم بالفعل لا بالكلام، وأن تدرك الأجهزة الأمنية ومن يوجهها أن النزوع للكرامة والحرية وكسر حاجز الخوف لم يعد يقتصر على عناصر معينة، بل صار حالة عامة تتحدث عن نفسها، وتعرف كيف تحصّل حقوقها. وإلا فعلى الجميع أن ينتظر ويتوقع أعواماً جديدة من القهر والظلم والمذلة!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية