غزة تستقبل ماليزيا ... بقلم : د. يوسف رزقة

الإثنين 21 يناير 2013

غزة تستقبل ماليزيا

د. يوسف رزقة

لست أدري متى سيزور الرئيس الأميركي غزة؟! هل يمكن التفكير في هذه القضية أم أن الفكرة هي ضرب من المستحيل؟! لا إجماع على تعريف المستحيل؟! هل كان ضرب تل أبيب من غزة فكرة مستحيلة؟! ربما قبل سقوط أول صاروخ على تل أبيب من غزة لا تجد من يفكر في الموضوع أصلاً تفكيراً علمياً متفائلاً، ولكن بعد سقوط أول صاروخ تزايدت أعداد كبار السن ممن يحلمون بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم.

لا مستحيل في الحياة الدنيا أمام من يعملون، ومن يتوكلون على الله في أعمالهم، ولكن المستحيل هو كلمة في قاموس القاعدين عن العمل ممن يركنون إلى الحياة الدنيا، وإلى واشنطن وإلى تل أبيب.

كانت غزة في حصار، وربما بعض آثاره ما زالت باقية، وكان مطلب غزة مواد البناء، ومواد الغذاء الأساسية، وما طلبت غزة ماليزيا أو إندونيسيا أو أيا من دول العالم وقادته.

غزة طلبت الحرية والكرامة، وقاتلت المحتل بما أعدت واستطاعت: (وأعدوا لهم ما استطعتم...) وتركت ما بعد الاستطاعة على الله، وخاضت معركة حجارة السجيل مع العدو بالاستطاعة والتوكل، فلان المستحيل وذل وانفضحت تل أبيب، وقيادة اليمين المتطرف، وعاد المعتدي(بخفي حنين) كما يقولون عند الفشل.

اليوم، وبعد أن لان المستحيل، وأشرق أمل العودة في النفوس، وارتفعت راية التوكل، جاءت ماليزيا إلى غزة.
غزة المنتصرة تستضيف اليوم رئيس وزراء ماليزيا، ماليزيا الدولة المسلمة والمجتمع المسلم الذي ضرب نموذجاً في النهضة والتنمية، فحققت مع مجموعة النمور الآسيوية ما يسميه البعض المستحيل الاقتصادي.

اليوم التجربة الماليزية كالتجربة الأندونيسية هي موضوع نقاش ودرامة في الدول الراغبة في تحدي المستحيل، وتحقيق النهضة. في مصر مثلاً كثيرون يدرسون الآن التجربة الماليزية. غزة بحاجة إلى دراسة هذه التجربة. رئيس وزراء ماليزيا وأركان الدولة اليوم في غزة في استضافة رئيس الوزراء إسماعيل هنية والطرفان سيستمع أحدهما إلى الآخر. غزة ستحكي قصة الصمود المستحيل ، وماليزيا ستحكي قصة المستحيل الاقتصادي الذي اخترق حصار التخلف، وحصار الدول الغربية التي احتكرت النهضة.

غزة التي استقبلت رئيس وزراء مصر هشام قنديل، واستقبلت ثلاثة عشر وزيراً عربياً، واستقبلت وزير خارجة تركيا، وتستعد لاستقبال الرئيس التونسي المرزوقي، والتي تستقبل رئيس الوزراء الماليزي.

ترى بعض الأوساط فيها تعبيراً عن أهمية الصمود، وعن تأثيرات النصر، متى سيزور الرئيس الأميركي غزة؟! غزة الكريمة العزيزة لا تطرد ضيفاً ولا تتنكر لأخلاقها العربية الإسلامية، وهي إذ ترحب برئيس وزراء ماليزيا، تترك أبوابها مفتوحة لمن أحب أو يحب زيارتها ليتضامن مع صمودها وانتصارها.

قد يذهب بعض المراقبين إلى وصف الزيارة بالإنسانية ونحن لا ننكر وجهها الانساني، بل ونشكر لرئيس الوزراء الماليزي تدشينه مدرسة علمية تقنية تحتضن بدايات التجربة الماليزية الاقتصادية النهضوية، ولكن مع إنسانية الزيارة ترجح الأسباب السياسية والأهداف السياسية من الزيارة فنحن نتكلم عن رئيس الوزراء الماليزي نفسه، ولا نتكلم عن مال ماليزي أو مشاريع ماليزية.

غزة تحتضن رئيس الوزراء، رمز السيادة والسياسة في ماليزيا، لذلك يجدر بالمراقبين النظر إلى الزيارة من أوجهها المختلفة، والنظر إليها في زمانها ومكانها ومكوناتها، ولكل عنصر مما ذكرنا دلالة على أن المستحيل يركع أمام من يصر على العمل، ويصبر ويصمد أمام التحديات، ويجعل الحرية والكرامة والعزة عنواناً له. (وقل اعملوا...).

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية