عماد عقل؛ ملامح الفرادة!
لمى خاطر
لعلّ الجيل الذي واكب انطلاق العمل المسلّح لكتائب القسام في فلسطين يذكر جيّداً حجم الحضور الذي كانت تحظى به شخصية الشهيد (عماد عقل)، منذ إدراجه على لوائح المطلوبين للتصفية لدى جيش الاحتلال، وهو حضور تجاوز نطاق أنصار حماس إلى عموم الفلسطينيين، إضافة إلى أنه كان مادة شبة دائمة في الإعلام الإسرائيلي، وكان الشغل الشاغل لقادة الاحتلال سياسيين وعسكريين في ذلك الحين.
ومن يطّلع على كتاب (عماد عقل، أسطورة الجهاد والمقاومة) لمؤلفه (غسان دوعر)، سيلاحظ كثافة ما كتب عن الشهيد في رثائه أو تعقيباً على استشهاده من قبل نخب فلسطينية وعربية، وإلى أي مدى وصلت أخبار نشاطه العسكري وقدر القلق والرهبة الذي أحدثه داخل مؤسسة الاحتلال الأمنية، رغم شحّ السلاح وقتَها وبدائية وسائل المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين!
لكنّ عماد عقل، كما يحيى عياش، وكما عدد آخر من المقاومين الذين ظلّوا شامة في جبين فلسطين، ارتبط حضورهم في الوجدان الجمعي بقدر الأثر الذي أحدثوه خلال مشوارهم الجهادي، وقد كان أثراً فعلياً لا تنظيريا، وارتبط بالتفوّق والتميّز وبراعة التخطيط، والقدرة على التخفّي وإرهاق المحتل عدة سنوات، مع الاستمرار في تسديد ضربات المقاومة للمحتل خلال فترة المطاردة، ولذلك كان طبيعياً أن تصدر ألقاب (أسطورية) لهؤلاء الأبطال من داخل إعلام الكيان نفسه!
سيرة الشهيد عماد عقل تستحقّ الدراسة للوقوف على أهم مفاصلها، وليس فقط للتغني ببطولاته في ذكرى رحيله كل عام. خصوصاً مع حالة الركود التي تعيشها المقاومة في الضفة الغربية منذ سنوات، والإخفاقات المتتالية التي تُمنى بها التشكيلات العسكرية وهي في طور النشوء وقبل أن تبلور فعلاً ملموساً على الأرض.
فإضافة إلى توفّر الإرادة والاستعداد النفسي لخوض غمار تجربة المقاومة، إلا أن عامل العقل وحسن التخطيط وإجادة البناء والإحاطة بأسباب النجاح والاستمرار، تبدو أموراً في غاية الأهمية، وهي أكثر ما تفتقده بالعادة تجارب المقاومة عن طريق الخلايا بنمطها الفلسطيني المعروف، ومما يعقّد المسألة حجم الانكشاف الأمني وما تصنعه تقنيات التواصل الحديثة من عقبات، وما تسبّبه من إشكالات لم تعد تُعين على إنجاز عمل نوعي وقابل للاستمرار عدة سنوات!
وعماد عقل، لم يكن مقاتلاً شجاعاً وحسب، بل كان عقلاً مقاوماً أحسن المناورة، واستطاع أن يلحق الهزيمة بجهاز أمني كامل تجنّد لملاحقته، وكان يتخيّر ضربات نوعية تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، وكان من أوائل من خطّوا حروف المعادلة الجديدة التي لا تقبل المستحيل، واستعادت معه ذاكرة الفلسطينيين الثقة بمسار المقاومة وبجدواه وبقدرته على المواجهة.. ولعل ساحة الضفة الغربية التي انتعش فيها شعور الأمن لدى الاحتلال أحوج ما تكون اليوم لمثل هذه النماذج الاستثنائية، التي تقف على أرض صلبة، وتُحسن استخدام مفتاح التغيير وتقليل الأخطاء أو تحييدها وتجاوز العوائق وإن بدت مهلكة لمن يقترب منها!
لمى خاطر
لعلّ الجيل الذي واكب انطلاق العمل المسلّح لكتائب القسام في فلسطين يذكر جيّداً حجم الحضور الذي كانت تحظى به شخصية الشهيد (عماد عقل)، منذ إدراجه على لوائح المطلوبين للتصفية لدى جيش الاحتلال، وهو حضور تجاوز نطاق أنصار حماس إلى عموم الفلسطينيين، إضافة إلى أنه كان مادة شبة دائمة في الإعلام الإسرائيلي، وكان الشغل الشاغل لقادة الاحتلال سياسيين وعسكريين في ذلك الحين.
ومن يطّلع على كتاب (عماد عقل، أسطورة الجهاد والمقاومة) لمؤلفه (غسان دوعر)، سيلاحظ كثافة ما كتب عن الشهيد في رثائه أو تعقيباً على استشهاده من قبل نخب فلسطينية وعربية، وإلى أي مدى وصلت أخبار نشاطه العسكري وقدر القلق والرهبة الذي أحدثه داخل مؤسسة الاحتلال الأمنية، رغم شحّ السلاح وقتَها وبدائية وسائل المقاومة الفلسطينية داخل فلسطين!
لكنّ عماد عقل، كما يحيى عياش، وكما عدد آخر من المقاومين الذين ظلّوا شامة في جبين فلسطين، ارتبط حضورهم في الوجدان الجمعي بقدر الأثر الذي أحدثوه خلال مشوارهم الجهادي، وقد كان أثراً فعلياً لا تنظيريا، وارتبط بالتفوّق والتميّز وبراعة التخطيط، والقدرة على التخفّي وإرهاق المحتل عدة سنوات، مع الاستمرار في تسديد ضربات المقاومة للمحتل خلال فترة المطاردة، ولذلك كان طبيعياً أن تصدر ألقاب (أسطورية) لهؤلاء الأبطال من داخل إعلام الكيان نفسه!
سيرة الشهيد عماد عقل تستحقّ الدراسة للوقوف على أهم مفاصلها، وليس فقط للتغني ببطولاته في ذكرى رحيله كل عام. خصوصاً مع حالة الركود التي تعيشها المقاومة في الضفة الغربية منذ سنوات، والإخفاقات المتتالية التي تُمنى بها التشكيلات العسكرية وهي في طور النشوء وقبل أن تبلور فعلاً ملموساً على الأرض.
فإضافة إلى توفّر الإرادة والاستعداد النفسي لخوض غمار تجربة المقاومة، إلا أن عامل العقل وحسن التخطيط وإجادة البناء والإحاطة بأسباب النجاح والاستمرار، تبدو أموراً في غاية الأهمية، وهي أكثر ما تفتقده بالعادة تجارب المقاومة عن طريق الخلايا بنمطها الفلسطيني المعروف، ومما يعقّد المسألة حجم الانكشاف الأمني وما تصنعه تقنيات التواصل الحديثة من عقبات، وما تسبّبه من إشكالات لم تعد تُعين على إنجاز عمل نوعي وقابل للاستمرار عدة سنوات!
وعماد عقل، لم يكن مقاتلاً شجاعاً وحسب، بل كان عقلاً مقاوماً أحسن المناورة، واستطاع أن يلحق الهزيمة بجهاز أمني كامل تجنّد لملاحقته، وكان يتخيّر ضربات نوعية تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، وكان من أوائل من خطّوا حروف المعادلة الجديدة التي لا تقبل المستحيل، واستعادت معه ذاكرة الفلسطينيين الثقة بمسار المقاومة وبجدواه وبقدرته على المواجهة.. ولعل ساحة الضفة الغربية التي انتعش فيها شعور الأمن لدى الاحتلال أحوج ما تكون اليوم لمثل هذه النماذج الاستثنائية، التي تقف على أرض صلبة، وتُحسن استخدام مفتاح التغيير وتقليل الأخطاء أو تحييدها وتجاوز العوائق وإن بدت مهلكة لمن يقترب منها!
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية