فتح في تفكير المؤسسة الإسرائيلية (10) ... بقلم : علاء الريماوي

الأحد 13 يناير 2013

فتح في تفكير المؤسسة الإسرائيلية (10)

علاء الريماوي

في ما سبق من مقالات تسعة ناقشنا أهم المراحل العمرية لحركة فتح، وتناولنا الكيفية التي تعاطت بها المؤسسة الإسرائيلية التي انتقلت هذه الأيام إلى منطق خطير وجب الانتباه إليه.

منذ قدوم حكومة نتنياهو بات مشهد التعاطي مع فتح على أنها حركة لا تملك الخيار، ولا تستطيع القفز إلى خيارات كانت في ظل الراحل ياسر عرفات ممكنه، هذه النتيجة كانت بعد منهجية من السلوك الذي قدمته فتح ذاتها عن نفسها حين أعلنت إستراتيجية نضالها عبر المفاوضات والمفاوضات فقط مع استخدام منهجية عرجاء قامت على دعم الغرب لتصورات الدولة من خلال الجاهزية.

حديث الجاهزية عزز منطق التعاطي الإسرائيلي مع الضفة الغربية على أنها مساحة لعب مشترك، فزاد حجم الاستيطان، وانتقل من شكل التطور الطبيعي إلى سياسة السيطرة المطلقة على القدس ومعها الضفة الغربية التي باتت تحوي أكثر من نصف مستعمر إسرائيلي.

هذا الحديث يأتي في سياق مهم خاصة عند الحديث عن أهلية فتح كتنظيم فلسطيني قادر على حمل ملفات مهمة خاصة في ظل وضعه الحالي والذي يرفض فيه نقاش حالته إلى الآن والمتمثلة في المحاور الآتية.

1. البرنامج السياسي للحركة : حدوده، مرتكزاته، منهجيته، أدواته،و قواعد العمل التي لا بد من الوقوف عليها ليتسنى للمتابع في الساحة الفلسطينية الحكم على حركة بوزن فتح.

2. البدائل والخطاب الواحد : فتح في عهد القيادة الجديدة أظهرت عجزا منقطع النظير خاصة في ملف التعاطي مع دولة الاحتلال في حين اكتفت الحركة إعلانها ممارسة أشكال المقاومة الهادئة التي لا تغير من قواعد اللعبة على أرض الواقع.

3. المؤسسات المرجعية وشكل التعاطي معها : ظلت فتح منذ ولادتها تحسن السيطرة على كافة مؤسسات منظمة التحرير من غير قدرة على خلق توافق فلسطيني، هذا الحال في سنوات الشباب كان يأخذ شرعيته من حجم المقاومة التي كانت تحققها فتح، اليوم الصورة مختلفة، والتوازن بات غائبا بين المناهج وسلوك فتح، لذلك بات على حركة فتح واجب الوقوف على منهجية القبول بشراكة الآخر لا استخدامه.

4. طبيعة السلوك مع دولة الاحتلال: هذه المنهجية يجب أن تنظم العلاقة وفق حقيقة أن الاحتلال وجب التعاطي معه من خلال المقاومة بغض النظر عن شكلها، لذلك من المهم لحركة الفتح الوقوف على ماض من العلاقات وجب تغييره.

5. البنية المجتمعية الفلسطينية : لقد طحنت سنوات الانقسام بنية المجتمع الفلسطيني، وبتنا بحاجة إلى تأهيل نفسي يقبل فيه كل واحد منا الآخر، خاصة في ظل الحاجة المتبادلة لكل عناصر القوة.

6. البناء التنظيمي وزخم الجيل الشاب في الحركة : فتح كباقي التنظيمات الفلسطينية بل رائدتها في وأد الجيل الشاب لديها، خاصة عند الحديث عن المراكز التنظيمية المهمة، حيث أدى ذلك إلى منهجية من الإحباط خلقت لا مبالاة في صفوف الجيل المبادر الذي سيطر عليها كثير من ظواهر وجب على فتح اكتشافها.

في الختام سواء اختلف الناقد لفتح معها، أو اتفق، تظل من الحركات الفلسطينية التي تملك حضورا، وإمساكا في الملفات المهمة.
اليوم تمر القضية الفلسطينية في ظروف صعبة باتت تهدد الوجود الفلسطيني وحضوره على أرض أحكمت دولة الاحتلال السيطرة عليها.
هذه الحقيقة تحتاج إلى حشد يستطيع الصمود في وجه المخططات الإسرائيلية، لذلك صار لزاما على الساحة الحزبية السعي إلى خلق توافق يقبل الصداقة المؤقتة، والتفاهم البناء وفق عناصر القوة المتاحة.

لذلك أنهي حديثي بتقديم التهنئة للأخوة في حركة فتح بمناسبة انطلاقتهم، مع ضرورة التذكير بما سبق من نقاط ست تحتاجها الحركة للبناء الحقيقي والمراجعة الصادقة.

مع اليقين لدي أن كثيرا من متابع السلسلة سيقف عند ما كتبت، ناقدا، مشفقا، غاضبا، لكن هي الآراء وإن اختلفت تضيف لساحة البناء جديدا يمكن الاستفادة منه.

جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية