عمر سليمان ... مات أم قتل؟! ... بقلم : محمد السروجي

السبت 21 يوليو 2012

عمر سليمان ... مات أم قتل؟!

محمد السروجي


جدل واسع ارتبط بحياة وموت مدير المخابرات المصري ونائب الرئيس المخلوع مبارك ، فُرض الرجل على الساحة السياسية خلال ثورة 25 يناير كنائب للرئيس المخلوع أملاً في تهدئة الأوضاع وامتصاص غضب الثوار لكن لم تفلح هذه الحيلة وانتهى المشهد برحيل مبارك ، ثم غاب الرجل عن المشهد العام وسرعان ما عاد في أجواء الانتخابات الرئاسية عندما دخل المارثون الرئاسي ثم خرج ومعه حازم أبو إسماعيل وخيرت الشاطر ما دعا الكثيرين يؤكدون أن هذا كان دوره الوحيد المرسوم " إزاحة حازم والشاطر من المارثون الرئاسي " ثم سافر الرجل خارج البلاد – أبو ظبي - هو وأسرته على خلفية نجاح محمد مرسي بعد دور هائل وكبير لقسم الشائعات بالمخابرات اشتغل بجد ومازال منذ الانتخابات حتى تاريخه ، ثم كان الخبر العاجل وهو موت عمر سليمان

شواهد ودلالات

** نعم الموت هو مصير كل حي ، لكن حياة كبار الشخصيات خاصة المخابراتية ، لا تمر هكذا كباقي حياة الناس ، غالباً ما تحوم التساؤلات حول حياتهم وموتهم

** من الممكن أن تكون الوفاة طبيعية على خلفية عملية جراحية أو وعكة صحية كبيرة ، لكن من المستحيل أن تدهور الحالة الصحية لشخصية بحجم مدير المخابرات المصري تمر دون التناول الإعلامي خاصة المصري الذي مازال يعمل في مربع دولة مبارك حتى بعد جلوس الرئيس مرسي على منصة الحكم المصري

** موت الرجل ارتبط زمنياً بحدث ضخم"تفجير مبنى الأمن القومي السوري" وتناثرت المعلومات والأخبار أن الرجل مات في أمريكا بعد الحادث بساعات ، قيل أنها المدة الزمنية لانتقاله من دمشق إلى أمريكا للعلاج وهو نفس ما تم مع مدير معلومات الاستخبارات الصهيوني لكن في النمسا وليس أمريكا

** لو ثبت صحة أن الرجل قتل في سوريا ، ستكون كارثة وطنية من الطراز الأول ، وسيكون من حق البعض توجيه تهمة الخيانة لعدد غير قليل من كبار الشخصيات المصرية الموجودة في مراكز وظيفية كبيرة حتى الآن ، بل الأصعب والأقسى هو أن نظام مبارك الذي يعتبر جزءا عضويا من المشروع الصهيوني الأمريكي مازال يعمل داخل مصر وعلى الحدود بنفس الكفاءة التي كان يعمل بها في عهد المخلوع مبارك رغم أننا بعد ثورة 25 يناير ما يتطلب ثورة ثانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى الثورة

** صاحب موت الرجل جدل كبير حول الصندوق الأسود الذي كان يحمله ، وهو ليس صندوقاً خاصاً لكنه ملك وطني خالص إذ أن الرجل كان يعمل مديراً لمخابرات دولة وليس صاحب شركة أمن أو حراسات خاصة

** محاولة بعض النخبة العلمانية المتربصة دائماً بالتيار الإسلامي خاصة الإخوان ، ستجد في موته فرصة للقصف الإخواني غير الأخلاقي ، فضلاً عن حسرتهم أن الرجل لم يشف غليلهم وحقدهم على الإخوان

خلاصة الطرح ... رحل عمر سليمان كما سنرحل جميعاً عن دنيا الناس إلى عالم الحساب والمساءلة ، والأهم من الصندوق الوظيفي الأسود لمعارف ومعلومات الرجل ، هو الصندوق الشخصي لأعمال الرجل بين يدي الله سبحانه ، والذي لا نعرف على وجه الدقة ما لونه هل أسود كلون العمل المخابراتي أم لون آخر.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية