غفران وحسن.. وإيجابيات الارتباط الزوجي على واقع الأسير
الأسيرة أحلام التميمي
من الخطأ أن تحكم على الأسير الفلسطيني بالانغلاق عن الحياة ومتطلباتها حسب حكمه الصادر بحقه وأن ننظر إليه بعين الشفقة ولا نقدم له إلا عبارة " صبرك الله وتحمّل " ونهرب من التزاماتنا أمام كل أسير يوجب علينا صناعة السعادة له بكل أنواعها ..ولا ينفكّ العدو عن إغلاق كل سبل تواصل الأسير مع الخارج .. ولربما أننا سلّمنا لغاية العدو بدون وعي وأغلقنا على الأسير السبل المفتوحة أصلاً وليس للعدو يد بإغلاقها، فعندما يتوفر أكثر من خمسين محطة إذاعية في الوطن على سلم أولوياتها برامج التضامن مع الأسرى والتواصل المجتمعي، ولا تلتفتون لمثل هكذا برامج وتتوفر خدمة البريد للمراسلة ولا تلتفتون لهذه الخدمة وتتوفر الصحف المكتوبة ولا تلتفتون لها، إذن أنتم تغلقون على الأسرى سبل الانفتاح بانقطاعكم عن الإطلال عليهم عبرها ..وهذا يولّد مع تقدم سنيّ أسر الأسير قناعة أنه منسيّ من قبل المجتمع، ولا أحد يذكره مما يولّد عنده دعوة للانفراد الذاتي والعيش على أمل انتظار كلمة من أحدهم دليل أنه موجود ليرد عليها ويشعر بطعم الوجود ..إن واقع الأسير المرير كمرارة العلقم الذي تتجرعه ثم تقذفه لخارج فمك ليستمر طعمه طويلاً في الفم، والرتابة الدائمة في أيام حياة الأسير والأشخاص الدائمين أنفسهم من عائلته المطلين عليه بين الفينة والأخرى بسلام أو اطمئنان هي أمور لا تغيّر مرارة واقع الأسير بل وتزيده مرارة .وشعور الأسير بالوجود .. شعور الأسير أنه عنصر فاعل .. شعور الأسير أن أحدهم يحتاجه وأن هناك من يعتبر الأسير أمراً مهماً له .. هو الشعور الذي يجب أن نخلقه عند الأسير حتى نخرجه من حالة الشعور الدائم أنه شهيد مع وقف التنفيذ وأن الحياة مستمرة بدونك ..!!
والزواج هو السبيل الوحيد نحو خلق هذا الشعور عند الأسير .. بالزواج تقلب حياة الأسير كلياً، فالنفس البشرية بحاجة إلى الآخر دوماً الذي لا تكتمل إلا فيه، وبدونه يظل هناك نقص مهما حاول الأسير تعبئته لا يقدر أبداً ..إن حضور المرأة في واقع حياة الأسير مهم جداً .. إذ معها ترتسم الابتسامة الحقيقية على وجه الأسير ومعها تزوره الفراشات في قلب زنزانته وتحيلها إلى حديقة غنّاء، إذ تعتبر المرأة الزوجة هي ذات الزوج وأخوه، وللمرأة التي تعتبر ارتباطها بالأسير نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله خصوصية عن باقي نساء الأرض في الوقت الذي يُعتبر المجتمع الفلسطيني هذا النوع من النساء وما تقدم عليه من ارتباط زوجي بالأسير ضرباً من الجنون، فإن " غفران زامل " ابنة مخيم العين بنابلس آمنت أن ارتباطها بالأسير " حسن سلامة " ابن غزة هاشم هو إحدى مراحل طريق الجهاد الطويل وأدخلت على زنزانة حسن الحياة .. وبددت ظلامها إلى نور وأضاءت حوله الشموع .. وشعر حسن سلامة أنه موجود حقيقة .. وأن هناك امرأة مسؤولة منه وأنه لأجلها سيواصل ولأجلها لن يسلم نفسه لرتابة المكان وقسوة الجدران وغاية السجان .
ما عاد حسن سلامة بعد ارتباطه بغفران يرى حوله إلا تلك المرأة التي للكلام معها طعم آخر ... وللنظر إليها عبر الصور طعم آخر ولزيارة نغم كلماتها عبر الإذاعات طعم آخر أزاح مرارة العزل كما دفعه نحو الاستمرار كي يصل إلى النور الموجود آخر الممر ..بعد ارتباط حسن سلامة بغفران زامل أرسل إليّ قائلاً : " أين كنت وأين وصلت يا أختي .. لقد ولدت مع غفران من جديد .. تاريخ ارتباطنا هو تاريخ ولادتي على الحياة .. والآن بدأت "يظن الأسير نفسه دوماَ أن المرأة لا تلتفت له وأنه ليس على مواصفات ومقاييس نساء اليوم، لذلك الأسرى النخبة لا يصلح لهم إلا نساء المجتمع النخبة، لأنهم أفضل الرجال وهنّ أفضل النساء، ولكن قليلات هنّ من يحملنَ زمام المبادرة وقليل من الأسرى من يملك جرأة الإقدام على هذه الخطوة التي تحتكم للعادات والتقاليد واحتمالية عدم الإفراج عن الأسير أو هجران المرأة لشريكها مستسلمة لقيود المجتمع وتقدم العمر الذي يقابله المجتمع بالكلام التقليدي الذي اعتدنا على سماعه..
وهنا أود القول : ...إن مشروع ارتباط المرأة الموجودة خارج الأسر بالأسير هو مشروع على الأسير أن يدرك فيه أن عليه عدم تأجيله لأن الحياة يجب أن نعيشها بكل ما فيها، فأربعة جدران لا يجب أن تقعدك أيها الأسير مشلولاً، وعلى المرأة من جهة أخرى أن تدرك أن الارتباط بالأسير هو لله أولاً وآخراً نتائجه تفترض عدة احتمالات، إذ قد تطول مدة أسر الأسير فالارتباط غير مبني باشتراط الإفراج عن الأسير، فالارتباط هنا وقود يدعم الأسير للاستمرار حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فإن أفرِج عنه اكتملت الحياة الزوجية وإن لم يُفرج عنه يجب أن يستمر التواصل .
والاحتمال الآخر أن يخرج الأسير ويُغتال أو أن يؤسر من جديد، وهنا على المرأة أن تدرك أن حياة الأسير تحتمل كل السيناريوهات، وهي يجب ان تكون سيدة موقف وصاحبة مبدأ ..والاحتمال الآخر وهو المهم أن يتقدم عمر المرأة التي آثرت الارتباط بالأسير لإيمانها بهذا المشروع الرباني، أن سنوات انتظارها لتحرر زوجها جعلتها غير قادرة على الإنجاب وهذا أصعب احتمال، إذ سيتعرض الاثنين إلى ضغوطات عائلية ومجتمعية لا ترحم، وهنا عليهما اتخاذ القرار المناسب إما باكتفاء الذات بالذات وإما أن يتزوج الأسير أخرى بغرض الإنجاب، وهنا على المرأة المجاهدة أن لا ترفض الأمر لأن أساس ارتباطها من البداية هو ارتباط غير مشروط وأي شرط فيه يفقده خصوصية الجهاد في سبيل الله ونيل رضاه عن طريق إسعاد أسير مجاهد في سبيل الله ..
وهذه هي غفران زامل صاحبة المبدأ الحق .. عاشقة الحسن .. المنتظرة لحظة التوحد ضربت بعصاها السحرية الأرض فانشق النور من عزل حسن سلامة وتفجرت ينابيع روت ظمأه فاخضر عوده وأورقت دنياه ..يا ليت كل النساء غفران زامل .. ويا ليت كل الأسرى حسن سلامة .. هكذا ننتصر على واقعنا ويعلم العدو أن لا شيء يشلّنا عن مزاولة حياتنا مهما دبّر وخطّط..كل النساء تنحني أمام روعة شخصك الكريم يا غفران .. وأنا في أسري واحدة منهنّ أنحني احتراماً وتقديراً للفكر والمبدأ الذي تحملين .. طوبى لك وطوبى لزوجك الحسن، هذا الأسير الذي اصطادك يا سيدة اللبؤات .. ظلي شاخصة الأبصار نحوه وسيظل شاخص البصر نحوك، فنور الله يحيطكما وعين الله تحرسكما ..ولتحذو كل فتاة حذو عفران حتى نصنع للأسرى السعادة الحقيقية فعلاً لا قولاً .. ويكابر الأسير على نفسه ويظلمها إن ادّعى أن المرأة الحبيبة غير مهمة في واقع حياته ..فاسألوا الحسن .. واسألوا نزار .. واسألوا وليد دقة .. واسألوا حسام شاهين .. واسألوا هيثم صالحية .. وغيرهم ...ماذا صنعت لهم حواء وكيف أن حبها أوصلهم إلى حد الهذيان .. فنسوا معهنّ السجن والسجان ..
والزواج هو السبيل الوحيد نحو خلق هذا الشعور عند الأسير .. بالزواج تقلب حياة الأسير كلياً، فالنفس البشرية بحاجة إلى الآخر دوماً الذي لا تكتمل إلا فيه، وبدونه يظل هناك نقص مهما حاول الأسير تعبئته لا يقدر أبداً ..إن حضور المرأة في واقع حياة الأسير مهم جداً .. إذ معها ترتسم الابتسامة الحقيقية على وجه الأسير ومعها تزوره الفراشات في قلب زنزانته وتحيلها إلى حديقة غنّاء، إذ تعتبر المرأة الزوجة هي ذات الزوج وأخوه، وللمرأة التي تعتبر ارتباطها بالأسير نوعاً من أنواع الجهاد في سبيل الله خصوصية عن باقي نساء الأرض في الوقت الذي يُعتبر المجتمع الفلسطيني هذا النوع من النساء وما تقدم عليه من ارتباط زوجي بالأسير ضرباً من الجنون، فإن " غفران زامل " ابنة مخيم العين بنابلس آمنت أن ارتباطها بالأسير " حسن سلامة " ابن غزة هاشم هو إحدى مراحل طريق الجهاد الطويل وأدخلت على زنزانة حسن الحياة .. وبددت ظلامها إلى نور وأضاءت حوله الشموع .. وشعر حسن سلامة أنه موجود حقيقة .. وأن هناك امرأة مسؤولة منه وأنه لأجلها سيواصل ولأجلها لن يسلم نفسه لرتابة المكان وقسوة الجدران وغاية السجان .
ما عاد حسن سلامة بعد ارتباطه بغفران يرى حوله إلا تلك المرأة التي للكلام معها طعم آخر ... وللنظر إليها عبر الصور طعم آخر ولزيارة نغم كلماتها عبر الإذاعات طعم آخر أزاح مرارة العزل كما دفعه نحو الاستمرار كي يصل إلى النور الموجود آخر الممر ..بعد ارتباط حسن سلامة بغفران زامل أرسل إليّ قائلاً : " أين كنت وأين وصلت يا أختي .. لقد ولدت مع غفران من جديد .. تاريخ ارتباطنا هو تاريخ ولادتي على الحياة .. والآن بدأت "يظن الأسير نفسه دوماَ أن المرأة لا تلتفت له وأنه ليس على مواصفات ومقاييس نساء اليوم، لذلك الأسرى النخبة لا يصلح لهم إلا نساء المجتمع النخبة، لأنهم أفضل الرجال وهنّ أفضل النساء، ولكن قليلات هنّ من يحملنَ زمام المبادرة وقليل من الأسرى من يملك جرأة الإقدام على هذه الخطوة التي تحتكم للعادات والتقاليد واحتمالية عدم الإفراج عن الأسير أو هجران المرأة لشريكها مستسلمة لقيود المجتمع وتقدم العمر الذي يقابله المجتمع بالكلام التقليدي الذي اعتدنا على سماعه..
وهنا أود القول : ...إن مشروع ارتباط المرأة الموجودة خارج الأسر بالأسير هو مشروع على الأسير أن يدرك فيه أن عليه عدم تأجيله لأن الحياة يجب أن نعيشها بكل ما فيها، فأربعة جدران لا يجب أن تقعدك أيها الأسير مشلولاً، وعلى المرأة من جهة أخرى أن تدرك أن الارتباط بالأسير هو لله أولاً وآخراً نتائجه تفترض عدة احتمالات، إذ قد تطول مدة أسر الأسير فالارتباط غير مبني باشتراط الإفراج عن الأسير، فالارتباط هنا وقود يدعم الأسير للاستمرار حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، فإن أفرِج عنه اكتملت الحياة الزوجية وإن لم يُفرج عنه يجب أن يستمر التواصل .
والاحتمال الآخر أن يخرج الأسير ويُغتال أو أن يؤسر من جديد، وهنا على المرأة أن تدرك أن حياة الأسير تحتمل كل السيناريوهات، وهي يجب ان تكون سيدة موقف وصاحبة مبدأ ..والاحتمال الآخر وهو المهم أن يتقدم عمر المرأة التي آثرت الارتباط بالأسير لإيمانها بهذا المشروع الرباني، أن سنوات انتظارها لتحرر زوجها جعلتها غير قادرة على الإنجاب وهذا أصعب احتمال، إذ سيتعرض الاثنين إلى ضغوطات عائلية ومجتمعية لا ترحم، وهنا عليهما اتخاذ القرار المناسب إما باكتفاء الذات بالذات وإما أن يتزوج الأسير أخرى بغرض الإنجاب، وهنا على المرأة المجاهدة أن لا ترفض الأمر لأن أساس ارتباطها من البداية هو ارتباط غير مشروط وأي شرط فيه يفقده خصوصية الجهاد في سبيل الله ونيل رضاه عن طريق إسعاد أسير مجاهد في سبيل الله ..
وهذه هي غفران زامل صاحبة المبدأ الحق .. عاشقة الحسن .. المنتظرة لحظة التوحد ضربت بعصاها السحرية الأرض فانشق النور من عزل حسن سلامة وتفجرت ينابيع روت ظمأه فاخضر عوده وأورقت دنياه ..يا ليت كل النساء غفران زامل .. ويا ليت كل الأسرى حسن سلامة .. هكذا ننتصر على واقعنا ويعلم العدو أن لا شيء يشلّنا عن مزاولة حياتنا مهما دبّر وخطّط..كل النساء تنحني أمام روعة شخصك الكريم يا غفران .. وأنا في أسري واحدة منهنّ أنحني احتراماً وتقديراً للفكر والمبدأ الذي تحملين .. طوبى لك وطوبى لزوجك الحسن، هذا الأسير الذي اصطادك يا سيدة اللبؤات .. ظلي شاخصة الأبصار نحوه وسيظل شاخص البصر نحوك، فنور الله يحيطكما وعين الله تحرسكما ..ولتحذو كل فتاة حذو عفران حتى نصنع للأسرى السعادة الحقيقية فعلاً لا قولاً .. ويكابر الأسير على نفسه ويظلمها إن ادّعى أن المرأة الحبيبة غير مهمة في واقع حياته ..فاسألوا الحسن .. واسألوا نزار .. واسألوا وليد دقة .. واسألوا حسام شاهين .. واسألوا هيثم صالحية .. وغيرهم ...ماذا صنعت لهم حواء وكيف أن حبها أوصلهم إلى حد الهذيان .. فنسوا معهنّ السجن والسجان ..
الشبكات الاجتماعية
تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية