غزة حرة مستقلة بلا احتلال
د. يوسف رزقة
هذه رسالة إلى وفد فلسطين في القاهرة:
يجدر بكم أيها الإخوة الكرام في القاهرة الابتعاد في مرحلة التفاوض الأولى عن التفاصيل، لأن جلّ التفاصيل هي بيد الطرف الصهيوني، ولن يعطي شيئاً إلا بمقابل، لذا يجدر بكم إجمال المطالب الفلسطينية في عنوان واحد أولاً، وهذا العنوان هو:(غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال، ومن تدخلاته ومن الارتباط معه). وتذكروا أنه لا سند لكم في هذه المفاوضات إلا الله جلّ في علاه، وأن هناك حلفاً باغياً يعمل على إفشال نصر مقاومتكم الباسلة، فاصمدوا، واعلموا أن المقاومة فئة كل مؤمن.
اطلبوا من الوفد المصري والأمريكي الإقرار بحق غزة حرة ذات سيادة أولاً، كخطوة أولى لما يجب أن تكون عليه الضفة أيضاً. أنتم تستطيعون الآن ومن خلال الوفد الفلسطيني الموحد الحصول على هذا المطلب فوراً.
لا علاقة لإسرائيل ببحر غزة ، ولا بأجواء غزة، ولا باقتصاد غزة، ولا ينبغي أن يكون لها علاقة البتة من الآن فصاعداً، وإذا أعطيتم الاحتلال تهدئة أو هدنة محددة المدة زمناً، فيجب أن يكون في مقابلها الحرية الكاملة وزوال الاحتلال وقيام السيادة الفلسطينية الكاملة، ومن هنا يستمد العنوان أهميته.
إنه إذا توقف الوفد عند رفع الحصار وفتح المعابر وإعادة الإعمار فإن جل التفاصيل في هذه الملفات هي بيد إسرائيل، وستساومكم على كيس الإسمنت، وسيخ الحديد مساومة قاسية تفقدنا تضحياتنا.
(غزة بلا احتلال لا من الجو، ولا من البحر، ولا من المعابر)، يعني أن غزة تتصل بالعالم الخارجي اتصالاً مباشراً، وتتاجر مع العالم بدون وساطة إسرائيلية، ولا حتى عربية، ولا بأس من من قبول إشراف دولي فيما يتعلق بشئون الأمن لفترة محددة، وستجد هذه المطالب تفهماً دولياً. إن رأس مطالب سكان غزة والأراضي المحتلة هو رفض بقاء الاحتلال بشكله المفروض علينا بقوة السلاح في البحر والجو والمعابر.
كلمة واحدة تريدها غزة بعد هذه الدماء، وبعد هذا النصر، نريد (غزة حرة ذات سيادة بلا احتلال)، وهذا لا يعني الفصل بين غزة والضفة، بل يعني أن غزة خطوة أولى لما يجب أن يحصل في الضفة أيضاً، ونحن نعلم استراتيجية الاحتلال في فصل غزة عن الضفة، ويجب علينا مقاومتها بقوة، لذا كانت هذه الحرب في أحد أسبابها: هو انتصار غزة لأهلنا في الضفة.
قد يبدو هذا المطلب كبيرا في ضوء اختلال موازين القوة، والخذلان العربي والدولي، ولكن ما نطلبه يقع في إطار الممكن، وفي إطار القوانين الدولية، وأحسب أن مجمل ما حدث في هذه المعركة قد مهد لهذا، وما قدمته غزة من مهر له كان كبيراً، و قدمه شعب عظيم، يجدر ألا تغرقه السياسة في تفاصيل، يمكن لدولة الاحتلال أن تتنصل منها لاحقاً. (غزة حرة بلا احتلال). هذا هو العنوان.
لقد تحدثت الورقة الفلسطينية عن مطالب مشروعة قد تفضي عند الاستجابة الكاملة لها إلى زوال الاحتلال، وأنا أريد أن أصحح المعادلة المقلوبة تحت ضغط الحرب، ليكون زوال الاحتلال هو المبدأ والعنوان، ثم نبحث في الإجراءات التي تفضي إلى تحقيقه في وقت محدد.
وبعبارة أخرى لقد حصلت غزة على نصف تحرير من خلال (إعادة الانتشار) التي قام بها شارون تحت ضغط الانتفاضة، والآن علينا استكمال التحرير، بتحويل إعادة الانتشار إلى (انسحاب حقيقي وكامل). وهو أمر أحسبه في متناول اليد الآن بضغط الحرب هذه، ويجدر أن يكون هو أهم مخرجاتها، لا سيما وأن لفلسطين في القاهرة وفدا موحدا.
لا ينبغي فتح ممر هنا أو هناك لإسرائيل لتتهرب من هذا الاستحقاق الذي يجمع عليه المجتمع الدولي وأحرار العالم، الذين ملّوا من حروب (إسرائيل) وعدوانها المتكرر على غزة، ورفضها مطالب السلطة أيضاً.
الفرص تأتي مرة واحدة، وكما أبدعت المقاومة في ميدان القتال، وكما أبدع الشعب في الصبر والتضحية واحتضان المقاومة، فإنا نأمل أن يبدع السياسي في استثمار التضحيات، والبناء على ما أنجزته المقاومة. وحذار حذار من دهاليز الساسة ومراوغاتهم، فإنهم اليهود، وعلينا أن نتذكر دائماً أنهم يهود. والله ورسوله أعلم.
د. يوسف رزقة
هذه رسالة إلى وفد فلسطين في القاهرة:
يجدر بكم أيها الإخوة الكرام في القاهرة الابتعاد في مرحلة التفاوض الأولى عن التفاصيل، لأن جلّ التفاصيل هي بيد الطرف الصهيوني، ولن يعطي شيئاً إلا بمقابل، لذا يجدر بكم إجمال المطالب الفلسطينية في عنوان واحد أولاً، وهذا العنوان هو:(غزة حرة مستقلة خالية من الاحتلال، ومن تدخلاته ومن الارتباط معه). وتذكروا أنه لا سند لكم في هذه المفاوضات إلا الله جلّ في علاه، وأن هناك حلفاً باغياً يعمل على إفشال نصر مقاومتكم الباسلة، فاصمدوا، واعلموا أن المقاومة فئة كل مؤمن.
اطلبوا من الوفد المصري والأمريكي الإقرار بحق غزة حرة ذات سيادة أولاً، كخطوة أولى لما يجب أن تكون عليه الضفة أيضاً. أنتم تستطيعون الآن ومن خلال الوفد الفلسطيني الموحد الحصول على هذا المطلب فوراً.
لا علاقة لإسرائيل ببحر غزة ، ولا بأجواء غزة، ولا باقتصاد غزة، ولا ينبغي أن يكون لها علاقة البتة من الآن فصاعداً، وإذا أعطيتم الاحتلال تهدئة أو هدنة محددة المدة زمناً، فيجب أن يكون في مقابلها الحرية الكاملة وزوال الاحتلال وقيام السيادة الفلسطينية الكاملة، ومن هنا يستمد العنوان أهميته.
إنه إذا توقف الوفد عند رفع الحصار وفتح المعابر وإعادة الإعمار فإن جل التفاصيل في هذه الملفات هي بيد إسرائيل، وستساومكم على كيس الإسمنت، وسيخ الحديد مساومة قاسية تفقدنا تضحياتنا.
(غزة بلا احتلال لا من الجو، ولا من البحر، ولا من المعابر)، يعني أن غزة تتصل بالعالم الخارجي اتصالاً مباشراً، وتتاجر مع العالم بدون وساطة إسرائيلية، ولا حتى عربية، ولا بأس من من قبول إشراف دولي فيما يتعلق بشئون الأمن لفترة محددة، وستجد هذه المطالب تفهماً دولياً. إن رأس مطالب سكان غزة والأراضي المحتلة هو رفض بقاء الاحتلال بشكله المفروض علينا بقوة السلاح في البحر والجو والمعابر.
كلمة واحدة تريدها غزة بعد هذه الدماء، وبعد هذا النصر، نريد (غزة حرة ذات سيادة بلا احتلال)، وهذا لا يعني الفصل بين غزة والضفة، بل يعني أن غزة خطوة أولى لما يجب أن يحصل في الضفة أيضاً، ونحن نعلم استراتيجية الاحتلال في فصل غزة عن الضفة، ويجب علينا مقاومتها بقوة، لذا كانت هذه الحرب في أحد أسبابها: هو انتصار غزة لأهلنا في الضفة.
قد يبدو هذا المطلب كبيرا في ضوء اختلال موازين القوة، والخذلان العربي والدولي، ولكن ما نطلبه يقع في إطار الممكن، وفي إطار القوانين الدولية، وأحسب أن مجمل ما حدث في هذه المعركة قد مهد لهذا، وما قدمته غزة من مهر له كان كبيراً، و قدمه شعب عظيم، يجدر ألا تغرقه السياسة في تفاصيل، يمكن لدولة الاحتلال أن تتنصل منها لاحقاً. (غزة حرة بلا احتلال). هذا هو العنوان.
لقد تحدثت الورقة الفلسطينية عن مطالب مشروعة قد تفضي عند الاستجابة الكاملة لها إلى زوال الاحتلال، وأنا أريد أن أصحح المعادلة المقلوبة تحت ضغط الحرب، ليكون زوال الاحتلال هو المبدأ والعنوان، ثم نبحث في الإجراءات التي تفضي إلى تحقيقه في وقت محدد.
وبعبارة أخرى لقد حصلت غزة على نصف تحرير من خلال (إعادة الانتشار) التي قام بها شارون تحت ضغط الانتفاضة، والآن علينا استكمال التحرير، بتحويل إعادة الانتشار إلى (انسحاب حقيقي وكامل). وهو أمر أحسبه في متناول اليد الآن بضغط الحرب هذه، ويجدر أن يكون هو أهم مخرجاتها، لا سيما وأن لفلسطين في القاهرة وفدا موحدا.
لا ينبغي فتح ممر هنا أو هناك لإسرائيل لتتهرب من هذا الاستحقاق الذي يجمع عليه المجتمع الدولي وأحرار العالم، الذين ملّوا من حروب (إسرائيل) وعدوانها المتكرر على غزة، ورفضها مطالب السلطة أيضاً.
الفرص تأتي مرة واحدة، وكما أبدعت المقاومة في ميدان القتال، وكما أبدع الشعب في الصبر والتضحية واحتضان المقاومة، فإنا نأمل أن يبدع السياسي في استثمار التضحيات، والبناء على ما أنجزته المقاومة. وحذار حذار من دهاليز الساسة ومراوغاتهم، فإنهم اليهود، وعلينا أن نتذكر دائماً أنهم يهود. والله ورسوله أعلم.
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية