علي بابا والأربعون حرامي ليسوا قادة سلام
بقلم : أحمد ملحم
رغم كل ذلك... لا تعجبونهم، لا يرضون عنكم، ينظرون اليكم من فوق لأسفل، لا يتركون اي فرصة امام الاعلام الا ويوجهون لكم الشتائم والبهادل، ويقللون من قيمتكم، ويصغرونكم، ويحطون من شأنكم، رغم العبودية التي تعيشونها والخدمات التي تقدمونها لهم... الا انكم ما زلتم صغاراً في عيونهم، هرولة عشرات السنوات خلفهم لم ترق بكم الى مستوى القادة... هذا واحد من الجوانب من علاقة سلطة رام الله بالكيان الصهيوني، وهو في المجمل ليس رأيا شخصيا بل هو تحليل للكثير من التصريحات والرسائل.
لن اعود الى تصريحات المسؤولين الصهاينة قديماً، والتي كانت دائماً تركز على ان الشعب الفلسطيني ليس لديه قادة يمكن ان تصنع سلاماً، هذا الكلام اليوم يتكرر... ولكن علينا ان نتذكر ان هذه التصريحات حجمت من مركز ياسر عرفات سابقاً، فعمل على خلق منصب رئيس الوزراء، الذي كان مطلباً دولياً من اجل تحجيم عرفات، والمجيء بشخصية محببة لهم، ومرنة وتستطيع ان تفعل ما يريدون... ويراد بها اليوم البقاء على نسق المفاوضات والهرولة الحالية، وعدم المطابه بأي شيء جديد، اذا ارادوا البقاء في مناصبهم.
اليوم وعبر تصريح للصهيوني عوزي اراد، رئيس مجلس الامن القومي الصهيوني،" استبعد فيه التوصل الى تسوية تنهي الصراع مع الفلسطينيين في السنوات القريبة، لرفض العالم العربي الاعتراف بأسرائيل، ولغياب قادة حقيقيين يسعون الى السلام من الجانب الفلسطيني"... هذا الكلام يجب ان يواجه به من يحكم رام الله، ومن يلهثون منذ عشرات السنوات خلف سراب السلام.
اذا محمود رضا عباس الرجل الذي رهن نفسه لتلبية المطالب الصهيوينة، الرجل الاول الذي حارب المقاومة وفكرها، والرجل الذي جعل السلام خيارا استراتيجيا لألف عام قادم، هو نفسه الذي تذكر الام اليهود وعذاباتهم في قمة العقبة، ونسي تضحيات الشعب الفلسطيني وقلل من انجازاته، هو الذي حط من شأن الشهداء ووصفهم بأوصاف معيبة ومخجلة...كل هذا ولم يرتق بنظر الصهاينة الى ان يطلق عليه قائد.... وهو الذي سمح بالحرب على غزة، وشجع حصار القطاع، بل بلغت به الجرأة الى رفض الذهاب الى قمة الدوحة والتي كانت مخصصة لبحث الحرب الصهيونية على غزة... علينا فقط ان نتذكر كيف ان اولمرت بهدل عباس بعد لقاء الاخير مع الاسير اللبناني سمير القنطار... لنعلم مدى حجمه الحقيقي، وكي ينظرون اليه كطفل ما زال جاهلاً...(1)،(2)
الشخصية الثانية في هرم سلطة رام الله، سلام فياض... مدلل امريكا، ومنفذ سياستها بالتفاصيل، والمندوب السامي الجيد، هو الاخر لا يقل شأنا عن عباس في برنامج الهرولة والانبطاح تجاه المحتل، بل هو الاكثر اسهاماً في الحاق المزيد من الضرر بالقضية الفلسطينية وشعبها، وتقديم الخدمات الجليلة لحكومة الكيان، فهو الذي طعن حكومة الوحدة الوطنية بالظهر، ورضي ان يترأس حكومة لا شرعية مرجعيتها السياسية والامنية الصهاينة والولايات الامتحدة، واسقط حق المقاومة من برنامج حكومته اللاشرعية، وهو الذي نسق لجلب دايتون للعمل على تأهيل اجهزته الامنية، وهو الذي حارب الجمعيات الخيرية، ومنع الاموال من الوصول الى الفقراء واسر الشهداء والاسرى وذلك وفق مصطلح" تجفيف منابع الارهاب"، وهو الذي اهمل القدس ويهملها اكثر من برنامجه، رغم الهجمة الشرسة من قبل المستوطنين، اولم تكن استقالة حاتم عبد القادر دليلاً على ذلك... ورغم هذا بقي في عيون الصهاينة الذي يجالسهم وينسق معهم ليل نهار... بقي صغيرا ولم يصل لمستوى القيادة..." هذا الامر ينطبق ايضاً على باقي العصابة، ياسر عبد ربه تنازل عن حق العودة، قادة الاجهزة الامنية اجتثوا المقاومة في الضفة المحتلة، قريع بنى لهم الجدار، رياض منصور يعمل ليل نهار في الامم المتحدة كمندوب لإسرائيل نيابة عنهم".
ولربما تصادف امر اخر مع تصريح عوزي اراد، فقد تحدث والد نتنياهو، بن تسيون نتنياهو بعد خطاب ابنه، حول موافقته قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع اعتراف الفلسطينيين بيهودية اسرائيل، بن تسيون اسمى ذلك كذبا، نتنياهو لن يسمح ولم يكن ليرضى ذات يوم بقيام دولة فلسطينية، وبالتالي فقد وضع شروط لن تتحقق، هذا الكلام يجب ان يفهمه المهرولون من شلة عباس فياض، الذي لم يتغير ولم يتبدل برنامجهم التفاوضي، رغم وصول عتاة التعصب والتطرف الديني في الكيان الصهيوني لسدة الحكم واتخاذ القرار.
على شلة عباس ان تفهم انهم اضحوكة والعوبة بيد الصهاينة والاميركان، نتنياهو قال لأبيه انه ليس اهبل ليمنح الفلسطينيين جزءاً من ارض الميعاد، على ارض الواقع الاحمق والغبي هو الطرف الفلسطيني المفاوض، الذي رزح تحت الذل الصهيوني ولبى مطالبهم ، ومع كل فرصة للتنازل عن اراض جديدة ، يكون ذلك المفاوض البلهموطي موجوداً ويقدم بسخاء منقطع النظير...هؤلاء البلهموطيون الذين ربطوا حياتهم وعملهم ومستقبلهم بالرضا الصهيوني واحلامه، يمثلون لدى الصهاينة ورقة دنيئة محروقة، لأنهم هم عبارة عن شيء سيعبرون به لمرحلة اخرى، وبالتالي هم لا يلاقون اي احترام او تقدير، وليس لهم اي مهابة... تذكروا جيداً انطوان لحد ماذا كانت اخرته بعد كل الخدمات التي قدمها لهم، انظروا للعملاء الذين يعملون على الارض كيف ترميهم اسرائيل بعد انتهاء صلاحيتهم...
ربما يتكرر دورهم الآن مع الصهاينة، كما كان دورهم ، وعبر عن دورهم ياسر عرفات ذات يوم، حينما سأله صحفي عن المحيطين به فقال له" هؤلاء جزم وحعدي بيهم الوحل".. ربما تتكرر وظيفتهم عند الصهاينة، بعدما اغرقوا ياسر عرفات ذات يوم.. وتركوه مقتولا.... فهل هؤلاء قادة؟
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية