فتح وأمريكا.. بين الدم والعار!!

فتح وأمريكا.. بين الدم والعار!!بقلم: عماد عفانة

الأحد 21 يونيو 2009

فتح وأمريكا.. بين الدم والعار
بقلم: عماد عفانة
لم اعد أشك في صدقية الأنباء التي أوردتها الكثير من المواقع الإخبارية والصحف، عدا عن الوثائق التي باتت تملأ الشبكة العنكبوتية عن تجنيد قيادات في مفاصل كبيرة في حركة فتح وأجهزتها الأمنية للعناصر العاملة في هذه الأجهزة للتجسس على أنظمة عربية وإسلامية فضلا عن فصائل المقاومة الفلسطينية لصالح أجهزة المخابرات الكبرى في العالم وعلى رأسها ما يسمى بـ   CIA   والتي توزع ما يلزم من هذه المعلومات على مخابرات العالم ضمن ما يسمى بالتعاون الدولي ضد ما يسمى بالإرهاب الاسم الذي بات يعبر عن كل من يعادون الظلم الدولي والعربدة الامبريالية باسم الأمم المتحدة أو المجتمع الدولي..الخ من هذه المسميات.
 
كما لم أعد أشك في أن ما يسمى بسفارات فلسطين - التي تملك سفارات وممثليات في أكثر مما تملك دول كبيرة وغنية في العالم -   تستخدم كمراكز أحيانا وكفروع أحيانا أخرى لعمل استخباري تجسسي ليس لصالح فلسطين التي ليس لها مصلحة في التجسس على احد بل لصالح دول استعمارية كبرى في العالم.
 
الغريب أن هذه الفضائح التاريخية لم تظهر إلا بعد سيطرة حماس على مقار الأجهزة الأمنية في غزة الأمر الذي كشف عن الكثير من عمليات التجسس المخجلة.
 
الشاهد في الأمر أن تحول تنظيم ثوري مؤسس للثورة الفلسطينية المعاصرة كحركة فتح إلى عملاء لصالح قوى استعمارية كبرى بأوامر عن وعي وإدراك من قيادة هذا التنظيم ليس بعد قيام السلطة الفلسطينية في أعقاب اتفاقات أوسلو الظالمة فقط وإنما ربما منذ ما كان يسمى بسنوات الثورة والنضال الأمر الذي ربما يفسر كون هذا الفلسطيني "الثورجي" بات منبوذا من كثير من الأنظمة العربية بل ومصدر فتنة واقتتال في دول عربية أخرى.
 
الشاهد الآخر أن تحول ما كان يسمى بالثورة الفلسطينية إلى مجرد مرتزقة مخابراتية لصالح قوى أخرى ربما يفسر عجز ثورة بهذا العمر الطويل عن تحقيق جزء من أهدافها ولو بتحرير شبر واحد من ارض الوطن تحريرا حقيقيا، ربما لانشغال أصحابها بخدمة أهداف الأغيار مقابل حفنة من الأموال لجيوب الثورجيين الكبار.
 
الشاهد الثالث ان تجيير قيادات ما كان يسمى بالثورة لمقدرات الثورة البشرية والنضالية لخدمة أهداف الأعداء الإستخبارية ربما يفسر انعدام اثر ما يسمى بسفارات فلسطين وممثلياتها في العالم على القضية وعلى خدمة شعبنا الفلسطيني المشتت على امتداد المعمورة.
 
الشاهد الرابع ان تحول القضية الفلسطينية إلى ثورة للبيع لهذا النظام أو ذاك ربما يفسر تصارع ما يسمى بفصائل م.ت.ف على جني النفوذ والمال من استثمارات الثورة، ودخولهم في حروب مخجلة أطاحت بما تبقى للثورة الفلسطينية من طهر الدماء وهيبة السلاح عندما تحولت إلى ثورة حتى آخر الشهر..!!
 
وهذا ما يفسر أيضا محاربة بعض الفصائل الفلسطينية إلى جانب أنظمة أحيانا وضد منظمة التحرير وضد فتح أحيانا أخرى ومع العراق ضد الكويت أحيانا ومع الأمريكان ضد العراق والمقاومة فيها أحيانا أخرى، وهذا ما يفسر إصابة الفلسطيني بكثير من الخوازيق في مسيرته من الأنظمة التي كان يعيش على أرضها، تماما كما حدث مع فلسطينيي الكويت، وتماما كما هو حاصل مع فلسطينيي العراق المذبوحين على ارض العراق تماما كما المذبوحين في مخيمات اللجوء على الحدود الأردنية.
 
ليس للفلسطيني أي فخر بدعم أي ثورة ومنها الثورة الإيرانية التي يدعي بعض الدجالين من الكتاب ان عرفات أمدها بالمال والسلاح والتدريب وهي في دور النشوء في لبنان، ويذهب هؤلاء الدجالون إلى ابعد من ذلك عندما يدعون أن كثيرا من قادة إيران تتلمذوا في المدرسة الفلسطينية الثورية، ونتساءل أي مدرسة ثورية فلسطينية تلك التي ترتزق من التجسس على البلاد العربية والإسلامية المعادية لأمريكا وإسرائيل..!!، واي ثورة تلك التي تبيع وطنها مقابل وعود لا تساوي الحبر التي تكتب فيه.!!
 
وفي المحصلة فإن التجارب البشرية أكدت وما زالت أن لا ناقة لنا ولا بعير في أي خلاف عربي أو إسلامي ولا في التجسس على أي بلد في العالم لصالح القوى الاستعمارية، وأننا يجب أن ننأى بقضيتنا عن أي صراع آخر، رغم ذلك فقد رأينا حركة فتح تمتلك من السذاجة ما أودى بقضيتنا وثورتنا إلى مهاوي الردى، الأمر الذي ما زلنا نجني ثماره المرة حتى بعد دخول الثورة لتعيش تحت بساطير الاحتلال ويتحول الثورجية إلى مليشيات توفر الأمان للمحتل ومغتصبيه.
 
الأمر الذي يفسر ربما تسليم مقاليد بقايا ما يسمى بالثورة إلى مصانع الجنرال الأمريكي كيث دايتون لصناعة الفلسطيني الجديد الذي تحول إلى آلة مستعدة للقتل والذبح والتفجير حتى ولو لأبيه أو أمه أو أخيه أو أخته أو عمه أو ابن عمه أو المناضل الذي يدافع عن شرف زوجته، وذلك مقابل ملء جيبه آخر الشهر بحفنة من المال المغمس بالدم والعار
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية