على المجدل يا اولاد
بقلم: وسام عفيفة
منذ النكبة الاولى عام 48 وحتى اليوم تطغى معاركنا الجانبية على معركتنا الكبرى مع العدو الصهيوني، ويفور دمنا سواء عائلات أو حارات أو بلدات أو تنظيمات، عندما يسرق طرف إنجازاتنا النضالية أو الثورية أو الجهادية، ونخسر أحيانا ونحن نتنافس في تبني عملية مقاومة، وندفع الثمن أمنيا وعسكريا.
ومن ذاكرة جرح النكبة أتيحت لي قبل نحو عشرة أعوام فرصة المشاركة في جمع شهادات تاريخية شفوية على لسان الكبار الذين عاشوا أيام البلاد حلوها ومرها، وأنقل هنا رواية على لسان أحد "ختيارية" قرية حمامة.
فقد نصب شبان القرية كمينا على الطريق العام بالقرب من حمامة، في اطار حرب استنزاف مع اليهود قبل ان تقع الواقعة، ونخسر حربنا الاولى.
وكان من المعتاد ان تمر دورية للعصابات الصهيونية على ذلك الطريق، بينما كان ينتظرهم بضعة شبان يملكون عددا من البواريد القديمة والسلاح الابيض، وما ان وصلت الدورية المحمولة الى الكمين حتى امطروها برصاص بواريد "ابو طلقة - طلقة"، ودارت معركة حامية بين العصابات الصهيونية وشباب قرية حمامة، سقط فيها عدد منهم بين شهيد وجريح، بينما أصيب عدد من مقاتلي العصابات الصهيونية، وتمكن آخرون من الفرار تاركين خلفهم ناقلتي جند.
وما أن وصلت أخبار المعركة إلى أهل حمامة والقرى المجاورة حتى هرعوا لمساندة المقاتلين ونقل الشهداء والجرحى، وفزع الجميع لمكان المواجهة في جو من التدافع والغضب والتهديد والصراخ، ووقع في المكان هرج ومرج، وانشغل أهل القرية في نقل شهدائهم وإسعاف الجرحى.
وعلى ذمة الراوي من حمامة، فقد وصل الى المكان متأخرا عدد من شباب المجدل للمساندة، ووجدوا آثار المواجهة والمعركة، ومن بينها ناقلتا الجند، فتمكنوا من قيادتهما، وعادوا بهما الى المجدل حيث قابلهم أهل المدنية بالزغاريد وحظوا باستقبال الأبطال.
وبعد ان انجلى غبار المعركة وهدأت "الهيزعة" في حمامة تواردت الانباء ان شباب المجدل قادوا الناقلتين الى بلدتهم، عندها ثارت الحمية في النفوس، وشعروا بالإهانة وهم الذين خاضوا المعركة، وتكبدوا الخسائر في الارواح، في حين حصد اهل المجدل نتائج المعركة "على الجاهز"، وتداعى شباب وشيوخ "حمامة" لرد الاعتبار.. وتعالت الصيحات .. على المجدل يا اولاد.. على المجدل يا شباب، وقفز الجميع في الشاحنات بما تيسر من سلاح لخوض معركة استرداد المجد المسلوب على يد "المجادلة".
وصلت الانباء لأهل المجدل بأن "الحمامية" قادمون والشرر يتطاير من عيونهم مصممين على العودة بالناقلتين اللتين غنموهما في المعركة، دليل تبني أهل القرية للعملية العسكرية.
وكادت أن تقع مقتلة بين الأشقاء، لولا تدخل العقلاء من الطرفين والجيران، حيث تم إطلاق حوار يهدف الى سحب فتيل الازمة، ويفضي الى اتفاق توافقي حول الناقلتين، ولأن شباب المجدل لبوا نداء النصرة والمساندة، ووصلوا الى مكان المعركة بهدف المشاركة والاسناد في القتال، فقد اعتبروا مشاركين في المعركة، ولو "بالنية"، وعليه تم الاتفاق على تقاسم شرف الانتصار، وعاد أهل حمامة بإحدى الناقلتين إلى قريتهم، وتم الاحتفاء هناك بالانتصارين: الأول على العصابات الصهيونية، والثاني باسترداد الحق في تبني العملية دون إراقة دماء.
بقلم: وسام عفيفة
منذ النكبة الاولى عام 48 وحتى اليوم تطغى معاركنا الجانبية على معركتنا الكبرى مع العدو الصهيوني، ويفور دمنا سواء عائلات أو حارات أو بلدات أو تنظيمات، عندما يسرق طرف إنجازاتنا النضالية أو الثورية أو الجهادية، ونخسر أحيانا ونحن نتنافس في تبني عملية مقاومة، وندفع الثمن أمنيا وعسكريا.
ومن ذاكرة جرح النكبة أتيحت لي قبل نحو عشرة أعوام فرصة المشاركة في جمع شهادات تاريخية شفوية على لسان الكبار الذين عاشوا أيام البلاد حلوها ومرها، وأنقل هنا رواية على لسان أحد "ختيارية" قرية حمامة.
فقد نصب شبان القرية كمينا على الطريق العام بالقرب من حمامة، في اطار حرب استنزاف مع اليهود قبل ان تقع الواقعة، ونخسر حربنا الاولى.
وكان من المعتاد ان تمر دورية للعصابات الصهيونية على ذلك الطريق، بينما كان ينتظرهم بضعة شبان يملكون عددا من البواريد القديمة والسلاح الابيض، وما ان وصلت الدورية المحمولة الى الكمين حتى امطروها برصاص بواريد "ابو طلقة - طلقة"، ودارت معركة حامية بين العصابات الصهيونية وشباب قرية حمامة، سقط فيها عدد منهم بين شهيد وجريح، بينما أصيب عدد من مقاتلي العصابات الصهيونية، وتمكن آخرون من الفرار تاركين خلفهم ناقلتي جند.
وما أن وصلت أخبار المعركة إلى أهل حمامة والقرى المجاورة حتى هرعوا لمساندة المقاتلين ونقل الشهداء والجرحى، وفزع الجميع لمكان المواجهة في جو من التدافع والغضب والتهديد والصراخ، ووقع في المكان هرج ومرج، وانشغل أهل القرية في نقل شهدائهم وإسعاف الجرحى.
وعلى ذمة الراوي من حمامة، فقد وصل الى المكان متأخرا عدد من شباب المجدل للمساندة، ووجدوا آثار المواجهة والمعركة، ومن بينها ناقلتا الجند، فتمكنوا من قيادتهما، وعادوا بهما الى المجدل حيث قابلهم أهل المدنية بالزغاريد وحظوا باستقبال الأبطال.
وبعد ان انجلى غبار المعركة وهدأت "الهيزعة" في حمامة تواردت الانباء ان شباب المجدل قادوا الناقلتين الى بلدتهم، عندها ثارت الحمية في النفوس، وشعروا بالإهانة وهم الذين خاضوا المعركة، وتكبدوا الخسائر في الارواح، في حين حصد اهل المجدل نتائج المعركة "على الجاهز"، وتداعى شباب وشيوخ "حمامة" لرد الاعتبار.. وتعالت الصيحات .. على المجدل يا اولاد.. على المجدل يا شباب، وقفز الجميع في الشاحنات بما تيسر من سلاح لخوض معركة استرداد المجد المسلوب على يد "المجادلة".
وصلت الانباء لأهل المجدل بأن "الحمامية" قادمون والشرر يتطاير من عيونهم مصممين على العودة بالناقلتين اللتين غنموهما في المعركة، دليل تبني أهل القرية للعملية العسكرية.
وكادت أن تقع مقتلة بين الأشقاء، لولا تدخل العقلاء من الطرفين والجيران، حيث تم إطلاق حوار يهدف الى سحب فتيل الازمة، ويفضي الى اتفاق توافقي حول الناقلتين، ولأن شباب المجدل لبوا نداء النصرة والمساندة، ووصلوا الى مكان المعركة بهدف المشاركة والاسناد في القتال، فقد اعتبروا مشاركين في المعركة، ولو "بالنية"، وعليه تم الاتفاق على تقاسم شرف الانتصار، وعاد أهل حمامة بإحدى الناقلتين إلى قريتهم، وتم الاحتفاء هناك بالانتصارين: الأول على العصابات الصهيونية، والثاني باسترداد الحق في تبني العملية دون إراقة دماء.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية