عن الحلول البديلة للطّاقة في غزّة
صلاح حميدة
عقد في مدينة رام الله قبل أيّام مؤتمر يناقش سبل استغلال الطّاقة المتجدّدة، وكان هناك طرح لتطوير استغلال الطّاقة الشّمسيّة في الأراضي الفلسطينيّة، لكون المناطق الفلسطينيّة مشمسة أغلب أيّام السّنة، ولأنّها تستغل الطّاقة الشّمسيّة لتسخين المياه وللإضاءة في بعض الشّوارع الرّئيسيّة في الضّفة، مثل إضاءة طريق وادي النّار بتمويل من دولة قطر، وكذلك توليد الكهرباء من الطّاقة الشّمسيّة في التّجمّعات الفلسطينيّة المستهدفة بالاقتلاع والطّرد من قبل الاحتلال الّذي يمنع عنها خدمات المياه والكهرباء.
أزمة الكهرباء في قطاع غزّة مزمنة ومستمرّة لدرجة لا تطاق، وظهر بما لا يدع مجالاً للشّك أنّ هناك من يسعى لاستغلال هذا الموضوع للضّغط والابتزاز السّياسي، ومن الواضح أيضاً أنّ هذا الموضوع قد يطول، وهذا الموضوع يضع على كاهل المسؤولين، والمواطنين، والدّول، والجمعيّات، والأفراد المتعاطفين، والدّاعمين لصمود قطاع غزّة في وجه الضّغوطات الهادفة لتدجينه سياسيّاً وأمنيّاً، يضع على كاهلهم مسؤوليّات كبيرة.
المواطن الفلسطيني محمود شاهين من جباليا قرّر أن " يقهر الظّلام" وأن يبادر لإنارة بيته في ظلام القطاع الدّامس، ولم ينتظر لا سولاراً ولا كهرباء من دولة الاحتلال ولا من " مصر الشّقيقة" فقام بالإبداع بجهوده الذّاتيّة لعمل وحدة توليد طاقة كهربائيّة تعمل بالطّاقة الشّمسيّة، يخزّن الكهرباء ويستخدمها عند حاجته، تنقطع الكهرباء عن الجميع، ولكن بيته يبقى مضاءً.
الإنجاز الّذي حقّقه " شاهين" يضع كافّة المهتمّين بإنهاء أزمة الكهرباء في القطاع أمام مسؤوليّاتهم الرّسميّة والأخلاقيّة، وهي أنّهم مطالبون باعتماد إبداع "شاهين " وحث الخطى لتطبيقه، وعدم انتظار الكهرباء ووقودها حتّى تأتي وتنقطع مجدّداً، فما دام المستوى السّياسي لا ينوي الرّضوخ لإملاءات الرّباعيّة وبقايا نظام حسني مبارك، فهو مطالب شعبيّاً بتطبيق إبداعات المبدعين وبأخذ الطّاقة الشّمسيّة من خالقها وخالق الغزّاويين، بدل انتظار هذه الطّاقة مرفقة بابتزاز أطراف معادية لتمسّك الشّعب الفلسطيني بحقوقه، وبما أنّ مؤتمراً لاستغلال الطّاقة المتجدّدة عقد في الضّفة، ووجد تطبيقات له – بدعم قطري- في إنارة الشّوارع وتسخين المياه، فالأولى أن ينظّم مؤتمر علمي مع تطبيقات عمليّة موسّعة في قطاع غزّة.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية