عن فرضية دخول (القاعدة) ساحة الضفة! ... بقلم : لمى خاطر

الأربعاء 27 نوفمبر 2013

عن فرضية دخول (القاعدة) ساحة الضفة!

لمى خاطر

لا شكّ بداية أن هناك خلفية ما لإعلان الاحتلال انتماء خلية الخليل التي تمت تصفية أفرادها أمس للسلفية الجهادية، رغم أن الشهداء الثلاثة مؤيدون لحماس، وأحدهم (الشهيد محمد نيروخ) سبق أن أمضى 9 أعوام في سجون الاحتلال على خلفية نشاطه في كتائب القسام.

فرواية الاحتلال تشير إلى اعتقال مجموعة شباب قبل مدة مما تسبب بالكشف عن نشاط الخلية ثم رصدها قبل أسبوع من اغتيال أفرادها، كما تشير إلى أن هناك أهدافاً للاحتلال كانت تنوي المجموعة استهدافها. ومن جهة أخرى فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية في الخليل قبل مدّة شباباً سلفيين (بعضهم سلفيون تقليديون)، وكان الشهيد نيروخ مطلوباً للاعتقال أيضا، إذ من المعلوم بالضرورة أن حمل السلاح غير المرخّص إسرائيلياً في الضفة أمر يكلّف صاحبه حياته أو شطراً من عمره في سجون الاحتلال والسلطة، وبغضّ النظر عن هوية حامله.

وأيّاً كان الأمر الذي لم تنكشف طبيعته بعد، فلو تمّ التسليم برواية الاحتلال فإن الحديث عن انتساب خلية الخليل للسلفية الجهادية يعني التأثر الفكري وليس الارتباط التنظيمي، فليست هناك حدود فاصلة بين أفكار التنظيمات الإسلامية، فقد تجد حمساوياً أو جهادياً متأثراً بفكر القاعدة ويميل له، لكن الأمر لا يمكن أن يعدّ ظاهرة، لأن بيئة الضفة لا تعين على إنتاج ودوام الفكر القاعدي، والذي إن وجد فلن يشكل حالة مستمرة أو فاعلة. ففكر القاعدة يزدهر في المناطق التي تعاني من فراغ فكري وغياب للمنهج الإسلامي الوسطي الفاعل، وهو أمر غير حاصل في فلسطين، خصوصاً أن حركات المقاومة الإسلامية (حماس والجهاد) تشكّل عصب المقاومة ومكوّنها الأهم وحامل لوائها الأوّل، بمعنى أنه ما من فراغات في المشهد الفلسطيني المقاوم (الإسلامي تحديدا) تجعل من ظهور القاعدة أمراً ممكناً أو ملبّياً للنقص الحاصل.

من جهة أخرى، وحتى لو تشكّلت خلايا حقيقية للقاعدة فستكون بالدرجة الأولى ردّة فعل على تطرّف الأجهزة الأمنية وإصرارها على التمسك الحديدي بنهجها الأمني القاضي بملاحقة المقاومة واستهداف كل من ينشط ضد الاحتلال، وسيكون لزاماً عندها على قيادة السلطة أن تراجع سياساتها وأن تنظر في تبعات محاربتها تياراً ممتداً ذا فكر معتدل كحركة حماس، وكيف أن التطرّف تتبلور أفكاره الأولى تحت مطرقة الانتهاكات وعلى وقع سياط الجلادين!

فلو قُدّر لخلايا القاعدة أن تصبح ظاهرة أو شيئاً حقيقياً وملموساً في الضفة الغربية فلن تكتوي بنارها حماس أو أيّ من الحركات المقاومة الأخرى، بل إن السلطة وحركة فتح ستكونان في مرمى نيرانها إلى جانب الاحتلال. ولن يكون تدارك الموقف ممكناً من خلال المعالجة السياسية، كما هو الحال مع حماس وغيرها. وهنا سيكون على حركة فتح أولاً أن تقرع ناقوس المراجعة، حتى لا تقول بعد حين: "في الصيف ضيّعت اللبن"!
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية