عندما يحظرون المحظور
قرار مثير للشفقة هو القرار الأخير للمحكمة الصهيونية باعتبار (النواب الإسلاميين) تنظيما محظورا.فعلى ما يبدو أن الاحتلال محصورا في شخص (آفي مزراحي )مصدر القرار بدأ يبحث عن وسيلة جديد لاستمراره في تغييب النواب عن كتله التغيير والإصلاح في السجون.
وأخيرا ابتسمت الشماتة بداخلي على مدى تخبط قيادة الاحتلال وخاصة في ابتداع القرارات والتفنن فيها من اجل اقتلاع فكرة الإسلام من صدور المؤمنين
لم اعلق كثيرا عند سماعي بالقرار ولكن أن تحظر محاكم الاحتلال ما هو محظور في قانونها واستخدام محاكمها (لتفريخ) المزيد من القوانين حتى لا يبقى لحماس اثر في الوجود فهذا دليل على أن هذا المحتل ممعن في تأبط الشر وممعن في تنكره للديمقراطية مما يؤكد أنه احتلال متأرجح متخبط و آيل للسقوط.
اعتقد جازمة أن العالم يرى معي أن المحظور بحسب الأعراف والقوانين واللوائح هو الاحتلال وليس الديمقراطية، ولكن هذا العالم مازال يغمض عينه وينظر إلى القضايا المتعلقة بالشعب الفلسطيني بصورة مجافية تماما للقانون والعرف.
وبعد 6سنوات ونصف من فوز حماس وكتلتها التغيير والإصلاح بما يقارب الـ 74 مقعدا نظيفا وأربعة مدعومة منها، وبعد حملات التضييق التي شنتها سلطات الاحتلال لكوادرها وقياداتها بحيث غاب معظم قادة حماس في سجونها وسجون أبناء جلدتنا، وبعد القرارات الصهيونية بحظر حماس وكافة اذرعها السياسية والعسكرية وبعد حظر كتلة حماس البرلمانية كتلة التغيير والإصلاح في منتصف عام 2007 وبعد الحصار والدمار وتجفيف المشارب تصدر محاكم الاحتلال قرارا بحظر (مسمى النواب الإسلاميين) بعد تحقيقات قامت بها سلطات الاحتلال وجدت أن حماس استطاعت التكيف وإيجاد مكان لها للعيش في قلوب الشعب عبر مسميات تواصلت معها بإثبات وجودها على الساحة الفلسطينية.
نحن نرى أن قرار المحكمة الصهيونية قرارا غبيا حتى النخاع،و بحجم ما حارب المشركون محمد وبقدر ما حققت دعوة الله نصرا بعد ذلك
ففي دار الأرقم كانت مكافحة كاتم الصوت الذي أطلقت قريش وفي شعب بني هاشم بدا صنع القرار الأول في تجفيف المصادر.كم طاردوا الصحابة وكم استخدموا سياسة القتل والنفي والإبعاد وشنوا الحروب وحاكوا الدسائس.بحجم اختراق محمد عليه السلام لتكتلات قريش استطاعت حماس اختراق المنظومة الدولية
ألا يدرك هؤلاء المصنعون للقرارات أن صراع حماس للبقاء حطم كل المقاييس وان بقاءها مرهون الآن بإيمان الشعب بها وبعطائها.
ألا يدركون أن حماس أصبحت أكثر من أي وقت مضى عصية على الانكسار والاندحار والتراجع وان زوال الاحتلال اقرب بكثير من زوالها.
ألا يدرك العقلاء من بني صهيون أن كثرة القرارات بحظر المحظور أصبحت لا تجدي شيئا أمام جموح الشعوب المقهورة نحو انتزاع حقوقها وقد أثبتت أنها قادرة على انتزاع حقوقها من جوف التنين.
إلى أي حد يمكن أن يتصور المرء أن مثل هذه القرارات ستنهي وجود حماس، وان كان لهذه القرارات حيز من التنفيذ، فليشربوا البحر إذاً وليزرعوا أرضه( غرقدا )وان لم يفلحوا فليحصدوا الريح حتى لا يتنفس الفلسطينيين.
ومن وجهة نظرنا على أي مسئول صهيوني وعلى كل المؤمنين بحق غيرهم في الحياة والبقاء أن يوقفوا المهزلة وان يكفوا أيديهم عن قتل الحقائق التي أصبح جزء منها عناوين تاريخية لا يمكن تجاهلها.
إذاً فليصدر الاحتلال قراره الأخير عليهم أن يحظروا الحياة على الشعب الفلسطيني، فان دفنوا كل الشعب فان الأرض تنبت في اليوم مليون ثائر.
وليعلم قادة الاحتلال أن فكرة الحرية التي يؤمن بها الشعب الفلسطيني لن تموت بموت من يحملها فالفكرة لا تموت أبدا.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية