غزة: الحرب بعيدة.. قريبة
عماد توفيق
على وقع أخبار نصب مزيد من القباب الحديدية في المدن الصهيونية الكبيرة في غلاف غزة المحاصر، يقوم الجنرال آيزنكوت بزيارات لقيادة اللواء الجنوبي، وينظر عبر المنظار المكبر إلى الأحياء الفلسطينية القريبة من السياج، والتي دمرتها الآلة العسكرية النازية في حرب الـ51 يوما، بينما تنتصب الى جانبها خيام الصمود والتحدي التي تعيش فيها العائلات التي باتت بلا مأوى.
بالنسبة لرئاسة الاركان باتت غزة تعتبر ميدان رماية مفتوح يستعرض فيه كل رئيس أركان جديد قوته امام مقاومة عزلاء قياسا الى الترسانة الحربية التي تمتلكها الدولة العبرية، وللمفارقة فإن غزة باتت تستحق وعن جدارة لقب قاهرة رؤساء الأركان، حيث يغادر كل رئيس اركان أذلته غزة موقعه ليس مأسوفا على كفاءته، ليسلم الراية الى آخر ليجرب حظه العاثر مع غزة القاهرة.
ليست غزة بحاجة الى كثير من مواد الإعمار لبناء الابراج والشاليهات والفلل الفارهة، بل بحاجة الى قليل من الاسمنت لترميم بيوتهم البسيطة ليبقوا على قيد الحياة في انتظار الجولة المقبلة، فالجولة المقبلة باتت على ما يبدو أمرا يقينيا ومحتما بالنسبة لهم طبقا للتجارب الدامية السابقة، حيث ينتفي السؤال هل لصالح التساؤل عن متى..!!
قبل كل مواجهة يأتي رئيس الأركان الجديد بفريق من اللاعبين الجدد، ويوزع الأدوار لمواجهة لاعبي المقاومة على ارض استاد غزة الكبيرة التي باتت ملعبا دوليا لتحطيم الرؤوس وقلب الأجندات.
يواصل جيش الاحتلال بناء قوته، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تعزيز دفاعاتها وسط تحول في تكتيكات المواجهة لديها والانتقال من خنادق الدفاع الى جبهات الهجوم.
حرب الـ51 يوما الأخيرة اطاحت برئيس الأركان لصالح آخر، واطاحت بمصفحاته القديمة لصالح مصفحات "نمير"، واطاحت بخططه للتزود بطائرات "إف 22" لصالح تعزيز دفاعاته في مواجهة انفاق غزة التي باتت تخيف "اسرائيل " اكثر من اسلحة ايران النووية.
روزنامة التسهيلات لغزة التي تتسع وتطول كل يوم توحي بما لا يدع مجالا للشك أن "إسرائيل" ليست معنية بجولة قتال أخرى في غزة، وليس لدى خزينة الاحتلال فائض لصرف سبع مليارات شيكل أخرى على الحرب الجديدة، كما انها لا ترغب في استعادة التجربة المريرة التي اجبرتها على إغلاق مطارها الدولي ورمز سيادتها، كما يبدو انها لن تجرؤ على دفع نصف سكانها للجلوس في الملاجئ وسط صيف قائظ يفضل الصهاينة قضاءه في المصايف والفسحات وليس في الملاجئ او ميادين القتال.
من البديهي ان تبدأ المواجهة القادمة من حيث انتهت الجولة السابقة، والجولة الأخيرة انتهت بعمليات في العمق وباختطاف جنود وبضرب الجبهة الداخلية من نقطة صفر، فكيف يمكن ان تكون عليه شكل الجولة القادمة..!!.
العداء المصري للقطاع بات يبدو اقل حدة مع رفع حماس من قوائم الارهاب ومع التفاهمات التي ابرمتها حماس مع المخابرات المصرية، فضلا عن تحسن علاقات حماس مع السعودية، ناهيك عن موسم الحج الدولي الى غزة للحيلولة دون تفجر جولة جديدة من المواجهة، والتي يتوقع ان تسهم في تنفيس الاحتقان لجهة كسر الحصار تدريجيا وصولا الى فتح معابر واقامة ميناء ومطار تحت غطاء هدنة طويلة.
كل المؤشرات السابقة توحي بابتعاد شبح الحرب عن غزة، لكن في ذات الوقت فان تبخر كل تلك الآمال برفع الحصار يؤكد امكانية اندلاع شبح المواجهة من جديد.
عماد توفيق
على وقع أخبار نصب مزيد من القباب الحديدية في المدن الصهيونية الكبيرة في غلاف غزة المحاصر، يقوم الجنرال آيزنكوت بزيارات لقيادة اللواء الجنوبي، وينظر عبر المنظار المكبر إلى الأحياء الفلسطينية القريبة من السياج، والتي دمرتها الآلة العسكرية النازية في حرب الـ51 يوما، بينما تنتصب الى جانبها خيام الصمود والتحدي التي تعيش فيها العائلات التي باتت بلا مأوى.
بالنسبة لرئاسة الاركان باتت غزة تعتبر ميدان رماية مفتوح يستعرض فيه كل رئيس أركان جديد قوته امام مقاومة عزلاء قياسا الى الترسانة الحربية التي تمتلكها الدولة العبرية، وللمفارقة فإن غزة باتت تستحق وعن جدارة لقب قاهرة رؤساء الأركان، حيث يغادر كل رئيس اركان أذلته غزة موقعه ليس مأسوفا على كفاءته، ليسلم الراية الى آخر ليجرب حظه العاثر مع غزة القاهرة.
ليست غزة بحاجة الى كثير من مواد الإعمار لبناء الابراج والشاليهات والفلل الفارهة، بل بحاجة الى قليل من الاسمنت لترميم بيوتهم البسيطة ليبقوا على قيد الحياة في انتظار الجولة المقبلة، فالجولة المقبلة باتت على ما يبدو أمرا يقينيا ومحتما بالنسبة لهم طبقا للتجارب الدامية السابقة، حيث ينتفي السؤال هل لصالح التساؤل عن متى..!!
قبل كل مواجهة يأتي رئيس الأركان الجديد بفريق من اللاعبين الجدد، ويوزع الأدوار لمواجهة لاعبي المقاومة على ارض استاد غزة الكبيرة التي باتت ملعبا دوليا لتحطيم الرؤوس وقلب الأجندات.
يواصل جيش الاحتلال بناء قوته، فيما تواصل المقاومة الفلسطينية تعزيز دفاعاتها وسط تحول في تكتيكات المواجهة لديها والانتقال من خنادق الدفاع الى جبهات الهجوم.
حرب الـ51 يوما الأخيرة اطاحت برئيس الأركان لصالح آخر، واطاحت بمصفحاته القديمة لصالح مصفحات "نمير"، واطاحت بخططه للتزود بطائرات "إف 22" لصالح تعزيز دفاعاته في مواجهة انفاق غزة التي باتت تخيف "اسرائيل " اكثر من اسلحة ايران النووية.
روزنامة التسهيلات لغزة التي تتسع وتطول كل يوم توحي بما لا يدع مجالا للشك أن "إسرائيل" ليست معنية بجولة قتال أخرى في غزة، وليس لدى خزينة الاحتلال فائض لصرف سبع مليارات شيكل أخرى على الحرب الجديدة، كما انها لا ترغب في استعادة التجربة المريرة التي اجبرتها على إغلاق مطارها الدولي ورمز سيادتها، كما يبدو انها لن تجرؤ على دفع نصف سكانها للجلوس في الملاجئ وسط صيف قائظ يفضل الصهاينة قضاءه في المصايف والفسحات وليس في الملاجئ او ميادين القتال.
من البديهي ان تبدأ المواجهة القادمة من حيث انتهت الجولة السابقة، والجولة الأخيرة انتهت بعمليات في العمق وباختطاف جنود وبضرب الجبهة الداخلية من نقطة صفر، فكيف يمكن ان تكون عليه شكل الجولة القادمة..!!.
العداء المصري للقطاع بات يبدو اقل حدة مع رفع حماس من قوائم الارهاب ومع التفاهمات التي ابرمتها حماس مع المخابرات المصرية، فضلا عن تحسن علاقات حماس مع السعودية، ناهيك عن موسم الحج الدولي الى غزة للحيلولة دون تفجر جولة جديدة من المواجهة، والتي يتوقع ان تسهم في تنفيس الاحتقان لجهة كسر الحصار تدريجيا وصولا الى فتح معابر واقامة ميناء ومطار تحت غطاء هدنة طويلة.
كل المؤشرات السابقة توحي بابتعاد شبح الحرب عن غزة، لكن في ذات الوقت فان تبخر كل تلك الآمال برفع الحصار يؤكد امكانية اندلاع شبح المواجهة من جديد.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية