عشم إبليس في الجنة...بقلم : مصطفى الصواف

الأربعاء 15 فبراير 2012

عشم إبليس في الجنة

مصطفى الصواف
تحاول وسائل الإعلام على اتساعها وتوجهاتها الفكرية والسياسية تضخيم حالة الخلاف في الرأي في حركة حماس والتي لن تلغي ما اقره رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل من اتفاق في الدوحة، وحالة الخلاف هذه ظاهرة صحية وحدثت أكثر من مرة وليس الاختلاف على اتفاق الدوحة هو الأول، ولكن حركة حماس تحترم توقيعات قادتها ولا تتراجع عنها وإن ارتفع صوت الاختلاف فيها عاليا من أجل استخلاص العبر.

كنت في لقاء على فضائية ( BBC ) واستمعت خلال المقابلة إلى تقرير لمراسلتهم حول الخلاف في حركة حماس والذي صورة الحالة على أنها حالة من الانشقاق في حركة حماس بين الداخل والخارج وان هذه الحالة ستؤدي إلى انقسام حاد في الحركة، لم تكن هذه الوسيلة الوحيدة التي حاولت تصوير الأمر كذلك، بل تعرضت خلال الأيام الماضية إلى عشرات الأسئلة حول نفس الموضوع ولازالت هذه المسألة محط تساؤلات وسائل الإعلام وافتراضاتها وتخميناتها كل حسب هواه وما يتمناه وفي الغالب هم ينتظرون أن يروا حماسين أو ثلاثا بعد كل حالة تفكير بصوت عال تجري بين قيادات حماس.

وفي نفس الليلة شاءت الأقدار أن التقي بعدد من قواعد حركة حماس في مدينة غزة وأول ما سألت هذه القواعد قلت لهم : هل انتم تثقون في قيادة حركة حماس؟ وهل تفرقون بين داخل وخارج؟، فكانت الإجابة قاطعة بنعم ولا، ونعم للثقة بقيادة حماس وما تتخذه من قرارات، ولا لأنه لا فرق بين داخل وخارج ، فإذا كان هذا هو حال قواعد حماس فكيف بقياداتها التي تشكل الصفوة من قواعدها؟.

هذه هي حماس التي يحاول الكثيرون أن يقنعوا أنفسهم بوهم اسمه الانقسام أو التنافس على المناصب أو الاختلاف ويبنون توقعاتهم وتحليلاتهم على عدم فهم حقيقي لحركة حماس فيطرحون مقدمات خاطئة وتكون النتائج التي بنيت على المقدمات الخاطئة خاطئة، لذلك علينا أن نفهم حركة حماس كما هي وليس من خلال تمنيات أو توقعات مبنية على عدم الفهم المقصود على أمل أن يحدث هذا الانشقاق داخل الحركة، الأمر الذي لم يحدث بسبب اتفاق الدوحة الذي يدخل في نطاق التكتيكات وليس الاستراتيجيات لدى الحركة التي يمكن لو حدث في الاستراتيجيات عندها تقع التخوفات،كأن يخرج احد قيادات حماس ويتبنى خيار التفاوض والاعتراف بإسرائيل على خيار المقاومة ، عندها يصبح صاحب هذا الموقف خارج ومن معه عن حركة حماس.

نؤكد مرة أخرى حقيقة أن حماس حركة مؤسسات وإن أجتهد قادتها في حدود مرسومة لهم ومسموح لهم بها، ولكن تكون المؤسسة هي الحكم والفيصل في القضايا المختلف عليها وعندها يلتزم الجميع بقرار هذه المؤسسات وتنتهي حالة الجدل التي أثيرت حول القضية قيد البحث ويضع كل مختلف اختلافه جانبا ويحمل موقف الحركة المجمع عليه بشكل تحكمه قواعد ونظم البناء التنظيمي للحركة وهذا هو الحامي بعد الله للحركة والعاصم لها من أي انشقاق أو انقسام، والاجتهاد في حماس ليس لمصلحة شخصية ، والمناصب لديها تكليف وليس تشريف.

أنا مطمئن ولا يراودني أي قلق من هذا الأمر وان وحدة الحركة مقدمة على أي خلاف أو اختلاف في الرأي، ولست وحدي مطمئنا، بل أقول جازما أن هذا الاطمئنان هو السائد في كل الأوساط الحركية لحماس من القيادة تزولا إلى القاعدة، وعلى كل الأطراف الحريص منها على حماس والمنتظر ليرى فيها سوء يشفي بعض ما لديه أن يكون هو أيضا مطمئنا في ذلك ولا يرهق نفسه كثيرا في التحليل أو يستفيض في التوقع، فحماس على قلب رجل واحد وهي تثق بقيادتها وقادتها.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية