عبد الكريم الحلو ...أبو خطاب
ورحل فارس الرباط
المكتب الإعلامي- خاص
لسنا نطري الشهداء أو نمدحهم , ولا نعلي من شأنهم شيئا , او ببيان كلامنا نكرمهم , فقد كرمهم الله أعلى تكريم ورفعهم في عليين ,ولو كتبنا عنهم الشيء القدير فلن نوفيهم حقهم , بعد ان قدموا أغلوا ما يملكون ونحن لا زلنا قعودنا في منازلنا .
فنحن والله كما قال خالد بن الوليد ,سنوات نساء, أو كما قال ,والشهداء يرتقون يوميا جماعات وفردانا .
أن الأشجان تفيض حزنا وألما على فراق الشهداء لتسطر لهم أروع الكلمات , وما حديثنا عنهم الا للعبرة والعظة لشباب هذه الأمة الغراء كي ينهجوا نهجهم ويسيروا على دربهم الذي رسمه المجاهد الأول ,سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
فإليك صفحات من حياته، ودرراً من كلماته لعل الله أن يوقظ بها قلوباً غافلة، ويصلح بها عقولاً عاطلة فتهب إلى الجهاد و تذود عن البلاد وتنقذ العباد من السفلة الأوغاد من جماعة دايتون العميلة أهل العمالة والدناءة، أو اليهود أهل الإفساد، و غيرهم من أهل الكفر والعناد .
مولده ونشأته
ولد شهيدنا المجاهد عبد الكريم أحمد عبد الكريم الحلو -أبو خطاب- شرق مدينة غزة في يوم 31-5-1983, فقد كان فلسطين على موعد لزفاف العريس الذي سار نحو امنيته الغالية بهمته العالية .
فتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس المدينة الحكومية , ليخرج بعدها الى حقل العمل ليساند عائلته في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه معظم العائلات الفلسطينية.
نشأ أبو الخطاب حياة اسلامية رفيعة في كنف عائلة متواضعة عرف عنها الالتزام الديني والخلقي ,وعشقها للجهاد والمقاومة ونصرة لأهل الحق حتى شب على حب المساجد واهل الخير وهل المروءة , فقد ترعرع في مسجد السلام في منطقة النزاز , ولأن المنية عاجلته فلم يتزوج قد مضى الى ما سأل ربه بصدق وشغف.
مسيرته الجهادية
انطلق أبو الخطاب كالأسد الجسور يثب وثبا نحو تحقيق أمنيته الغالية وهي الاستشهاد في سبيل الله , فقد شارك منذ نعومة أظافره في أحداث الانتفاضة الأولى من خلال رشق العدو الصهيوني بالحجارة وإلقاء الزجاجات الحارقة على الجنود الصهاينة المغتصبين , ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة الثانية , والتي شهدت انطلاق الشرارة للجناح العسكري للمقاومة الشعبية في فلسطين , كان شهيدنا المجاهد من أوائل الذين هبوا لنصرة دينهم وقضيتهم , من خلال الخروج برفقة أصدقائه إلى مناطق التماس مع العدو الصهيوني لرشقه بالحجارة ,فقد كانت صوره تتصدر الصحف والجرائد المحلية والعربية وهو يرشق جنود الاحتلال بحجارته .
فعرفته حينها نتساريم والمنطار ,ولتأكيد عشقه للجهاد والمقاومة وكرهه للصهاينة المغتصبين لأرضنا كان أبو الخطاب يواصل طريقه من المدرسة إلى مناطق التماس بدلا من المغادرة الى المنزل, وكان يخبر كل من حوله قائلا: " أنا اخرج يوميا حتى استشهد".
وعانى العدو وجنوده جراء وضع أبو الخطاب وإخوانه الزجاج المكسور في الشوارع والمسامير لتتعثر مسيرة القافلات الصهيونية ,فضلا عن مشاركته في حرق الإطارات لإشعال الانتفاضة مزيد من القوة والعنفوان .
والتحق عبد الكريم في صفوف مجاهدي الناصر صلاح الدين منذ عام 2004 شارك خلالها بالعديد من عمليات القصف والقنص ونصب الكمائن للعدو الصهيوني.
ويؤكد أصدقائه وزملائه المجاهدون أنهم كانوا يرون في عبد الكريم همة لا مثيل لها ,فقد كان يقدم الشاي والحلوى في كل ليلة رباط لرفاقه وإطلاق النكات وإدخال البهجة والسرور.
انشرح صدر الشهيد لذلك الجهاد المبارك فقام فيه بدور فعال، كما هي حاله في جميع ساحات الجهاد التي شارك فيها ..
راحل بلا موعد
وتقول والدته الصابرة والمحتسبة لله تعالى: لمراسل المكتب الإعلامي:" كان عبد الكريم شابا خلوقا مؤدبا فيه روح الدعابة والخفة فكل من يتحدث معه أو يعرفه يحبه , فلم يكن يتوانى أو يتأخر في تلبية أي طلب اطلبه منه , حتى في الأعمال المنزلية لا يقصر أو يتأخر".
وتستدرك نفسها قائلة:" أقول الله يرضى عليك يا "عبدة" هكذا كنا نلقبه , فهو كان حنونا جدا فكان في كل يوم يدخل علي ويقبلني وعند خروجه أدعو له بالرضي والتوفيق"".
واختمت أم رامي قولها :"احتسب عبد الكريم عند الله تعالى وأساله أن يتقبله ويغفر له ".
من ناحيته يقول والده :" ترك عبد الكريم الدراسة كي يساعدني في المحل وأيضا كان يساعدني في عمل القطايف في شهد رمضان وكان مطيعا ومحبوبا من الجميع".
ويقول أصدقائه للمكتب الإعلامي:" كان أبو الخطاب يسمو بأخلاقه ورقتها وكان يؤدي الصلوات المفروضة جميعها في أوقاتها ,فكان نعم الولد البار بوالديه وإخوانه وعطوفا على الجميع ,و امتازت علاقته معنا بحلاوة الروح وخفتها ,وهو السبَاق للجهاد والمقاومة ومقداما وكتوما حريصا على كتم أسرار جهاده وإخوانه ".
يوم الاستشهاد
في ليلة شديدة السواد وبتاريخ 2/1/2008م خرج عبد الكريم برفقه مجموعته المرابطة , في وقت كانت عقبان السماء تحلق وتطلق صواريخها على نقاط الرباط المتقدمة, حتى تسللت قوة خاصة صهيونية وأطلقت النار على المجاهدين ما أدى إلى استشهاد عبد الكريم , ويشهد رفاقه أن آخر ما قاله أبو الخطاب :" الله اكبر ولله الحمد" وردد الشهادتين أكثر من مرة في آخر أنفاسه .
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية