عضو مجلس شورى الإخوان المسلمين عام 1967م
عبد المجيد الحسيني يحكي عن خطاب الإخوان إبان النكسة
بعد 86 عامًا من العمر، قضاها في الأعمال الدعوية والسياسية والاجتماعية، كشف الدكتور عبد المجيد الزير الحسيني عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين في مدينة خليل الرحمن، عن الخطاب الإعلامي والسياسي الذي كانت توجهه الجماعة لأنصارها ولأبناء شعبنا الفلسطيني على أبواب نكسة عام 1967م، هذا الخطاب الذي كان يدعو إلى تثبيت الناس في أرضهم وعدم الهجرة والنزوح إلى خارج الوطن.
النشأة والعمل العام
ولد الدكتور عبد المجيد الزير الحسيني يوم (3-6-1928م)، قبل الحكم على عمه المجاهد عطا الزير بالإعدام من قبل البريطانيين، درس في مدرسة الفتح الإسلامية الابتدائية، بين عامي 1938م -1939م، وانتقل للدراسة في المدرسة الإبراهيمية الثانوية في القدس عام 1945م، وعمل مدرسًا بعد تخرجه منها، وانتقل إلى دراسة الطب في جامعة القاهرة، وتخرج من كلية الطب ليعود طبيبًا وموظفًا في وزارة الصحة الأردنية، وأصبح فيما بعد مديرًا عامًّا لصحة محافظة الخليل، ومن ثم رئيسًا لبلدية الخليل.
الدكتور الحسيني، عضو في المجلس الإسلامي الأعلى بفلسطين، وعضو ومؤسس للعشرات من الجمعيات والمؤسسات الخيرية في فلسطين، كان في مقدمتها الجمعية الخيرية الإسلامية في الخليل.
رحلته مع الإخوان
عن بدايات دخوله في الإخوان، يقول الدكتور الحسيني في حديث خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "كنا نصلي في مساجد الخليل، (المسجد الإبراهيمي والقزازين والسنية)، وكان الإخوان المسلمون في مصر يرسلون بعثات دعوية إلى فلسطين، وكان من بين العلماء الذين تربينا على خطبهم ودروسهم الشيخ عبد المعز عبد الستار، والشيخ الأمجد، والدكتور سعيد رمضان، صهر الإمام البنا والدكتور القرضاوي؛ حيث تأثرنا بخطبهم ودروسهم، وفكرهم الإخواني، لكن الخطب المؤثرة التي كانت سببًا في التزامي بالإخوان، هي خطب صهر الإمام البنا، الدكتور سعيد رمضان، في المسجد الأقصى بين عامي 1945م -1946م.
وتابع: "عندما ذهبت إلى القاهرة لدراسة الطب، اكتمل تكويني الإخواني، وبعد عودتي من الدراسة التزمت رسميًّا بجماعة الإخوان المسلمين مع ثلة من خيرة رجالات الخليل وعلمائهم، كان على رأسهم فضيلة الشيخ المرحوم شكري أبو رجب التميمي".
وحول النشاط الإخواني وتأسيس شعب الإخوان قال الدكتور الحسيني: "تأسست أول شعبة للإخوان المسلمين في محافظة الخليل عام 1947م، بقيادة الشيخ شكري أبو رجب التميمي، وكان لهذه الشعبة الأثر الكبير في تنشيط الأعمال الدعوية والثقافية والصحية، وكنا نعمل على تكوين الأسر الإخوانية التي ازداد عددها وانتشرت في مساجد المحافظة، وامتد نشاط شعبة الإخوان على الصعيد الصحي، حيث تم تأسيس عيادة للإخوان المسلمين ومستوصف يعالج الفقراء والمساكين مجانًا، ويعالج الناس العاديين بثمن زهيد.
وأضاف الدكتور الحسيني: "كنت أشارك بإلقاء محاضرات تثقيفية صحية في شعب الإخوان، وخلال المحاضرات نوجه الناس توجيهًا دعويًّا نحو الإسلام والإخوان والالتزام بالدين والأخلاق، وكان لتللك المحاضرات آثارها الكبيرة على جذب الكثيرين من أبناء شعبنا الفلسطيني للعمل الدعوي الإسلامي.
وأشار الدكتور الزير إلى أن المقرات وشعب الإخوان كانت ملتقى لكبار دعاة الإسلام والإخوان الذين نستدعيهم من العالم العربي، حيث يقومون بإلقاء المحاضرات الإسلامية والدعوية والسياسية التي كانت تبني الجيل وتجذر للصحوة الإسلامية.
خطاب وسطي
وعن أسباب إقبال الناس على دعوة الإخوان المسلمين، قال الدكتور الزير: فكر الإخوان فكرٌ وسطي، وكان الإخوان يرفضون العنف ويدعون الناس إلى الهدوء والفضيلة، لذلك أقبل الناس إلى الإخوان في خليل الرحمن بالمئات، وإلى الإخوان في فلسطين بالآلاف، كما كان من أهم الأسباب التي دفعت الناس إلى الإقبال على الإخوان، اهتمامهم بالقضية الفلسطينية ضمن مشروع الدعوة الإسلامية والبعد الإسلامي.
وحول طبيعة حركة الإخوان وعلاقاتها الداخلية والدعوية، أضاف الدكتور الحسيني أن الجماعة كانت تقوم على الشورى، والتفاهم والحوار، وكانت لقاءاتنا تتم وفق هذا النهج، وكنت ألتقي بالإخوة: الأستاذ المفكر يوسف العظم، والدكتور إبراهيم زيد الكيلاني، والمراقب العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد عبد الرحمن خليفه، رحمهم الله، وكنا نتشاور حول مستقبل العمل الإسلامي ومستقبل القضية الفلسطينية.
ويحكي الدكتور الحسيني عن ترشحه للبرلمان الأردني باسم الإخوان المسلمين فيقول: "لقد رشحت الجماعة اثنين للبرلمان الأردني، هما: أنا، والدكتور حافظ عبد النبي النتشة، وذلك عام 1962م، وقد فزت بالانتخابات لكنها زورت، ولم أتمكن من دخول البرلمان بسبب التزوير الذي أكد عليه كثيرون.
وقد عاش الدكتور الحسيني نحو 25 عامًا في صفوف جماعة الإخوان المسلمين انتخب خلالها عضوًا في مجلس الشورى العام، الذي كان يمثل كافة المناطق في فلسطين والأردن.
دور الإخوان عند النكسة
وعلى أبواب نكسة عام 1967م كان للإخوان المسلمين دور هام ومميز، يقول عنه الدكتورالحسيني: "لقد كنت عضوًا في هيئة الدفاع الوطني عام 1967م، وعندما أدركنا أننا على أبواب نكسة جديدة، ركزنا على خطاب وطني يدعو الناس إلى الثبات في وطنهم وعدم الهجرة والنزوح إلى خارج الوطن، حتى لا تتكرر نكبة عام 1948م، واستمر هذا الخطاب حتى بعد هزيمة عام 67م فعادت عائلات وأسر كثيرة إلى الضفة الغربية بعد أن نزحوا إلى الأردن، وكان ذلك بفضل الخطاب الإخواني".
عن المركز الفلسطيني للاعلام
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية