فراعنة العصر وثقافة الاستلقاء ... بقلم : د.عصام شاور

الأربعاء 12 يونيو 2013

فراعنة العصر وثقافة الاستلقاء

د.عصام شاور

استمعت إلى حديث أحد المعارضين لنظام الرئيس المصري د.محمد مرسي، توقفت ملياً عند مفهومه للثقافة المصرية،التي وصفها بأنها خليط من الثقافة الفرعونية والمسيحية والإسلامية، وأنه لا يحق للإسلاميين الادعاء بأن الثقافة المصرية هي ثقافة إسلامية ، والمتحدث يعتز أكثر بثقافة ما قبل الإسلام وهو أقرب إلى الفراعنة _نظريا_منه إلى الإسلام.

عندما تذكر الحضارة الفرعونية فأول ما يتبادر إلى الأذهان أهرامات الجيزة، التي تدل على ثقافة بناء ونهضة وإعمار بغض النظر عن البواعث خلف ذلك الانجاز العظيم والمعتقدات السائدة حينها أو الخسائر البشرية التي تكبدتها طبقة الفقراء والعبيد لإنجازها، ولكن لو نظرنا إلى من يدعون انتماء إلى الحضارة الفرعونية لوجدناهم على النقيض تماما، فهم دعاة هدم وتخريب بعد نجاح الثورة، ثم ما هي انجازاتهم قبل الثورة ؟

مصر في عهد مبارك ومن سبقه من رؤساء اشتهرت بما يسمى " الفن" بما فيه من " هز الوسط " وأفلام هابطة تصور غالبية مشاهدها في غرف النوم وعلى شواطئ البحر، وتلك هي ثقافة " استلقاء وبغاء" وليست ثقافة فرعونية أو بناء. الذين يتفاخرون بالثقافة الفرعونية أفسدوا الصورة الحقيقية والجميلة للشعب المصري وأخفوا الصورة القبيحة لأنظمة ما قبل الثورة، الشعب صوروه على أنه مجموعة من النشالين والمحتالين والفهلوية.

أما الأنظمة فبرؤوا ساحتها من كل إثم وذنب، في "طباخ الريس" تم تبرئة المخلوع قبل خلعه،لم يكن يعرف أن شعبه يأكل الحصى مع الخبز وأن الراتب لا يكفي العائلة بضع وجبات من " الكشري"، والريس مظلوم ولا دخل له فيما يحدث في البلد ولكن من حوله خدعوه، هذه رسالتهم وتلك ثقافتهم ولا عجب لو تظاهروا وتمردوا على الشرعية ثم هتفوا للمخلوع : " آسفين يا ريس".

على فكرة.. " آسفين يا ريس" قالوها يوم انطلقت الثورة المصرية، فهم مع النظام السابق من اليوم الأول، ولم يأسف على رحيل المخلوع مبارك إلا من على شاكلته ، والذي قال انه حمار لأنه انتخب الرئيس مرسي نصدق بعض ما قاله ولكنه انتخب شفيق وأصر على النهيق كما باقي أعداء الثورة العربية والثقافة الإسلامية.
جبل يدعى حماس
سأموت ولكن لن ارحل
يا رب انت العالم
يوم تجثو كل أمّــة
علم .. مقاومة .. حرية

الشبكات الاجتماعية

تـابعونا الآن على الشبكات الاجتماعية

القائمة البريدية