عملاء دون غطاء
د. أيمن أبو ناهية
أن أهم ما تعتمد عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي من وسائل مضمونة في تغذية أجهزتها الاستخباراتية وجمع المعلومات لملاحقة المقاومة الفلسطينية هم العملاء الجواسيس، في حين أنها تقلل من أهمية الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في الحصول على المعلومات الاستخبارية. وبذلك تركز على تجنيد اكبر عدد ممكن من العملاء في المناطق الفلسطينية، التي تعتبرهم الأقل تكلفة والأسرع أداء للمهام والأكثر دقة في تنفيذ الأهداف العدوانية، وهذا اعتراف من آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي والذي شغل في الماضي منصب رئيس جهاز "الشاباك"، أنه يعتمد اعتمادا كليا في جمع المعلومات على المصادر البشرية المتعاونة معه، لأنها تكون في الغالب –حسب قوله- معلومات حيوية وأكيدة ورسمية يمكن الاعتماد عليها مائة بالمائة أكثر من المعلومات التي يمكن الحصول عليها بالوسائل الالكترونية كأجهزة التنصت والكاميرات المرتبطة بالأقمار الصناعية، التي تحتاج إلى الرجوع أيضا إلى العملاء للتفسير والاستفسار والتأكيد.
وبالتالي تستغل دولة الاحتلال الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني والارتباط بها بما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة، كونها محتلة للأراضي الفلسطينية من أجل مساومة البعض من الفلسطينيين وابتزازهم من أجل دفعهم إلى التعاون مع مخابراتها، ممثلة بجهاز "الشاباك، صحيح أن المخابرات الإسرائيلية فشلت في ابتزاز معظم الذين حاولت مساومتهم على أن يصبحوا عملاء لها، إلا أن احتكارها للقوة والنفوذ دفع الكثير من ضعاف النفوس للسقوط في براثن العمالة، وأصبحوا أدوات رخصية وطيعة في أيديهم، بهدف زرع عامل الخوف والانقسام في المجتمع الفلسطيني وإقصاء هؤلاء العملاء عن النهج المقاوم للاحتلال.
ومعروف أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يستخدمون معايير غير أخلاقية وسائل قذرة في تجنيد العملاء من بين الفلسطينيين، وهو ما يعتمده جهاز " الشاباك"، في استدراج الشباب الفلسطيني إما بالإسقاط المباشر عن طريق شبكات تنظيم العملاء بممارسات غير أخلاقية كإغراءات جنسية ومادية أو بالإسقاط غير المباشر عن طريق شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي والماسنجر، وبعد ذلك يقوم عناصر " الشاباك"، بتخييرهم بين العمالة، أو الفضيحة، أو استعمال وسائل أخرى كالحاجة للحصول على تصاريح العمل، أو العلاج، أو السفر للخارج من أجل الزيارة أو مواصلة التعليم أو التجارة..الخ، وهذه الأمور مرهونة بموافقتها، حتى تستطيع مساومتهم وابتزازهم لإجبارهم على التعامل مع أجهزتها الاستخباراتية سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أو خارجها.
حتى أن عار العمالة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية طال الشرفاء والمقاومين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية بما يعرف بـ"العصافير"، وهم عملاء تقوم المخابرات الإسرائيلية باعتقالهم لكي يقوموا باستدراج المقاومين الذين يتم اعتقالهم للإدلاء باعترافات وذلك في فترة التحقيق مع هؤلاء الأسرى المقاومين، وتعتمد المخابرات الإسرائيلية على "العصافير" كأداة الحاسم في استدراج الأسرى للاعتراف بالتهم المنسوبة لهم، حتى أنهم يمارسون ضغوطات جمة على الأسرى للتحقيق معهم بإفهامهم أنهم مسؤولون وكوادر في التنظيمات الفلسطينية، وغالبا ما يمارسون ذلك على الأسرى ضعفاء الأنفس الذين يسهل عليهم استدراجهم، حتى أنهم يجبرونهم على التوقيع على أقوالهم أو حتى على ورقة فارغة التي يقوموا بإملائها حسب بما يتناسب مع التهمة كي يثبتوها عليهم، إرضاء لأسيادهم من المخابرات الإسرائيلية.
كما أن الاستخبارات الإسرائيلية منذ زمن طويل جندت أعداد كبيرة من العملاء والمسوقين وسماسرة الأراضي ومزيفي العقارات الفلسطينية لصالح الجمعيات اليهودية لإنشاء المستوطنات عليها في الضفة الغربية بالإضافة لبصماتهم السوداء في تهويد مدينة القدس تهجير المواطنين المقدسيين.
لكن رغم ما يقال ويشاع حول عبقرية الاستخبارات الإسرائيلية في بلوغ أهدافها، هو بمثابة هراء، ودعاية نفسية تسوقها شبكات العملاء أنفسهم، لتخيف وترعب بها المقاومة بهدف النيل من معنوياتها وصمودها. وتعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هذه الدعاية النفسية وسيلة ردع ناجعة أكثر من وسائل الردع الحربية.
لكن تبقى الحقيقة خير برهان بان المقاومة الفلسطينية هي الرادع الحقيقي لعملاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وخير دليل هو تراجع أعداد العملاء في قطاع غزة في هذه السنة عن السنوات السابقة – حسب ما أعلنته مجددا وزارة الداخلية في غزة – بسبب ملاحقتها المستمرة لشبكات العملاء وعملها الدؤوب في تفكيكها بعد اختراقها. فلم يأتِ من فراغ عدم ترقية قائد الوحدة المسماة بـ 504 في الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة بالوحدة المسؤولة عن تشغيل العملاء أو ما تسمى أيضا بوحدة الاستخبارات البشرية، وهي أحد الوحدات الأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، فهذه الوحدة هي التي تحقق مع الأسرى ومسؤولة عن تجنيد العملاء في الداخل والخارج، وهي المنبع الرئيسي في تغذية جيش الاحتلال بكل المعلومات الاستخباراتية قبل قيامه بأي عمل عسكري. ومن نافلة القول أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لا يؤمن بنظرية الصديق والمخلص مهما كانت رتبة ومنزلة العميل بفضل تخابره على أبناء شعبة، فحين ينتهي واجبه ينتهي اجله وتسط ورقته بفضح أمره للتخلص منه.
د. أيمن أبو ناهية
أن أهم ما تعتمد عليه دولة الاحتلال الإسرائيلي من وسائل مضمونة في تغذية أجهزتها الاستخباراتية وجمع المعلومات لملاحقة المقاومة الفلسطينية هم العملاء الجواسيس، في حين أنها تقلل من أهمية الاعتماد على الوسائل الإلكترونية في الحصول على المعلومات الاستخبارية. وبذلك تركز على تجنيد اكبر عدد ممكن من العملاء في المناطق الفلسطينية، التي تعتبرهم الأقل تكلفة والأسرع أداء للمهام والأكثر دقة في تنفيذ الأهداف العدوانية، وهذا اعتراف من آفي ديختر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي والذي شغل في الماضي منصب رئيس جهاز "الشاباك"، أنه يعتمد اعتمادا كليا في جمع المعلومات على المصادر البشرية المتعاونة معه، لأنها تكون في الغالب –حسب قوله- معلومات حيوية وأكيدة ورسمية يمكن الاعتماد عليها مائة بالمائة أكثر من المعلومات التي يمكن الحصول عليها بالوسائل الالكترونية كأجهزة التنصت والكاميرات المرتبطة بالأقمار الصناعية، التي تحتاج إلى الرجوع أيضا إلى العملاء للتفسير والاستفسار والتأكيد.وبالتالي تستغل دولة الاحتلال الأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني والارتباط بها بما تقتضيه المصلحة العامة والخاصة، كونها محتلة للأراضي الفلسطينية من أجل مساومة البعض من الفلسطينيين وابتزازهم من أجل دفعهم إلى التعاون مع مخابراتها، ممثلة بجهاز "الشاباك، صحيح أن المخابرات الإسرائيلية فشلت في ابتزاز معظم الذين حاولت مساومتهم على أن يصبحوا عملاء لها، إلا أن احتكارها للقوة والنفوذ دفع الكثير من ضعاف النفوس للسقوط في براثن العمالة، وأصبحوا أدوات رخصية وطيعة في أيديهم، بهدف زرع عامل الخوف والانقسام في المجتمع الفلسطيني وإقصاء هؤلاء العملاء عن النهج المقاوم للاحتلال.
ومعروف أن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية يستخدمون معايير غير أخلاقية وسائل قذرة في تجنيد العملاء من بين الفلسطينيين، وهو ما يعتمده جهاز " الشاباك"، في استدراج الشباب الفلسطيني إما بالإسقاط المباشر عن طريق شبكات تنظيم العملاء بممارسات غير أخلاقية كإغراءات جنسية ومادية أو بالإسقاط غير المباشر عن طريق شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي والماسنجر، وبعد ذلك يقوم عناصر " الشاباك"، بتخييرهم بين العمالة، أو الفضيحة، أو استعمال وسائل أخرى كالحاجة للحصول على تصاريح العمل، أو العلاج، أو السفر للخارج من أجل الزيارة أو مواصلة التعليم أو التجارة..الخ، وهذه الأمور مرهونة بموافقتها، حتى تستطيع مساومتهم وابتزازهم لإجبارهم على التعامل مع أجهزتها الاستخباراتية سواء داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة أو خارجها.
حتى أن عار العمالة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية طال الشرفاء والمقاومين داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية بما يعرف بـ"العصافير"، وهم عملاء تقوم المخابرات الإسرائيلية باعتقالهم لكي يقوموا باستدراج المقاومين الذين يتم اعتقالهم للإدلاء باعترافات وذلك في فترة التحقيق مع هؤلاء الأسرى المقاومين، وتعتمد المخابرات الإسرائيلية على "العصافير" كأداة الحاسم في استدراج الأسرى للاعتراف بالتهم المنسوبة لهم، حتى أنهم يمارسون ضغوطات جمة على الأسرى للتحقيق معهم بإفهامهم أنهم مسؤولون وكوادر في التنظيمات الفلسطينية، وغالبا ما يمارسون ذلك على الأسرى ضعفاء الأنفس الذين يسهل عليهم استدراجهم، حتى أنهم يجبرونهم على التوقيع على أقوالهم أو حتى على ورقة فارغة التي يقوموا بإملائها حسب بما يتناسب مع التهمة كي يثبتوها عليهم، إرضاء لأسيادهم من المخابرات الإسرائيلية.
كما أن الاستخبارات الإسرائيلية منذ زمن طويل جندت أعداد كبيرة من العملاء والمسوقين وسماسرة الأراضي ومزيفي العقارات الفلسطينية لصالح الجمعيات اليهودية لإنشاء المستوطنات عليها في الضفة الغربية بالإضافة لبصماتهم السوداء في تهويد مدينة القدس تهجير المواطنين المقدسيين.
لكن رغم ما يقال ويشاع حول عبقرية الاستخبارات الإسرائيلية في بلوغ أهدافها، هو بمثابة هراء، ودعاية نفسية تسوقها شبكات العملاء أنفسهم، لتخيف وترعب بها المقاومة بهدف النيل من معنوياتها وصمودها. وتعتبر أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية هذه الدعاية النفسية وسيلة ردع ناجعة أكثر من وسائل الردع الحربية.
لكن تبقى الحقيقة خير برهان بان المقاومة الفلسطينية هي الرادع الحقيقي لعملاء أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وخير دليل هو تراجع أعداد العملاء في قطاع غزة في هذه السنة عن السنوات السابقة – حسب ما أعلنته مجددا وزارة الداخلية في غزة – بسبب ملاحقتها المستمرة لشبكات العملاء وعملها الدؤوب في تفكيكها بعد اختراقها. فلم يأتِ من فراغ عدم ترقية قائد الوحدة المسماة بـ 504 في الاستخبارات الإسرائيلية المعروفة بالوحدة المسؤولة عن تشغيل العملاء أو ما تسمى أيضا بوحدة الاستخبارات البشرية، وهي أحد الوحدات الأكثر سرية في الجيش الإسرائيلي، فهذه الوحدة هي التي تحقق مع الأسرى ومسؤولة عن تجنيد العملاء في الداخل والخارج، وهي المنبع الرئيسي في تغذية جيش الاحتلال بكل المعلومات الاستخباراتية قبل قيامه بأي عمل عسكري. ومن نافلة القول أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي لا يؤمن بنظرية الصديق والمخلص مهما كانت رتبة ومنزلة العميل بفضل تخابره على أبناء شعبة، فحين ينتهي واجبه ينتهي اجله وتسط ورقته بفضح أمره للتخلص منه.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية